الشارقة (الاتحاد) - بث المهرجان المائي، الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، حالة من التفاعل بين سكان الإمارة وزوارها وفعالياته المختلفة حتى باتت سمته الأساسية، فقد تفاعل الجمهور كثيراً مع عالم العروض المثيرة مثل الحركات البهلوانية، والاستعراضات التي تحبس الأنفاس نتيجة خطورتها وروعتها في وقت واحد. ولعب المتطوعون دورا جوهريا في المهرجان؛ فكانوا يعملون كخلية نحل للمساعدة في التنظيم، ففرق «اسألني» وغيرها من فرق التطوع تنتشر في طول الحديقة وعرضها، ليلبوا نداء من يحتاج المساعدة بأسلوب يفرض التقدير والاحترام.
إلى ذلك، يقول سيف الرضوان، رئيس مجلس إدارة «تنظيم» لإدارة الفعاليات، إن مشاركتهم في هذا المهرجان كمتطوعين جاءت رغبة قوية منهم لإنجاح الحدث الذي تنتظره الجماهير كل عام بفارغ الصبر. ويضيف «جهزنا 55 متطوعاً للإسهام في إنجاح الحدث السنوي، الذي تنظمه هيئة الإنماء السياحي والتجاري، وأغلب هؤلاء المتطوعين من الشباب والشابات الإماراتيين الذين أبدوا رغبة حقيقية في تقديم جهودهم ومعارفهم لخدمة الجمهور الزائر لجميع هذه الفعاليات». ويتابع «أصبح مفهوم التطوع عند أبناء الدولة تجربة حياة وضرورة يتسابقون للظفر بها، وقد حاولنا خلال السنوات الماضية أن نخلق جيلاً واعياً يعشق التطوع ويقوم به من تلقاء نفسه وهذا ما نجده يتعزز يوماً بعد يوم».
وتوضح المتطوعة أميرة عاشور أن التطوع بالنسبة لها أمر مهم للغاية فقد تعودت عليه من خلال فترات سابقة قضتها برغبة شخصية وبتشجيع من الأهل، وسبق لها أن شاركت كمتطوعة في مؤسسة تمكين الاجتماعية للأيتام بالإضافة إلى فعاليات دائرة الأراضي في الشارقة، داعية الشباب الإماراتي للانخراط في التطوع بشكل دائم لأن ذلك يجسد معنى الانتماء للدولة.
وتقول هدى إبراهيم «ربما أكون جديدة في عالم التطوع مقارنة بالمتطوعات الأخريات، لكنني اكتسبت خبرة ومعرفة من خلال مشاركتي في هذا المهرجان، الذي أتاح لي فرصة التعرف على زميلات صاحبات خبرة تطوعية كبيرة استفدت منها من خلال تعاملي مع زوار المهرجان من عرب وأجانب»، مضيفة «حاولنا أن نعكس صورة جميلة عن أبناء الإمارات الذين يحققون نجاحات متواصلة على جميع الصعد».
من جهتها، تقول منى الشويهي، صاحبة الخبرة والمشاركات الكبيرة في التطوع «أجد متعة كبيرة في كل مشاركة تطوعية أقوم بها، ولعلني بذلك أحاول تقديم رد الجميل لوطني الذي قدم لي الكثير من العطاء، حيث صرت قادرة على فهم الواقع والتضحية من أجل رفع شأن المواطن الإماراتي، الذي يجد في التطوع ضرورة ملحة يتطلبها الوطن الذي لم يبخل على أبنائه بشيء».
وعن تجربتها، تقول هند الأسطل، وهي إحدى المتطوعات العربيات في المهرجان «كوني مقيمة على هذه الأرض الطيبة يحتم علي الواقع المشاركة وبفعالية كمتطوعة تنشد الخير لإمارات الخير والعطاء».
وجهة سياحية متكاملة
حول المهرجان، قال محمد النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، إن مهرجان الشارقة المائي، الذي يتضمن فعاليات مائية غاية في الروعة والإثارة، نجح في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار في كل عام من داخل الدولة وخارجها، مؤكداً أن المهرجان يعد أحد أبرز هذه المهرجانات الجاذبة للسياح والزوار، وهو ما يعزز مكانة الإمارة كوجهة سياحية متكاملة ومثالية للفعاليات العالمية محلياً وإقليمياً ودولياً.
وأوضح أن المهرجان يغمر إمارة الشارقة بأمواج من المرح في شهر ديسمبر من كل عام، ويجذب آلاف الزوار من المنطقة والعالم لا سيما أنه يأتي ضمن فترة الإجازات، مشيراً إلى استقطاب المهرجان في هذا العام لفرق عالمية متنوعة تضم فنانين محترفين، قدموا للمرة الأولى إلى المنطقة ليكون المهرجان أكثر تميزاً ونجاحاً مقارنة بالأعوام الماضية.
المهرجان يعزز مكانة الشارقة
يؤكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، أن حرص إمارة الشارقة على تنظيم هذه الفعاليات والمهرجانات الرائدة، ومنها مهرجان الشارقة المائي، وجائزة الشارقة الكبرى، ومهرجان أضواء الشارقة، يسهم في تعزيز المكانة المرموقة التي حققتها الإمارة إقليمياً وعالمياً كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية وعاصمة السياحة العربية.
وأشاد القاسمي بالجهود المبذولة من قبل هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة لاستقطاب السياح من جميع أنحاء العالم عبر تنظيم هذه الفعاليات العائلية العالمية على مدار العام، والتي تحتفل بالثقافة والقيم العربية والإماراتية العريقة.
عدد اليوم
