الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اصطفاف إسرائيلي جديد

26 ديسمبر 2014 22:38
عندما انهارت محادثات السلام في الشرق الأوسط عقب قمة كامب ديفيد في عام 2000، واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ربما كان الخاسر الأكبر هو حزب العمل الإسرائيلي.فقد تقلصت قوته التاريخية بالفعل بسبب صعود الليكود اليميني، وتم نفي حزب العمل اليساري إلى البرية السياسية في إسرائيل عقب فشل كامب ديفيد.ولم يعد ذلك الحزب الذي أسس وقاد الدولة اليهودية في العقود الثلاثة الأولى لها يتمتع بثقة، مع اتخاذ موقف ناقدة حول الأمن أو الدبلوماسية. واليوم، لا يزال اليمين السياسي في إسرائيل طاغياً، ولكن في ظل إجراء الانتخابات الإسرائيلية بعد ثلاثة أشهر فقط، تشير استطلاعات الرأي إلى أن «العمل» أصبح مرة أخرى ذا فرص ممكنة بعد التحرك المفاجئ نحو الوسط السياسي. ويراهن زعيم الحزب «إسحاق هرتزوج» على أن خلق استقطاب حزبي جديد بالتفاهم السياسي غير التقليدي مع «تسيبي ليفني»، التي أصبحت رمز محادثات السلام، سيساعد على تحويل الانتباه عن رئيس الوزراء «نتنياهو» وإعادة «العمل» مرة أخرى على رأس حكومة أكثر التزاماً بالمفاوضات والتسوية مع الفلسطينيين. و«هرتزوج» و«ليفني»، اللذان كان فصلهما من الحكومة من قبل «نتنياهو» هو منشأ الأزمة التي نشبت في الائتلاف الحاكم، وأدت إلى إجراء انتخابات مبكرة، أدهشا الإسرائيليين بالإعلان أن حزبيهما لن يقوما فقط بشن حملة مشتركة، ولكنهما أيضا سيتناوبان على منصب رئيس الوزراء في ولاية لمدة عامين حال فوزهما. وممن حيث المبدأ سخر المعلقون السياسيون من هذا، باعتباره وسيلة حمقاء للتحايل على الانتخابات حيث وعد «هرتزوج» حليفته الجديدة «ليفني»، المتوقع أن يختفي حزبها ذو المقاعد الستة في الانتخابات المقبلة، بسلطات أكبر مما تستطيع الحصول عليه بنفسها، ولكن حتى الآن كان رد فعل الرأي العام إيجابياً بالنسبة لهذا التعهد غير المعتاد. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن «العمل» سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان في ظل تراجع الحماس لـ«نتنياهو» و«الليكود».وقد منح استطلاع للرأي أذاعته قناة الكنيست التلفزيونية «العمل/ ليفني» 23 مقعداً والليكود 21 من إجمالي عدد مقاعد الكنيست الـ120. ويرى «تشيمي شاليف»، وهو كاتب سياسي في صحيفة «هآرتس» أن «الأمر ليس مجرد أن الناس يقولون «أي شخص إلا نتنياهو».إنهم يريدون تغييراً. وقد عزف هرتزوج على هذا الاشتياق لأي جديد. لقد فعل ما هو غير متوقع، ووعد بتناوب على السلطة، وهو أمر جديد في السياسة الإسرائيلية. وعلى رغم ذلك، فإن التحدي الرئيسي الذي يواجه تحالف «ليفني والعمل» في هدفه لزعامة إسرائيل قد يتمثل في إيجاد شركاء مناسبين في الائتلاف. وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الإسرائيليين يؤثرون الجناح اليميني أو الأحزاب الدينية، ولكن بعض المحللين يرون أن «هرتزوج» قد يستطيع تشكيل ائتلاف أغلبية من خلال الشراكة مع بعض زعماء يمين الوسط الذين أصبحوا بعيدين عن «نتنياهو»، وبدوره أعلن «موشيه كوهين» نجم «الليكود»، نفسه مؤخراً انضمامه ليمين الوسط «المعتدل» الذي يحبذ التسوية الإقليمية. وحتى وزير الخارجية «أفيجدور ليبرمان» زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، المعروف بآرائه القومية المتطرفة، لا يعارض مبدئياً التسوية الإقليمية مع الفلسطينيين. وهناك شريك آخر محتمل هو «يائير لابيد»، زعيم حزب «هناك مستقبل»، الذي يدافع عن قضايا تكاليف المعيشة للطبقة المتوسطة، وهو من المناصرين لعملية السلام. أما الأحزاب الدينية المتشددة، التي كانت تعتبر يوماً ما الشركاء «الطبيعيين» لنتنياهو، فهي لا تزال تشعر بالمرارة لاستبعادها من حكومته الحالية. ويقول «شاليف» إن «الأحزاب الدينية المتشددة تتوق إلى الانتقام، وإثبات أن أي شخص لا يدرجها في ائتلافه سيدفع الثمن». أما الناخبون من الأقلية العربية التي تمثل خمس سكان إسرائيل، الذين كان معظمهم يوماً ما يؤيدون «العمل»، فهم الآن يميلون إلى تأييد الأحزاب القومية العربية. بيد أن أكبر نقطة ضعف بالنسبة لحزب العمل تتمثل في إخفاقه في اتفاقات أوسلو للسلام التي بدأها رئيس الوزراء الأسبق «إسحاق رابين» منذ 20 عاماً، والتي عززت فكرة لدى المتطرفين بأنه الحزب أصبح يجنح للسلام بشكل مفرط. ويرى محللون أن التحالف مع «ليفني» سيساعد على إرجاع «العمل» إلى مركز التأثير في خيارات السياسة الخارجية. جوشوا ميتنيك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©