دمشق، أنقرة (وكالات)
أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة بقيادة «الجيش الحر» المدعومة من القوات التركية أمس سيطرتها على مدينة الباب الواقعة شرق حلب بعد معارك عنيفة مع «داعش»، وهو ما يمهد الطريق لهذه القوات للزحف نحو الرقة معقل التنظيم الإرهابي. وقالت مصادر عسكرية إن الفصائل المنضوية تحت عملية «درع الفرات» حررت المربع الأمني بالكامل إلى جانب مواقع أخرى لتبلغ المساحة الإجمالية التي تم تحريرها حتى الآن في شمال سوريا نحو 1900 كيلومتر مربع.
وأكد وزير الدفاع التركي فكري إشيق أن «الباب» باتت تقريبا بالكامل تحت سيطرة الفصائل المعارضة التي دخلت وسط المدينة مدعومة بدبابات وطائرات حربية وقوات خاصة تركية، وتقوم هناك بعمليات تمشيط واسعة النطاق للكم الهائل من الألغام التي خلفها التنظيم الإرهابي في الأحياء السكنية. وتحدث الجيش التركي عن مقتل ما لا يقل عن 56 إرهابيا من «داعش» خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بنيران القوات التركية والتحالف الدولي.
وقال مقاتل من لواء «السلطان مراد» «وصلنا إلى وسط المدينة فجرا، لكن وقع هجوم انتحاري ولذلك اضطررنا للانسحاب قليلا، واليوم هاجمنا مجددا، وأستطيع القول إن 85 إلى 90 في المئة من المدينة بات تحت سيطرتنا»، وأضاف «لقد حفروا أنفاقا تحت الباب وجميع أولئك الذين بقوا هم مفجرون انتحاريون..المدينة بأكملها ملغمة..يمكنني القول إن كل متر فيه ألغام».
وقال قائد «فرقة الحمزة» سيف ابو بكر «سيطرنا على مركز المدينة الذي يعد المربع الأمني (للتنظيم) وأصيبوا بانهيار كبير، أتممنا العملية عند الساعة السادسة صباحا وتمت السيطرة عليها بشكل كامل». وقال أبو جعفر القائد العسكري في «لواء المعتصم» «لقد قتلنا العشرات من عناصر التنظيم واخلينا نحو خمسين عائلة من الباب، والقوات ستنتهي من تمشيط بقية المدينة وسنعزز خطوطنا الدفاعية».
لكن المعارض السوري زكريا ملاحفجي الموجود في تركيا قال إنه ما زالت هناك جيوب للتنظيم تقاتل، وإنه يجري تطهير المناطق المتبقية حيث تدور معارك شوارع. فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المعارك مستمرة وأكثر من نصف المدينة مازال تحت سيطرة «داعش» لاسيما أحياء الفيلات والمصاري وساحة مرطو والسلام وزمزم».
من جهة ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة، وأضاف أن القوات الحكومية قصفت مناطق على المشارف الغربية لمدينة حلب في الشمال ونفذت طائرات ضربات جوية داخل وحول منطقة تقدم فيها الجيش السوري والقوات المتحالفة معه. كما نفذت طائرات سورية وروسية عددا من الضربات استهدفت تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية ومسلحين متشددين في مدينة درعا الحدودية مع الأردن، ما حمل السلطات الأردنية على تعطيل المدارس في لواء الرمثا الحدودي كإجراء احترازي. ونقلت «وكالة الأنباء الأردنية» عن الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد القول إنه تم تعليق دوام جميع المدارس في لواء الرمثا. وشددت القوات السورية والمسلحون الموالون لها الخناق على «داعش» في تدمر ومحيطها بعد أن وصلت إلى سفوح جبل الهيال ومشارف المنطقة المعروفة باسم المثلث غرب المدينة. وتحدث مصدر ميداني عن رصد تصاعد دخان كثيف جراء حرق «داعش» للأبار وخطوط النفط في المنطقة.
عدد اليوم
