محمود خليل (دبي)- نجحت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي في استرداد مشغولات ذهبية بقيمة 3 ملايين ونصف المليون درهم، وإلقاء القبض على أحد المتهمين بالسرقة، وهما من الجنسية الكوسوفية، وذلك بعد أربعة أشهر من الاستيلاء عليها من أحد محال المجوهرات بمنطقة نايف بالإمارة، أواخر شهر يوليو الماضي.
وأشاد العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بالجهود التي بذلها رجال التحريات والمباحث بشرطة دبي ومتابعتهم لكافة تفاصيل وحيثيات القضية حتى اللحظة التي تمكنوا خلالها من القبض على أحد المتهمين بعد عودته إلى الدولة واسترداد كمية المشغولات الذهبية التي كان يخبئها في مقبرة بمنطقة بني ياس، مثمنا الدور الذي قام به شركاء شرطة دبي في المنافذ البرية والبحرية والجوية في القضية.
وقال العقيد الدكتور محمد ناصر عبدالرزاق الرزوقي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون المراكز والمخافر، إن تفاصيل الواقعة تعود إلى 20 يوليو الماضي، حينما تلقت شرطة دبي بلاغاً من صاحب المحل يفيد أنه تعرض للسرقة ليلاً، مبيناً أن رجال التحريات تمكنوا بعد معاينة دقيقة لمسرح الجريمة من التوصل إلى أن مرتكبيها هما شخصان تمكنا من استغلال سلالم موجودة بأحد الأزقة المظلمة المجاورة للمبنى الذي يقع فيه المحل وصعدا من خلاله إلى سطح المبنى، وفتحا نافذة ودخلا من خلالها إلى المحل، منوها بأن المحل كان يفتقد لابسط الاحتياطات الأمنية، كما أن صاحبه لم يبادر بالإبلاغ عن تعرض جرس الإنذار المرتبط بغرفة العمليات لعطل.
وقال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون المراكز والمخافر إن تقاعس وإهمال صاحب المحل سهل للمتهمين ارتكاب جريمتهما بدون أية صعوبات تذكر.
من جهته أوضح العقيد سالم خليفة الرميثي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري أن الفرق الأمنية التي تم تشكيلها لمتابعة القضية وملاحقة الجناة عمدت إلى نشر صور المشغولات الذهبية المسروقة على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية في الدولة للحيلولة دون تسريبها إلى الخارج.
وقال إن فريقاً آخر لاحق مصدر شراء الأدوات التي استخدمها المتهمان بعملية السرقة وهي مقصات حديدية ومطارق ومفكات حتى اللحظة التي توصلا إلى صاحب المحل الذي باعها والذي بدوره أبدى تعاوناً كبيراً مع المحققين حتى تعرفه على صور المتهمين، وتبين انهما من الجنسية الكوسوفية، والأول يدعى (ر.ن) والثاني (ا.ر) في العقد الثالث من عمرهما، مبيناً أن التحقيقات أفادت أنهما غادرا الدولة بعد ساعات من تنفيذهما جريمة السرقة، دون أن يأخذا معهما الذهب المسروق.
وأضاف أن الفريق الأمني الثالث المكلف بالقبض على المتهمين نجح من خلال استعراض أشرطة تسجيل الكاميرا التي كانت موجودة داخل المحل من تحديد ملامحهما، مشيراً إلى أن حصيلة المعلومات التي تمكنت الفرق الثلاثة من جمعها اسهمت بالوصول الى المتهمين، والقبض على أحدهما وبمعيته تاجري ذهب قدما من بلادهما لمعاينة كمية الذهب وشرائها وإخراجها بمعرفتهما من الدولة.
وكشف المقدم أحمد حميد المري مدير إدارة البحث الجنائي بشرطة دبي عن أن رجال المباحث انتشروا بكافة منافذ الدولة بعد أن بات يقينا أن المتهمين استبقيا المسروقات داخل الدولة، وانهما سيعودان يوماً ما لاستخراج المسروقات ومحاولة التصرف بها أو إخراجها من الدولة.
وأشار إلى أن رجال المباحث تواصلا خلال تلك الفترة مع مصدر لشرطة دبي من الجنسية الألبانية أفاد أن المتهمين من أصحاب السوابق والمسجلين خطر في بلدهما، وأبلغ رجال الفريق أن أحدهما يستعد للقدوم إلى الدولة بجواز سفر مزور إلى دبي وبمعيته تاجري ذهب من أبناء جنسيته، وهو ما تحقق بعد يومين على إبلاغه هذه المعلومات.
وتابع أن فرق الملاحقة والمتابعة اخضعوا المتهم وتاجري الذهب لرقابة لصيقة منذ قدومهم إلى مطار دبي الدولي وحتى إقامتهم بأحد الفنادق بمنطقة المرقبات حتى اللحظة التي غادر فيها المتهم الفندق في الساعة الثانية صباحا وتوجه مشيا على الأقدام إلى إحدى المقابر القديمة بمنطقة بني ياس.
وأضاف أن المتهم دخل إلى المقبرة، ومكث فيها لمدة خمس دقائق ليخرج وبحوزته حقيبة سوداء كان يحملها على ظهره توجه بها إلى الفندق حيث أطبق عليه رجال التحريات، وهو يقوم بمعاينة الذهب مع التاجرين، وإلقاء القبض عليهم جميعاً.
وقال، إن المتهم أدلى باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الجريمة مع شريكه الذي بين أن شرطة دبي سطرت مذكرة ملاحقة بحقه لإلقاء القبض عليه، مشيراً إلى أن شرطة دبي تمكنت من استرداد كامل كمية المشغولات الذهبية من المتهم استعداداً لردها إلى أصحابها حول الأصول القانونية، فيما أحالت المتهم والتاجرين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق معهم.
عدد اليوم
