الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي وجهة للإبداع ونموذج مشرف لإثراء المشهد الثقافي العربي

دبي وجهة للإبداع ونموذج مشرف لإثراء المشهد الثقافي العربي
30 ديسمبر 2015 00:33
دبي (وام) حاضرة الاستثمار والتجارة والأعمال في منطقة الشرق الأوسط، هكذا عرفها العالم من خلال سنوات حافلة بالنجاح والإنجازات الاقتصادية الكبيرة رسخت مكانتها على هذا النحو ومنحتها شهرة عالمية استقطبت أنظار العالم وحفزته على تصنيفها بين أسرع مدن العالم نموا. واليوم تواصل دبي تميزها القائم على الإبداع والابتكار..هذان العنصران اللذان يمكن توصيفهما في طليعة المكونات الرئيسة التي تعتمد عليها منهجيات التفكير واتخاذ القرار على كافة المستويات. وأولت الإمارة اهتماما واضحا بالاحتفاء بالأفراد والجهات ذوي الأفكار المبتكرة القادرة على تقديم مضمون متميز ومغاير للطرق التقليدية وهو ما أدى إلى غرس روح الإبداع في نفوس قوتها العاملة بشتى فئاتها بدءا من الإدارات العليا وحتى رجل الشارع العادي. وعن دور دبي في تعزيز الإبداع الحضاري الذي يعلي من القيم الإنسانية النبيلة، قالت منى غانم المري مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي «إنه في ظل حالة الركود الإبداعي التي سيطرت على مختلف المجالات الفنية كنتيجة للتحديات الكبيرة التي فرضتها الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة تبقى دبي بما تبذله من جهود متواصلة تعلي المكون الحضاري بوصفه عنصرا أصيلا لمختلف عمليات التنمية جنبا إلى جنب مع باقي المكونات الاقتصادية والاجتماعية ووجهة رائدة للإبداع والابتكار ونموذجا مشرفا للعمل الهادف إلى إثراء المشهد الثقافي العربي وإظهار الوجه المشرق للحضارة العربية بما تحمله من كنوز شعرية وأدبية وفنية». مسرحية «الفارس» وأضافت: «يأتي التميز هذه المرة في مضمار لا يتعلق بلغة الأرقام ولكنه يجيء بلغة الإبداع الإنساني الذي يخاطب العقل والوجدان والذي يتمثل في مسرحية «الفارس» التي يرفع عنها الستار خلال أيام وهي عمل ملحمي غنائي من طراز فريد يعيد إلى الأذهان العصر الذهبي للإبداع العربي بما اجتمع له من مقومات التميز حيث تم استلهام قصته من أشعار قائد عربي يجله العالم ويحترمه وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ويقدمه للجمهور بيت فني له تاريخه العريق في مجال المسرح الغنائي وهو«الرحباني للإنتاج». وفي ظل سعي دبي الدائم إلى تقديم أعمال مميزة حرص«براند دبي»الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي والجهة المنتجة لمسرحية «الفارس» بالتعاون مع«الرحباني للإنتاج» على توفير كافة عوامل النجاح والتميز التي تضع المسرحية كعلامة مضيئة على خريطة الأعمال المسرحية العربية بما تقدمه من مضمون راق يثري المشهد الإبداعي الإماراتي والعربي. مقاربة إبداعية عالية المستوى ويقدم العرض الملحمي الذي يتناول العديد من القيم الإنسانية النبيلة التي نحتاج إليها في الوقت الحالي مقاربة إبداعية عالية المستوى اعتمادا على مجموعة كبيرة العناصر الفنية في مقدمتها الشعر الذي يعد النسيج الأساسي للبناء الدرامي مع خلفية موسيقية تضفي مزيدا من البريق على الأجواء الملحمية التي تدور في سياقها الأحداث إلا أن الجديد هو الاستعانة بالأوركسترا السيمفوني الأوكراني واللبناني لتقديم الشعر العربي ضمن قالب أوركسترالي إضافة إلى تقنيات أخرى استخدمها المبدع مروان الرحباني مخرج العمل من خلال التوظيف المميز للديكورات والملابس والخلفيات السينمائية. رحلة دبي مع الإبداع الثقافي وبتتبع رحلة دبي مع الإبداع الثقافي والفني يجد المتابع أنها بدأت منذ وقت طويل حيث عززت الإمارة موقعها كوجهة للفكر المتطور الذي يستشرف رؤيته للمستقبل اعتمادا على فهم مخرجات الواقع واستلهام الماضي ليخلق صياغة فريدة ترنو بناظرها إلى الأفق البعيد وتهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة تسهم بحق في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. في العام 2001 قدمت دبي بالتعاون مع الرحباني مسرحية«المتنبي»التي تقص سيرة الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي على مسرح مدينة دبي للإعلام وجاء العمل إبداعيا بدرجة كبيرة حيث أذهل الجمهور بضخامته وتكامل عناصره الفنية التي شملت السيناريو والديكور والموسيقى والأزياء والاستعراضات الغنائية وتوج ذلك بأداء راق لنجوم العمل. وبدأ عرض العمل المسرحي الكبير على مسرح ضخم شيد في مدينة دبي للإعلام بكل ما تحمله عمارة العصر العباسي من جمال وروعة هندسية. ونجحت المسرحية التي سلطت الضوء على مراحل عديدة من حياة المتنبي في تقديم عمل فني متكامل جمع بين التاريخ والأدب والفن والأغنية والاستعراض والموسيقى الرائعة من خلال استخدام متمكن للكلمة والأداء والمشهدية بمشاركة فريق عمل ضخم مؤلف من 500 شخص بين ممثل وموسيقي وفني من الإمارات ولبنان وسوريا. مسرحية «زنوبيا» وفي العام 2007 وعلى الرغم من حالة النمو الاقتصادي التي شملت مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة حينها أثبتت دبي أن نهضتها لا تركز على قطاعات المال والأعمال فقط بل تتسع لتشمل الجوانب الإبداعية والحضارية. وقامت الإمارة بالتعاون مع الرحباني بإنتاج مسرحية «زنوبيا» ملكة تدمر التي أعلنت التمرد على الإمبراطورية الرومانية ونجحت في هزيمة الجيش الروماني الذي أرسل لتأديبها ما سطر اسمها كواحدة من أقوى الملكات على مر التاريخ. وعرضت المسرحية للمرة الأولى في دبي وشارك فيها نحو 150ممثلا وفنانا ومجموعة كبيرة من الخيول والجمال ولاقت وقت عرضها صدى طيبا من الجمهور والنقاد على السواء حيث أنها قدمت رؤية فنية مميزة وتم عرضها هي الأخرى على مسرح بني خصيصا لها وكان الأكبر من نوعه على مستوى العالم من حيث المساحة والحجم حيث وصلت فتحة المسرح لـ100 متر فيما بلغ عمق المسرح مع الخلفية نحو 400 متر وكان المسرح كمدينة تحرق في كل مساء ويعاد بناؤها في اليوم الثاني استعدادا لعرض آخر واستمر العرض لست ليال وشهد حضور نحو 24 ألف شخص شعروا وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا على خشبة المسرح مع أناس حقيقيين ومعارك وخيول في ساحات المعارك الحقيقية. مهرجان دبي السينمائي وفي ذات السياق تتنوع الفعاليات الثقافية في دبي كي تكون جسرا لتبادل المعرفة ونشر الأفكار الإبداعية طوال العام وأبرز مثال على ذلك مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي نجح منذ انطلاقته في العام 2004 في تكريس مكانة دبي كمدينة تحتفي بالإبداع بكافة قوالبه وتحول سريعا إلى منصة مهمة لصناع السينما العربية لعرض إبداعاتهم أمام الجماهير العالمية. معرض «آرت دبي» يستضيف «آرت دبي» الذي يعد أكبر معرض فني في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا - مجموعة منوعة من أفضل الأعمال الفنية المعاصرة والحديثة لفنانين من الإمارات وكافة دول العالم. ويضم المعرض أجندة واسعة من الفعاليات تشمل برنامجا سينمائيا وإذاعيا وبرامج فنية للقيمين والفنانين بالإضافة إلى عدة مبادرات تعليمية للأطفال وأخرى تدريبية للمحترفين. وفي مجال الآداب يشهد مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي عقد للمرة الأولى في العام 2009 نشاطا ثقافيا متنوعا شمل جلسات الحوار والنقاشات والقراءات وورش العمل وذلك بمشاركة نخبة من ألمع الكتاب والأدباء إضافة إلى عدد كبير من المواهب التي بدأت تشق طريقها في عالم الأدب من الإمارات وشتى دول العالم. واعتمادا على قناعة قيادتها بأن الإبداع والابتكار هما أفضل السبل لمواجهة الركود الفكري بما لهما من قدرة على تجاوز الصعاب وفتح آفاق جديدة لإمكانات العقل البشري تظل دبي رافدا غزير الفيض تسهم بعقول أبنائها وكافة المقيمين فيها في رسم صورة مشرقة للقيم الحضارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©