الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استدامة التنوع البيولوجي

15 ديسمبر 2013 20:58
في كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، وفي كل عام يتم اختيار شعار له علاقة بالأهداف المرجو تحقيقها، وكانت المياه ومازالت هي محور حياتنا، وهي أحد أصعب التحديات التي تواجهنا، ليس فقط على مستوى دولتنا ولكن على مستوى العالم أجمع، وهناك مشاكل ملحة ترتبط بحجم المياه ووفرتها، ولكن نحن كي نتخطى العقبات نجد أنفسنا في حالة بحث دائم عن حلول، آخذين بعين الاعتبار ما يمكن أن يقدمه التنوع البيولوجي للمساهمة في حل القضايا المتعلقة بالمياه. سنة 2013 أعلنت سنة دولية كي يتعاون العالم في قضية المياه، ولكن نرى أن استدامة التنوع البيولوجي تعتمد على الماء، لأن النقص أو الفقر المائي، يضع الكثير من الضغوط على الأنواع الحية، ويساهم في تناقصها في أرجاء العالم، فكل عنصر حي بحاجة للماء، ولذلك نجد أن التنوع الأحيائي مهم وله صلة وثيقة بالمستقبل على سطح الأرض، ولا يمكن تحقيق ذلك ما لم نعمل على تكوين مقدرة جماعية، لأجل تحرك مسيرة الاستدامة. إن ذلك يعيدنا إلى أحد أسباب شح المياه، وهو تسبب البشرية في ارتفاع درجات الحرارة، مما نجم عنه تبخر سريع ودائم للمياه، ولهذا فإن الإنسان يتحمل مثل هذه المسؤولية فعلياً، وفي الوقت ذاته عليه أن يعمل جاهداً لعلاج ما قد يتفاقم من مشاكل، فإذا تقاعسنا أو تكاسلنا عن التحرك لمواجهة عواقب التغير المناخي، فإن ثمة تهديداً يواجه الوجود البشري ذاته، لذا علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، لوضع رؤى متقاربة للعمل البيئي العام ولقضايا التغير المناخي على وجه الخصوص. إن المتأمل اليوم لحال البيئة في كثير من بلدان العالم، سيجد أن المخاطر والتحديات البيئية ومنها التغير المناخي، قد أصبحت تشكل خطرا وتحديا يصعب مواجهته فرديا بل يحتاج إلى عمل جماعي ودولي، ومن المعروف أن أي مشكلة بيئية في أي بلد لابد أن تجد صداها في البلد الآخر، ولذلك أصبحت قضية التعاون البيئي الإقليمي والدولي ضرورة ملحة من أجل النهوض بواقعنا وللخروج من مشاكله البيئية التي أصبحت تحاصره، وتقف عائقاً في وجه تقدمه بل في وجه استمرار الحياة المستقرة الآمنة، التي لا يشعر فيها الفرد بالقلق لحدوث كارثة بيئية هنا أو هناك، بسبب ما يحدث من تغيرات مناخية. إن حجم العواقب المحتملة التي قد تحدث إذا استمر التغير المناخي بمعدله الحالي كبير وخطير، ومن ذلك ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، ما يمثل تهديدات تواجه إمدادات المياه والأغذية وتؤدي إلى ظهور أمراض عدة، وحضانة فيروسات جديدة تهدد بقاء أنواع من النباتات والحيوانات، وكل تلك المخاطر والتحديات يمكن مواجهتها، فليس مستحيلاً على الإنسان أن يحافظ على بيئته ويصون مقدراته، خاصة إذا تم التخطيط والتنسيق والتعاون بين كل مؤسسات المجتمع الدولي، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة المعنية بهذه القضايا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©