الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 تحديات راهنة

15 ديسمبر 2013 21:00
يشهد العالم مجموعة كبيرة من التحوّلات التي تفرض نفسها على مناهج وطرق الإدارة والحكم والشأن العام، ومنها: ? ثقافياً: خلافاً للنصف الثاني من القرن العشرين، تراجعت فرص وإمكانات توجيه العقول عبر مناهج التربية ووسائل الإعلام والترفيه. وازداد في المقابل انفتاح الأفراد والجماعات، على مصادر المعلومات والمعرفة والتواصل والتكنولوجيا الجديدة. وبات من العسير للغاية على الدولة رصد التوجهات والميول الجديدة للأجيال الصاعدة التي أصبح التأثير فيها بالتالي أصعب من أي وقت مضى، ولا يبدو في الأفق من سبيل لاستيعابها أكثر من التقرب منها والأخذ بيدها في ما تريده هي قبل ما تريده العقائد والأفكار السائدة. ? أمنياً: افتضاح أمر التجسّس الشامل على سكان العديد من دول ورؤساء العالم، يؤكد بمعنى ما تراجع أهمية الأجهزة والآليات التقليدية في ملاحقة ومراقبة المشتبهين والمطلوبين والمتّهمين. في المقابل تتطور للغاية الأنظمة الرقمية والفضائية وأنظمة التحكم والتتبع عن بعد. وتغذيّ التحالفات الناشئة والعابرة للحدود والمختصة بمكافحة «الإرهاب» وتبييض الأموال وتجارة المخدرات اتجاهاً يدفع مستقبلاً لتعزيز نوعي للأجهزة العدولية المعنية بالأمن، وينعكس على هيكلة جديدة كلياً للأجهزة والسياسات الأمنية المحلية. ضمان خصوصية الأفراد والشعوب ستكون أيضاً ضمن الأجندة العالمية للأمن، ويجب أن يصطدم التجسس بمزيد من الحواجز التي تمنع خرقه الفاضح لواحدة من المقدسات السلوكية الجديدة في العالم، أي احترام الخصوصية. ? في السلطة الوطنية وصلاحياتها: عدا أجندة الأمن، يزداد باستمرار دور المنظمات العالمية والدولية، مثل منظمات التجارة الدولية ومجلس حقوق الإنسان والشفافية الدولية والصحة العالمية ومحكمة العدل الدولية ومجرمي الحرب (حتى الاتحادات الرياضية الدولية). جميع الدول باتت مضطرة للدفاع عن سمعتها لدى أي اتهامات توجه لها من هذه المنظمات، هذا دليل على مدى تأثير هذه المنظمات على القرارات الوطنية وبالتالي صلاحيات السلطات المحلية. ? علمياً: يجب التحسّب لتسارع الاكتشافات من برامح المعلومات-الداتا والبرمجة والأجهزة الذكية، قبل أن تفلت من أي دور فاعل للسلطات المحلية ويصبح هذا القطاع بالكامل تحت سيطرة شركات (أو قراصنة) بغض النظر عن وجود قوانين. الاطمئنان والثقة هنا يتطلبان الاستعداد العلمي والتقني والتحديث الفوري والتأكد من التعامل العلمي الندّي مع هذه الشركات أو أي أطراف محتملة يمكن أن تكون وراءها. ? في الانتماء والهوية: يحدث نمو لافت لظاهرة مقايضة حقوق المواطنة بالقدرة المالية. لقد ازدادت الهجرة مرتفعة المخاطر للبائسين، هرباً من أهوال الحرمان والحروب في بلدانهم، في وقت تتغير اشتراطات استقبالهم في دول كانت توصف بجنّات للاجئين، إنسانيا وسياسيا. يبرز اتجاه واضح لمنح الجنسية وحقوق المواطنة للميسورين. وهذا الواقع يتطلب بالتأكيد استعدادات جديدة من الدول المصدرة، وكذلك من الدول المستوردة. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©