الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... مؤشرات تصعيد جديد

5 ديسمبر 2012
فوستر كلاج سيئول تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن أجزاءً صاروخية تُنقل عبر الشاحنات إلى موقع الإطلاق في شمال غرب كوريا الشمالية على ما يبدو، غير أن بعض المحللين يتساءلون عما إن كان ذلك مجرد خدعة مدروسة هدفها شد أعصاب إدارة أوباما والتأثير على الناخبين في كوريا الجنوبية قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في غضون ثلاثة أسابيع. كما أن هناك أسئلة بشأن ما إن كان العلماء الكوريون الشماليون قد قاموا بتصحيح ما تسبب في السقوط المحرج لآخر صاروخ «شمالي» بعد وقت قصير على إطلاقه في أبريل الماضي، وما إن كانت بيونج يانج مستعدة للمجازفة بإخفاق آخر إلى جانب تنديد من الأمم المتحدة ومزيد من العقوبات. وفي هذا السياق، كتب ديفيد رايت، عالم الفيزياء في «اتحاد العلماء القلقين» على الموقع الإلكتروني للمنظمة على الإنترنت هذا الأسبوع: «من الممكن بالطبع أن بيونج يانج تدرك أن استعداداتها ستشاهَد وستناقَش في الغرب، وأن الهدف منها هو أن تكون إشارة بدلًا من مؤشرات على عملية إطلاق وشيكة»، مضيفاً «غير أن الإعداد لعملية إطلاق بعد أقل من عام على إخفاق تجربة أبريل يثير سؤالًا بشأن ما إن كان «الشمال» قد قام بتحليل وتصحيح ما تسبب في فشل عملية الإطلاق السابقة». وقبل عمليتي الإطلاق الأخيرتين، كانت كوريا الشمالية قد أشعرت منظمات دولية باعتزامها إرسال قمر صناعي إلى الفضاء على متن صاروخ. ولم تستجب منظمة البحار الدولية ولا المنظمة الدولية للطيران المدني لاستفساراتنا بهذا الشأن؛ غير أن كوريا الجنوبية وبعض المحللين يقولون إن كوريا الشمالية لم تقدم بعد مثل هذا الإشعار، وهو شيء يحدث عادة قبل أسابيع على عملية الإطلاق. غير أنه حتى إذا لم تحدث عملية الإطلاق أبداً، فإن مجرد الاستعدادات يمكن أن تكون محاولة للتأثير على انتخابات 19 ديسمبر الرئاسية في كوريا الجنوبية المنافسة وترفع بيونج يانج على قائمة أولويات أوباما المتعلقة بالسياسة الخارجية في وقت يستعد فيه لإعادة التنصيب في ولايته الثانية خلال يناير المقبل. ووفق مسؤولين حكوميين ومحللين، فقد سبق لكوريا الشمالية أن حاولت من قبل التدخل في الانتخابات في كوريا الجنوبية، وهناك تكهنات بأن استعدادات بيونج يانج الصاروخية يمكن أن تكون محاولة لزيادة المخاوف في وقت تحتدم فيه الحملة الانتخابية. ويُعتقد أن كوريا الشمالية تفضل المرشح الليبرالي «مون جاي إين»، على ما يقال. ويمكن لاستفزاز آخر، أو مجرد تصعيد التوتر، أن يُنظر إليه من قبل الناخبين كدليل على فشل سياسة الرئيس الحالي المحافظ في سيئول تجاه كوريا الشمالية. يشار هنا إلى أن كلًا من «مون» والمرشح المحافظ، «بارك جون هاي»، ألمحا إلى مرونة بشأن سياسة سيئول تجاه كوريا الشمالية. غير أن «مون» ألمح إلى عودة ممكنة إلى سياسة الانخراط التصالحية ومساعدة بيونج يانج، وهي سياسة كانت غائبة خلال السنوات الخمس من رئاسة الرئيس «لي ميانج باك» التي تنتهي في فبراير المقبل. وفي هذا الإطار، كتب سكوت شنايدر، زميل الدراسات الكورية بمجلس العلاقات الخارجية هذا الأسبوع يقول: «إذا كانت عملية إطلاق قمر صناعي جديدة هي الاستفزاز الكوري الشمالي المقبل بالفعل، فإن ذلك سيشكل اختباراً مبكراً لالتزامات المرشح الكوري الجنوبي باستئناف الحوار مع الشمال». غير أن بيونج يانج يمكن أيضاً أن تحاول بعث رسالة إلى أوباما عقب إعادة انتخابه. فقد سبق لبيونج يانج أن أقدمت على ما تعتبره واشنطن وسيئول استفزازات وقت الانتخابات في كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية؛ حيث قامت كوريا الشمالية باختبار صاروخي ونووي في غضون أشهر قليلة على تولي أوباما الرئاسة في أوائل 2009. يذكر هنا أن واشنطن تشعر بالقلق بشأن عمليات الإطلاق الصاروخية الكورية الشمالية لأن تكنولوجيا الصواريخ طويلة المدى يمكن تحويلها بسهولة إلى استعمال لصواريخ عسكرية في استطاعتها استهداف الولايات المتحدة نفسها. والحال أن تحليلات صور الأقمار الصناعية الأخيرة التي كتبت لـ«38 شمال»، وهو الموقع الإلكتروني للمعهد الأميركي- الكوري في كلية الدراسات الدولية العليا بجامعة جون هوبكينز، تشير إلى أن بيونج يانج يمكن أن تكون مستعدة لإطلاق صاروخ من ثلاث مراحل بنهاية الأسبوع الأول من ديسمبر. غير أن توقيت الاستعدادات دفع بعض المحللين إلى توقع عملية الإطلاق. ذلك أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ في أبريل الماضي تم خلال الاحتفالات بمئوية ولادة الأب المؤسس «كيم إيل سونج»، جد الزعيم الحالي «كيم جونج أون». والجدير بالذكر في هذا الصدد أن بيونج يانج كانت أعلنت 2012 عاماً حاسماً لتطورها العلمي والاقتصادي، وهناك تكهنات بأنها قد تقوم بشيء استثنائي في ختام هذه السنة. كما أن السابع عشر من ديسمبر يمثل أيضاً الذكرى الأولى لوفاة والد «كيم جونج أون»، وهو «كيم جونج إيل». ولأن برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية ليست شفافة، يقول دانييل بينكستون، المحلل المتخصص في كوريا الشمالية بمنظمة الأزمات الدولية، فإن الأجانب لا يستطيعون تحديد سبب إخفاق اختبار أبريل الماضي، وما يفعله العلماء «الشماليون» بقصد معالجة هذه المشكلة. ويضيف بينكستون قائلًا إن أي عملية إطلاق تحتمل الفشل، و«لكنهم يصفونها بعلم الصواريخ.. لصعوبته. فالجميع يرتكب أخطاءً... غير أنه في كل مرة تقوم فيها بتجربة، عليك أن تشتغل على تلك المشاكل وتعالجها». ومن جانبه، يرى باكسونج جو، المحلل بالمعهد الكوري للتحليلات الدفاعية التابع للدولة في كوريا الجنوبية، أن الإخفاق السابق يمكن أن يكون في الواقع محفزاً للمحاولة من جديد ومع ذلك يقول: «إن كوريا الشمالية في حاجة إلى التعويض عن إخفاقها الصاروخي المحرج في أبريل الماضي». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©