عواصم - وكالات الأنباء: حاول الرئيس الأميركي جورج بوش أمس طمأنة روسيا بشأن مشروع إقامة درع أميركية مضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا، لكنه ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعربا عن ''قلقهما'' من سجلها في مجال الديمقراطية، كما اتهماها بالسعي إلى فرض نفوذها على دول الاتحاد السوفييتي السابق·
وقال بوش في مقابلة مع صحيفة ''جازيتا وايبوركزا'' البولندية نشرتها أيضا صحف ألمانية وإيطالية وتشيكية وبلغارية ''نريد أن تحمي الدرع الصاروخية الدول الحرة والديمقراطية من الدول المارقة وروسيا ليست دولة مارقة، لذا لا ينبغي عليها القلق''· ورفض مرة اخرى اعتراض روسيا على إقامة الدرع قرب حدودها، قائلا ''ان الكلام الروسي هو من نوع احياء للحرب الباردة''· وأضاف ''نحن قلقون على الديمقراطية في روسيا· وأضاف ''يؤكد لنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الديمقراطية بخير في بلاده، لكننا نرى ذلك بطريقة مختلفة ولا نتردد في الاشارة الى هذه المسألة، وكذلك علاقات روسيا مع جيرانها· لقد وقع اخيرا خلاف بين روسيا واستونيا لم يكن بالنسبة لنا مؤشر ايجابي''· لكنه رأى أن ''صداقة وثيقة بين الولايات المتحدة وروسيا ممكنة حتى لو كانت هناك اختلافات بيننا حول عدد من المسائل''·
من جانبها، وصفت رايس العلاقة الصعبة الحالية بين واشنطن وموسكو بأنها ''خليط'' من التعاون والتنافس، الصداقة والاحتكاك، متمنية ظهور روسيا قوية انما بمفاهيم القرن الحادي والعشرين، أي تحسين سجلها في مجال الديمقراطية''· وقالت في كلمة ألقتها في مدينة بوتسدام الألمانية مساء أمس الأول، بمناسبة تكريمها على مساهمتها في جهود توحيد شطري المانيا بين عامي 1989 و1991 حين كانت مستشارة متخصصة في الشؤون السوفييتية في البيت الابيض، ''ان روسيا بحاجة الى مؤسسات قوية ومستقلة داخل الحكومة وخارجها ونظام قضائي وتشريعي قوي ومجتمع مستقل وقوي مع وسائل اعلام مستقلة قوية وانتخابات حرة ونزيهة''· وأضافت ''مؤسسات ديمقراطية ومجتمع منفتح ليست مصدر ضعف أبدا، كما انه لا حرية التعبير ولا حرية الصحافة مجرد ازعاج· وأضافت ''نجد دبلوماسية الصواريخ الحالية لروسيا امرا يصعب ان نتفهمه ونأسف لمعارضة روسيا القبول بالمشاركة في الدرع الصاروخية التي اقترحناها· عندما نختلف مع روسيا سنتشاور وسوف نتعامل مع وجهات نظرهم بجدية وسوف نعبر عن وجهات نظرنا بصراحة''·
وبشأن ''حرب النفوذ'' بين الولايات المتحدة وروسيا في دول الاتحاد السوفييتي السابق، قالت رايس ''نحترم مصالح روسيا لكن نعتبر ان المصالح لا تخدم عندما تعامل روسيا الدول المجاورة المستقلة وصاحبة السيادة مثل استونيا كما لو انها تنتمي الى منطقة نفوذ سابقة كما لا نعتبر ان وحدة اوروبا وحريتها منذ عام 1991 هما نظام غير عادل يفرض على روسيا ويجب ان تتم مراجعته الآن''· وشددت على أن ''حرية الشعوب في اختيار حكوماتها وحرية الأمم في اختيار طريقها هما مصدر أمن دائم وليسا تهديدا''·
عدد اليوم
