السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي يناقش جذور وآفاق القصيدة الحديثة

ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي يناقش جذور وآفاق القصيدة الحديثة
5 ديسمبر 2012
انطلقت صباح أمس بمسرح قناة القصباء بالشارقة، فعاليات الدورة الثالثة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، الذي يقام على مدار يومين وينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث استقطب الملتقى نخبة من الشعراء والنقاد والباحثين الإماراتيين والخليجيين والعرب لإثراء الأمسيات والندوات والنقاشات المتعلقة بمحور وعنوان الملتقى وهو: “القصيدة الحديثة في الخليج.. جذور وآفاق”، وتم اختيار الجزائر ضيف شرف للدورة الحالية من الملتقى. ووسط حضور كبير من الشعراء والنقاد والإعلاميين، وتزامناً مع احتفالات الدولة بمرور 41 عاماً على قيام دولة الاتحاد، بدأت أولى فقرات الملتقى التي قدمها عريف الحفل الشاعر طلال سالم، بعرض فلكوري وتراثي حول مضامين ورؤى وقيم الأصالة والمعاصرة التي تتوافر بسوية عالية في دولة الإمارات، وقدمت العرض مجموعة من طالبات المدارس الابتدائية بالشارقة. وأعقبت هذه الفقرة الاستعراضية الزاهية، كلمة حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث قال في مستهلها “إن اللقاء في حضرة الثقافة، وفي عنوان الإبداع والشعر، وفي رحاب اليوم الوطني الحادي والأربعين لدولة الإمارات العربية، وفي المشهد، من ألفه إلى يائه، فيه من الدلالات والتداعيات والإيحاءات ما فيه”. وأكد الصايغ أن انطلاق الدورة الثالثة من ملتقى الإبداع الخليجي بالشارقة، يؤكد النهج الذي استقر عليه اتحاد الكتاب منذ البواكير الأولى، القائم على العمل الواعي الدؤوب من أجل الارتفاع بالشأن الثقافي، وبالثقافة كونها جزءاً أصيلاً من التنمية الشاملة والمتوازنة في الدولة. وأضاف “يضم الملتقى في دورته الحالية روافد مهمة وضرورية في بحر ثقافتنا الواسع، ولذلك حرصنا على ضم العراق واليمن، والسفر إلى البعد العربي الأعمق، متمثلاً هذه المرة في ضيف شرف الملتقى، جمهورية الجزائر”. واختتم الصايغ كلمته قائلاً “علينا نحن الكتاب والأدباء والمثقفين أن نجتمع، ليس استكمالاً للشكل فقط، وإنما تلبية لمضمون يتشكل، والشكل جوهر المسألة، وأجدر بنا أن ندخل في مضمون ننظّر له بدل أن نتركه للمصادفات كي نوثق منتجنا ونرصده وننقده”. وتحدثت بعده أسماء الزرعوني نائبة رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعبّرت في كلمتها عن الأهمية الثقافية للملتقى الذي يناقش في دورته الثالثة أفق القصيدة الحديثة في الخليج، وما شهدته من تطورات وقفزات خلال العقود الفائتة، وقالت الزرعوني: “إن هذا العرس الأدبي الخليجي السنوي يحظى بمباركة وتفاعل جميع المؤثرين والمتأثرين بالحراك الثقافي بالمنطقة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والداعم الرئيسي للنشاطات الكبرى لاتحاد الكتاب”. واختتمت الزرعوني كلمتها بالإشارة إلى أن الملتقى في شكله ومضمونه يعبّر عن ذوبان وتلاحم الأدباء الخليجيين والعرب في نهر الإبداع الفائض والمتدفق وسط علاقة حميمة متعانقة تجللها هيبة الشعر وجمالياته وطموحه في تأكيد حضوره وتأثيره في مستقبل الثقافة الخليجية. وألقت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عُمان كلمة ضيوف الملتقى، وقالت “إن هذه الملتقيات التي تجمعنا شعراء ونقاداً وأدباء ومتذوقين، هي أروع لحظات تبقى في الذاكرة، وتورق في النفس، إنها لحظات نتفيأ ظلالها كواحة ننثر فيها عبق الفكر والإبداع، مؤسسين لفرح يليق بنا وبجماليات الفن، ضد القبح المستشري حولنا من نثار الحروب والدمار وسحق إنسانية الإنسان، مجسدين ألواناً من التجارب الإبداعية والمعرفية، حيث تتشكل منظومة التألق العربي، مبلورة الوجه الإنساني والحضاري لشعوب المنطقة”. ونوهت الفارسي بأن تقاطع وتداخل الملتقى مع احتفالات الدولة بعيدها الحادي والأربعي، يزيدان من وقع وتأثير الحدث في إشاعة روح الوحدة والتواصل بين المثقفين في المنطقة، وتأكيد الأهمية النقدية المرتبطة بالإبداع في تلازمية ثنائية لا غنى لأي منهما عنها. وانطلقت بعد كلمة الضيوف أولى برامج الملتقى من خلال جلسة نقاشية، قدمتها القاصة باسمة يونس، وشارك بها الناقد الجزائري طارق ثابت، بورقة حملت عنوان “المشهد الشعري المعاصر في الجزائر ــ القصيدة الحداثية وبنية التحول”، أشار فيها إلى أن الشعر الجزائري يضم أصواتاً متميزة لم تجد العناية لتصقل، وقال إن التجربة الشعرية الحداثية الجزائرية، تظل تجربة فتية مقارنة بنظيرتها في المشرق، لكنها ــ كما أوضح ــ أبدت تجاوباً حسناً على المستويين الفكري والفني، مستدركاً بأن نضجها يظل رهن الجهود المكثفة والمتكاتفة الملقاة على عاتق النقاد والشعراء على حد سواء. ونوه الباحث بأن الشعر الجديد في الجزائر بحاجة ماسة إلى تكثيف الدراسات النقدية الجادة، حتى يمكن للشاعر أن يجوّد من أدواته ويتواصل أيضاً مع النتاجات الشعرية المميزة في المشرق العربي، وتضمنت الورقة البحثية نماذج من القصيدة المعاصرة في الجزائر، وأهم المشكلين لمتنها ومميزات النص الشعري الجديد، المختلف كلياً عن النص التقليدي، سواء على مستوى البناء أو الفكرة. وتتواصل فعاليات الملتقى صباح ومساء اليوم من خلال جلستين بحثيتين بمقر اتحاد الكتاب، أولاهما حول التحولات والاستجابة في القصيدة الخليجية، ويشارك فيها الدكتور أحمد الزعبي الناقد الأردني المقيم في الإمارات، وجعفر عباس من البحرين، والدكتور سالم خدادة من الكويت، فيما تعالج الجلسة الثانية موضوع “القصيدة الحديثة في الخليج.. الانفتاح الأجناس والفنون الأخرى”، ويشارك فيها الدكتور إبراهيم أبو طالب من اليمن، والدكتور حسن مجاد من العراق. بينما يستقبل بيت الشعر في الشارقة ضيوف الملتقى في أمسية شعرية يشارك فيها أحمد عبد الحسين من العراق، وسعيد القبيسي وشيخة المطيري من الإمارات، وعلي ميرزا من قطر، وعلي الجيلاني من اليمن، وهدى الدغفق من السعودية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©