الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقة بين الشباب والإعلام تواجه أزمة حقيقية

15 ديسمبر 2013 21:01
أبوظبي (الاتحاد) - تعزيز ثقة الشباب الجديد بدورهم في نمو مجتمعاتهم وإيمانهم بضرورة حشد طاقاتهم لمواجهة تحديات العصر ومتطلباته يحتاج إلى إشراكهم فعلاً في تصورات المستقبل، الأمر الذي يقتضي انخراطهم في أولويات الإعلام ومحتوياته. لكن، يمكن القول إن الثقافة العربية الراهنة تفتقر للتصورات والرؤى العلمية الكافية، التي تتناول دور هذه الشرائح في الإعلام، وكذلك دورها المتوقع في المستقبل. مفارقات ومن أبرز المفارقات التي تثير الشفقة ما يشعر به كثير من الشباب العرب في آرائهم المنشورة على الإنترنت، حين يتساءلون كيف أن «الإعلام تسيره وتشتغل به نسبة كبيرة من الشباب، بينما تغيب في الوقت نفسه البرامج الشبابية على شاشة التلفاز أو حوارات الشباب على صفحات الجرائد المكتوبة أو الإلكترونية». وهذه الآراء ما تزال تُكتب على مواقع الشبكة العالمية رغم الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي التي ساد اعتقاد واسع لفترة بأنها قد تكون البديل عن عدم اكتراث الإعلام الجديد كثيرا بقضايا الشباب الجديد بطريقة تنال رضاهم وتستوعب طاقاتهم. لكن حتى ذلك الرهان على تلك العلاقة الخاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي تراجع كثيرا عما كان عليه قبل سنوات قليلة، هذا إن لم نقل إنه أصبح محل تشكيك وفق بعض الأبحاث النادرة بهذا الشأن. الخروج من المأزق في يونيو الماضي جرى الإعلان عن دراسة بعنوان «تراجع ثقة الشباب العربي بالإعلام»، وكان يجب أن تنال اهتماما ونقدا واسعين من وسائل الإعلام العربية ومراكز الدراسات. بعد أكثر من خمسة أشهر لم يحصل ذلك، كما لم يؤخذ بنتائج الدراسة كمؤشر لإجراء مزيد من الأبحاث. هذا بذاته كان مؤشرا على التهاون في تناول قضايا الشباب. تلك الدراسة، التي أجراها المجلس الثقافي البريطاني ومركز «جونجيرهارت للأعمال الخيرية والمشاركة المدنية بالجامعة الأميركية بالقاهرة»، أكدت تراجع ثقة الشباب في وسائل الإعلام. المتطلبات المفقودة قد لا يختلف كثير من المراقبين وخبراء الإعلام والاجتماع على وجود هذه الأزمة من الثقة بين الشباب الجديد ووسائل الإعلام، وهي ليست سوى انعكاس لأزمة أكبر. أما متطلبات بناء الثقة المفقودة فهي لم تعد سرا، ما تحتاجه هو اهتمام بدور الشباب الجديد بدءاً من إيجاد أطر صحيحة تقربهم من الأجيال التي سبقتهم ولاسيما السياسيين والقادة الإداريين الأكبر سناً الذين يتهمهم الشباب بالهيمنة على المجال العام. وإذا كان الاعتراف بأهمية دور الشباب في الحياة العامة هو مقدمة أساسية لترسيخ الثقة بين الشباب الجديد وباقي شرائح المجتمع، فإن مباشرة هذا الدور في المؤسسات الصحفية والإعلامية يمثل بداية صحيّة من شأنها أن تضاعف المبادرات الإيجابية في مختلف المجالات. وفي نفس السياق، مثلا، تأتي أهمية إنشاء صحف تتحدث باسم الشباب الجديد كما يقترح الشاب المغربي عبدالرحيم كجيج في رأي له نشره على موقع «يكن برس» بعنوان «الإعلام... صورة تتسم بالضبابية والغموض». وفي سياق مواز، يمكن الحديث عن ضرورة دفع الشباب الجديد نحو تحمل المسؤوليات في مؤسسات تتحمل التجربة والخطأ، مثل المؤسسات الرياضية الأهلية والمدنية والمناطقية، فذلك لا يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية فقط، بل يجعلهم أكثر اهتماما بتعلم تجارب السابقين لهم بما يساهم عمليا بتفاعل الأجيال، وهذا بدوره يعزز النسيج الاجتماعي والسياسي المبني على أسس موضوعية، وليس فقط على تقاليد موروثة وخليط من الردع والقمع. محاولة تفسير في محاولة لتفسير تلك العلاقة في فترة انتعاش الحراك السياسي الذي شهدته دول عربية، تقول أستاذة الإعلام في جامعة بغداد بشرى جميل الراوي إن الشباب استخدم في بداية الأمر مواقع التواصل الاجتماعي للدردشة ولتفريغ الشحن العاطفية، ولكن يبدو أن موجة من النضج سرت، وأصبح الشباب يتبادلون وجهات النظر، من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا تشكّلت حركات الرفض الشبابية، وتخطت تلك الأفكار الرافضة للسياسات بسهولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الوطن العربي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©