الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طب العائلة يحمي من الأمراض في مختلف مراحل العمر

طب العائلة يحمي من الأمراض في مختلف مراحل العمر
16 ديسمبر 2011 22:44
يمكن تعريف الطب العائلي بأنه “اختصاص أضيف إلى لائحة الاختصاصات الطبية، وهو عبارة عن اختصاص تتم دراسته في أربع سنوات بعد دراسة الطب العام، ليؤمن الخدمات الصحية والوقائية لجميع الفئات العمرية من الصغار والكبار والمسنين والنساء والرجال، فهو يهتم بصحة الإنسان بشكل عام في مراحل حياته كافة منذ اليوم الأول للولادة”. فحوصات نصائح حول الخدمات التي يقدمها طب العائلة، تقول الدكتورة مايا روماني، اختصاصية طب العائلة في بيروت “تنقسم مجالات طب العائلة إلى أقسام عدة، هي طب الأطفال الذي يشمل تقديم اللقاحات، وتشخيص وعلاج العديد من أمراض الأطفال، وصولاً إلى الصحة المدرسية، وهناك مجال طب الكبار المسنين، ويشمل تشخيص وعلاج الأمراض المزمنة مثل الضغط، والسكري، وارتفاع مستوى الكولسترول والطب الداخلي، وهناك أيضاً مجال طب السفر، ويشمل تقديم نصائح وإرشادات السفر، وتقديم لقاحات ما قبل السفر، حسب المناطق المراد السفر إليها، ويشمل طب العائلة أيضاً الجراحة البسيطة مثل إزالة الأورام الشحمية وإزالة الظفر، وهناك مجال طب المرأة، ويشمل العناية بالحامل وأسرار الولادة الطبيعية، والاهتمام بالطب النسائي وبخاصة فيما يتعلق بعمليات اللولب وفحص (مسمة عنق الرحم)، أما مجال الطب الوقائي فيشمل عمل الفحوص المخبرية والشعاعية للكشف المبكر عن الأمراض والسرطان، إضافة إلى تقديم اللقاحات للكبار والصغار، وأخيراً هناك مجال الطب نفسي الذي يعالج الاكتئاب والقلق المفعم ونوبات الهلع، والوسواس القهري”. ومن خلال تجربتها كطبيبة عائلية، تقول روماني “على صعيد هذا الاختصاص هناك صعوبة في التزام المسنين، وخصوصا الذين يعانون أمراضاً مزمنة، بالعلاج، ومن الذين يتناولون العديد من الأدوية، وتكون المشكلة الأساسية معهم في إقناعهم بالالتزام بالدواء وعدم نسيانه أولاً، ثم تقبل النصائح ثانياً، كونهم يعتبرون أنفسهم أصحاب خبرة كافية في الحياة، وهنا تكمن أهمية طبيب العائلة، فبخبرته مع المسنين يعطيهم الوقت الكافي في المعاينة الطبية، ويقوم بإعطائهم النصائح والإرشادات الطبية عبر أسلوب خاص في التعامل معهم، ومن المؤسف أن نجد أن العديد من الناس يجهلون أهمية هذه الخدمات التي تنضوي تحت لواء طب العائلة”. إجراءات وقائية من جانب آخر، تشير روماني إلى أهمية طبيب العائلة، بالإضافة إلى معالجته الأمراض، تقول “تكمن أهمية طبيب العائلة في اهتمامه بالأفراد الأصحاء أيضاً، عبر الحفاظ على صحتهم وتجنيبهم التعرض للأمراض عبر الخدمات الوقائية التي يقدمها، كما يهتم طبيب العائلة بالناحية الاجتماعية والنفسية للأفراد، وهذا ما يميّزه عن الأطباء الاختصاصيين، كما تكمن أهمية طبيب العائلة في كونه يعالج أمراضاً لها علاقة بأعضاء الجسم كافة للشخص نفسه، فبدلا من أن يزور المريض اختصاصي قلب واختصاصي سكري واختصاصي مفاصل، يزور طبيباً واحداً، وهو طبيب العائلة، خاصة أن في البلاد العربية لا يقوم الأطباء الاختصاصيون بالتنسيق مع بعضهم بعضاً، فتكون مسؤولية التنسيق على المريض من خلال ذكر العلاج لكل طبيب على حدة، وهون الأمر الذي يوفره عليه طبيب العائلة، حيث يستطيع المريض المتابعة عند طبيب واحد ينسق بين جميع هذه الأمراض، ويقدم الأفضل الذي يناسب صحة المريض”. وتوضح روماني أن خدمات طبيب العائلة غير مقتصرة على جنس من دون الآخر وغير محددة بعمر معين، فهو يعالج الإناث والذكور من أطفال وشباب وشيوخ، ويملك القدرة العلمية للاهتمام بالمرأة الحامل والطفل الرضيع، ومجالات الولادة الطبيعية. وتتابع “تتولى عيادة طب العائلة المتابعة الشاملة للمريض، ومتابعة الحالات المرضية الحادة والمزمنة، وتهتم العيادة بالوقاية من الأمراض قبل حدوثها، بما في ذلك عمل الفحوص الشاملة، وفحوص ما قبل الزواج، وإعطاء التطعيمات، خاصةً لمن ينوون السفر إلى مناطق موبوءة بالأمراض مثل تطعيمات الحج”. وتضيف روماني “يهتم طبيب العائلة بتقديم النصائح اللازمة في مجال الوقاية، حيث يوفر اللقاحات للأطفال والكبار على حد سواء، ويلعب دوراً مهماً في مجال تنظيم الأسرة، ويوفر الفحوص والإرشادات اللازمة التي تمكنه من الاكتشاف المبكر لبعض الأمراض المعضلة”. وتؤكد “اختصاص طب العائلة لا يقف في وجه بقية الاختصاصات الطبية أو يسعى لإلغائها، بل يستعين بآراء الاختصاصيين في حقول الطب عندما تدعو الحاجة، ويقوم بتحويل الحالات المستعصية التي تتطلب إجراء عمليات جراحية أو عناية فائقة إلى مختلف الاختصاصات الأخرى، كل حسب ما تدعو حالته المرضية”. النظام الصحي حول أهمية طب العائلة في النظام الصحي، تقول روماني إنه يمكن إجمال تلك الأهمية في نقاط أبرزها: ? من ناحية فكرية وعملية يعتبر طب الأسرة بمثابة هدية لرعاية الفرد والأسرة خلال جميع مراحل الحياة الروتينية المختلفة، والتي تتخللها أحداث طبية كبيرة، وهو التخصص الذي تتميز فيه العلاقة ما بين الطبيب والمريض، على العكس من التخصصات الأخرى، وهذا ما يريده المريض في الرعاية الصحية. ? تؤكد الأبحاث أن لطب الأسرة تأثيراً على صحة الأفراد والسكان أكثر من أي تخصص آخر، حيث إن التشخيص الوقائي والعلاجي الذي يتبناه طبيب الأسرة في عمله، يساعد على التقليل من مضاعفات الأمراض والكشف المبكر عنها، حيث أشارت الأبحاث إلى أن الدول التي تتبنى طب الأسرة في الرعاية، تكون نسبة الإدخال إلى المستشفيات والوفيات فيها، أقل من الدول التي لا تطبق الرعاية الصحية الأولية في نظامها الصحي، حيث إن المتابعة لجميع أفراد الأسرة في جميع مراحلهم العمرية يؤدي إلى الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية المناسبة. ? تقل التكلفة العلاجية للفرد من خلال الفحص الشمولي الذي يقدمه طبيب الأسرة، فطبيب الأسرة هو مفتاح الحل للنظام الصحي للمرضى الذين يعانون أمراضاً متعددة، فالرعاية المستمرة لهؤلاء المرضى، والعناية التي يقدمها لهم طب العائلة، تساعدهم على تقليل التكلفة بشكل كبير. ? أثبتت الأبحاث الحديثة أن أطباء الأسرة هم أفضل في تشخيص الأمراض والتعامل مع المرضى الذين يعانون أمراضاً متعددة من زملائهم في التخصصات الأخرى. ? تقديم رعاية صحية واسعة لمشاكل طبية متعددة. ? طبيب الأسرة مهم في إدارة الرعاية للمريض وتنسيق الرعاية مع زملائه من الاختصاصات أخرى. ? أطباء العائلة يعطون الأولية في عملهم لتلبية احتياجات المريض. ? يعمل طبيب العائلة على بناء الثقة وتطوير العلاقة مع المريض من خلال الزيارات المتعددة. ? في طب العائلة يتم استغلال زيارات المرضى لتعليمهم الوقاية من الأمراض. ? طب العائلة يعطي رسائل متعددة حول العادات الصحية للمريض ذي المخاطر العالية. ? يستخدم طبيب الأسرة زيارات المرضى لكشف ومعالجة الأمراض النفسية. ? طب الأسرة هو الطب الذي يركز على البالغين والمسنين والحالات النهائية من المرض، وهو الذي يركز على صحة الحامل والحمل معاً. ? يمهد طب الأسرة للطبيب تقديم خدماته في العيادة والمركز الصحي، وفي دور العجزة وفي المستشفيات وفي غرف الطوارئ وفي بيوت المرضى أنفسهم. ? طبيب الأسرة يقوم بدقة متناهية في معالجة مريضه فيفهم أفكار المريض وشعوره وتوقعاته وقدرة المريض على التعايش مع مرضه خلال حياته. ? طبيب الأسرة يتفهم الجانب العاطفي والنفسي للمريض وأسرته والعوامل الاجتماعية الأخرى عند معالجته الشمولية للمريض. ? طبيب الأسرة تربطه بمريضه علاقة متميزة وهي نقطة الارتكاز لدوره كطبيب أسرة فهو يتفهم ويقدر الظروف الإنسانية وخصوصاً نوعية المعاناة عند المريض، فهو يحترم تلك الخصوصية، وهذه العلاقة تأتي من خلال المتابعة المستمرة، وبالتالي هذه العلاقة ستكون عنده مهمة للمريض ولأسرته، فيصبح طبيب الأسرة هو المرجع الصحي لجميع أفراد الأسرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©