عدد اليوم
الرياض (وكالات) اتفقت المملكة العربية السعودية وتركيا أمس على ضرورة إنشاء مجلس تعاون استراتيجي لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عقب محادثات في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة والرئيس التركي رجب طيب اردوغان: «إنه نتج عن الاجتماع رغبة الجانبين في تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى سيكون مهتماً بأمور عديدة، بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، وغيرها». وتطرق الجبير إلى كيفية التصدي للإرهاب والتدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة، وقال: «إن اجتماع الملك سلمان وأردوغان تناول ملفات، على رأسها سوريا، وضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة، والقضية الفلسطينية وعملية السلام، بالإضافة إلى الأزمة السياسية الليبية، و(التحالف الإسلامي) ضد الإرهاب والأوضاع في العراق واليمن». وقال الجبير فيما يتعلق بالأزمة السورية: «إن هناك اتفاقاً بين البلدين والدول الصديقة يتبنى الحل السياسي المبني على مبادئ مخرجات جنيف 1 واجتماعات فيينا 2، بالإضافة إلى اجتماعات نيويورك، واعتماد مجلس انتقالي تنتقل السلطة إليه بشكل كامل، يقوم بوضع دستور جديد يؤهل لانتخابات جديدة لا دور لبشار الأسد فيها». مشددا على أن السعودية وتركيا ملتزمتان بتوحيد صفوف المعارضة السورية، ودعمها عسكريا تمهيدا لتفعيل حل لا دور للأسد فيه. فيما قال الوزير التركي: «إن المعارضة السورية تبحث عن الحل لكن هناك من يحاول استغلالها»، مشيراً إلى أن استهداف المعارضة المعتدلة لا يقوي النظام فحسب بل «داعش» أيضاً. وعقد العاهل السعودي جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس التركي ناقشا خلالها الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الرياض وأنقرة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان وأردوغان عقدا جلسة مباحثات استعرضا خلالها العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وكان أردوغان قال في تصريحات قبل أن يتوجه إلى الرياض: «إن الزيارة تشكل فرصة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى التطورات في المنطقة»، موضحاً أنه سيتناول خلال الزيارة مع المسؤولين السعوديين مسائل متعلقة بالطاقة توليها تركيا أهمية خاصة، على غرار تنويع مصادر الطاقة، كما سيبحث أيضاً القضايا الحساسة في المنطقة، على رأسها التطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا. ولفت الرئيس التركي إلى أن المقترحات والتوصيات التي تبنتها تركيا معروفة فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، مشدداً أن الخطوات التي ستتخذ دون الأخذ بعين الاعتبار التركيبة الاجتماعية وتاريخ المنطقة ومتغيراتها لن تجلب غير الظلم والدموع. وتابع قائلاً: «نواصل التضامن والتشاور مع السعودية في مرحلة تكثفت فيها الجهود من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وأؤكد أن هدفنا هو إحلال سلام دائم ومستدام وعادل في مناطق الأزمات كافة، وعلى رأسها سوريا».
