الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النظام والمعارضة وجهاً لوجه في «جنيف 4»

النظام والمعارضة وجهاً لوجه في «جنيف 4»
24 فبراير 2017 00:52
جنيف (وكالات) انطلقت رسمياً مساء أمس مفاوضات «جنيف 4» بعد يوم ماراثوني طويل من الأجواء المتشنجة التي تسببت بتأخير 4 ساعات للجلسة العامة التي افتتحها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بمشاركة مفاوضي الحكومة السورية والمعارضة الذين جلسوا وجهاً لوجه تحت علم الأمم المتحدة لأول مرة خلال 3 سنوات، وبحضور ممثلين عن مجموعة دعم سوريا. وأكد دي ميستورا مجددا أن لا حل عسكريا للأزمة السورية، وأعرب عن أمله في أن يكون مقر الأمم المتحدة في جنيف منطلقا لحل الأزمة، لكن مع إقراره في الوقت نفسه بأنه لا يتوقع حصول معجزات. داعيا أطراف النزاع إلى استغلال ما وصفه بـ»الفرصة التاريخية»، ولافتا إلى أن مجلس الأمن حض الجميع على المشاركة في المفاوضات بدون شروط مسبقة. وقال متوجها للمشاركين «أطلب منكم أن تعملوا معا..أعرف أنه لن يكون من السهل إنهاء هذا الصراع المروع وإرساء الأساس لبلد في سلام مع نفسه وموحد وذي سيادة». وقال دي ميستورا إن وقف إطلاق النار هش ولكنه قائم، وأن الأمم المتحدة منحت الدعم لتركيز وقف النار على مستوى سوريا. وأضاف «إن الأمم المتحدة بحاجة إلى دعم المشاركين للتوصل للحل». لافتا إلى تحقق تقدم في الساعات الأخيرة لتشكيل وفد شامل للمعارضة، لكن هناك حاجة لمزيد من العمل، وأنه يتطلع إلى المناقشات في الأيام المقبلة. وأضاف إن الشعب السوري يريد طريقا جديدا للخروج من هذا «الكابوس» ومستقبلا يحقق تطلعاته المشروعة، وحذر من أن المزيد من الموت والإرهاب واللاجئين والمعاناة هي نتيجة أي فشل لـ»جنيف 4». وبعد كلمته صافح دي ميستورا ممثلي الجانبين كليهما وغادروا القاعة لمزيد من المحادثات من دون معرفة ما إذا كان الجانبان سيلتقيان لإجراء محادثات مباشرة. وكانت مصادر قد قالت إن وفد المعارضة الأساسي الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات قرر المشاركة بعد تلقي ضمانات من دي ميستورا كادت تهدد بتعليق حضوره إثر خلافات حول تشكيلة الوفد، ودور وفود معارضة أخرى بينها ما يعرف بـ»منصة القاهرة» و»منصة موسكو» في المفاوضات. ونسب مراسل «العربية» إلى مصادر لم يحددها «إن المبعوث الأممي نقل إلى رئيس وفد المعارضة الأساسي نصر الحريري خلال اجتماع مغلق تهديد الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيفعل بإدلب ما فعله بحلب إن فشلت المفاوضات. وأكد المتحدث باسم وفد المعارضة سالم المسلط ترحيب وفد الهيئة بالجلوس على طاولة واحدة مع منصتي القاهرة وموسكو كوفد واحد، لكنه شدد على أن هذا الوفد يجب أن ينطلق من أسس نتائج مؤتمر الرياض، وتبعا لمرجعيات الهيئة العليا للمفاوضات. وقال المسلط إن المعارضة تحبذ مفاوضات مباشرة مع وفد النظام السوري، وترفض أي دور لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية، أو بعدها. كما أكد رفض المعارضة لأي دور إيراني في سوريا وفي ترتيبات العملية السياسية المنبثقة عن المفاوضات. ووصف في حديث لـ»سكاي نيوز عربية»، إيران بأنها «دولة احتلال»، مشددا على رفض أي وساطة من جانبها كما حصل في أستانا. فيما قال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن المعارضة تريد مفاوضات مباشرة ولديها خطة متكاملة للانتقال السياسي، ستطرحها خلال العملية التفاوضية، لكن هناك رفضا من وفد النظام لعملية الانتقال السياسي». وكان من المقرر في البداية أن تعقد الجلسة العامة التي سيتوجه خلالها المبعوث الأممي إلى المشاركين بكلمة ترحيبية بحضور ممثلين عن مجموعة دعم سوريا، في الساعة الثالثة بعد الظهر، لكن تم تأجيل الاجتماع 3 ساعات. وقالت مصادر الوفود إن الغموض لا يزال يكتنف صيغة الحوار بعد الافتتاح الرسمي، إذ لم تعلن الأمم المتحدة عن أي خطط لعقد مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة وفق مقتضيات القرار رقم 2254، الذي يركز على مسائل تشكيل حكومة غير طائفية تتمتع بالثقة، وجدول إعداد مسودة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة. وبدأ دي ميستورا اليوم الماراثوني الطويل بلقاء وفد الحكومة السورية برئاسة مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي غادر مقر الأمم المتحدة من دون أن يدلي بأي تصريح. ثم التقى ممثلين عن وفد المعارضة الأساسي الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المقاتلة هما رئيس الوفد التفاوضي نصر الحريري وممثل الهيئة العليا يحيى قضماني اللذين غادرا أيضا من دون الإدلاء بأي تصريح. والتقى دي ميستورا بعد ذلك ممثلين عن «منصة القاهرة» التي تضم عددا من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي الذي قال إنه تم نقل اقتراحات حول مسودة الدستور السوري الجديد، بما في ذلك أفكار حول إعادة توزيع الصلاحيات بين فروع السلطة، ولاسيما نقل جزء من صلاحيات الرئيس للبرلمان، ولمح إلى أن منصة القاهرة باتت أكثر استعدادا للحوار المباشر مع الحكومة. وقال عضو وفد «منصة القاهرة» جمال سليمان إن الاجتماع كان جيدا جدا وتناول فقط الترتيبات التي على أساسها ستتم هذه الجولة والمبادئ الأساسية التي ستقوم عليها»، وأضاف «اكدنا انه يجب أن تكون هناك مفاوضات مباشرة، ولكن الأشياء لم تقرر بشكل نهائي حتى الآن». وسيشارك في جولة المفاوضات أيضا وفد من «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل. وبعد لقاءاته السياسية، اجتمع دي ميستورا مع أهالي عائلات مفقودين أو معتقلين في السجون السورية قدموا له مطالبهم بالإفراج عن أبنائهم أو نقلهم إلى سجون مدنية بعيدا عن السجون العسكرية. ووعد المبعوث الأممي وسط تنظيم تلك العائلات وقفة أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، بعرض تلك المطالب على المشاركين في المفاوضات قائلا «إن المحادثات لا بد أن تناقش مصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، سواء من قبل النظام أو فصائل المعارضة». إلى ذلك، أكد سفير روسيا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة أليكسي بورودافكين دعم بلاده لإجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة، باعتبار ذلك الطريق الوحيد لتحقيق نتائج إيجابية، وأعرب في تصريحات بعد لقائه الجعفري عن أمله في أن تتناول مفاوضات «جنيف 4» موضوع صياغة الدستور السوري الجديد، واصفا موقف وفد الحكومة المشارك في المفاوضات بأنه بناء، فيما اعتبر مطالب المعارضة السورية برحيل الأسد بأنها «مطالب تافهة وسخيفة». وأعرب بورودافكين عن أسف موسكو من التمثيل غير الكافي لأطياف المعارضة. لافتا إلى أن الجانب الروسي كان يدعو دائما إلى تشكيل وفد موحد، بعضوية منصة الرياض ومنصات القاهرة وأستانا وحميميم وكافة القوى السياسية المعارضة. كما أكد إصرار موسكو على إشراك ممثلين عن الأكراد في عملية التفاوض، مثل جميع السوريين، للمشاركة في تقرير مصير بلادهم. وكشف أن سيرغي فيرشينين، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، سيصل إلى جنيف في 27 فبراير، حيث يشارك في الاتصالات مع وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة والأمم المتحدة وممثلين عن الدول الأخرى من مجموعة دعم سوريا، آملا بتحقيق تقدم في تشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة دستور ووضع جدول زمني للانتخابات وفقا لما جاء في قرار لمجلس الأمن. وأكد بورودافكين أن موسكو تنظر إلى فكرة إقامة «مناطق آمنة» في سوريا بتحفظ شديد، وقال في مؤتمر صحفي أنه لم يسمع حتى الآن عن أي رؤية مدروسة لهذا الاقتراح، وأن لديه أسئلة كثيرة يريد أن يطرحها على الشركاء الأميركيين والأتراك حوله، وأضاف «موقفنا من هذه المقترحات متحفظ بقدر كبير، لأننا لا نتفهم ما هي المناطق الآمنة.. وإذا أردنا أن نبحث هذا الموضوع، فيجب أن نتوجه بالدرجة الأولى إلى الحكومة السورية وأن نسألها ما إذا كانت مستعدة لقبول إقامة مناطق ما آمنة في أراضيها». بوتين يؤكد على وحدة سوريا دولة علمانية متعددة الطوائف موسكو (وكالات) جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على إن الهدف الذي تسعى إليه بلاده في سوريا هو الحفاظ على سلطة شرعية والقضاء على عدوى الإرهاب. وقال خلال لقاء أمس مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي الذين شاركوا في مهمات عسكرية قبالة سواحل سوريا إن أداء ضباط البحرية كبد المسلحين الإرهابيين في سوريا خسائر جسيمة، ما أسهم في تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية. وحذر بوتين من أن أعدادا هائلة من المسلحين المنحدرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة، ومن روسيا نفسها، تراكموا في أراضي سوريا، وقال إن معطيات الاستخبارات تشير إلى وجود نحو 4 آلاف مسلح جاؤوا من روسيا، ونحو 5 آلاف آخرين جاؤوا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، في سوريا. وأضاف «إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود تأشيرات دخول بيننا وبين كل دول الاتحاد السوفييتي السابق تقريبا، فيتضح لنا مدى الخطورة التي يمثلها بالنسبة إلى روسيا، وجود حاضنة الإرهاب هذه في أراضي سوريا. وأوضح بوتين أن موسكو لا تنوي التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وقال: الوضع هناك معقد، لكن كلما كان انتقال البلاد إلى تسوية سياسية سريعا ازدادت فرص المجتمع الدولي للقضاء على عدوى الإرهاب في أرض سوريا، وهي مصلحتنا الحيوية، لكننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية، ولا يجب أن نفعل ذلك. وأضاف: نحن نعرف سوريا كدولة علمانية متعددة القوميات والطوائف الدينية.. باتت هكذا على مدار عقود طويلة، وكان ذلك ضمانا لوحدة أراضي هذه البلاد. وهذا ما سنسعى إليه، مع أن القرار الحاسم يعود إلى السوريين أنفسهم. وشدد على ضرورة عمل ما يمكن عمله لمنع أي تدخل خارجي في سوريا لدى حل مسألة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©