السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«روعة الطبيعة».. عندما يكون الفرح قصيدة ضوء

«روعة الطبيعة».. عندما يكون الفرح قصيدة ضوء
27 ديسمبر 2014 00:10
نوف الموسى (أبوظبي) لا زال حضور المعرض الفني، في المراكز التجارية، خطوة تفاعلية تجاه ما تسعى إليه إمارة أبوظبي، لتمكين فعل الثقافة في الحياة اليومية، مروراً بالوعي الحضاري لمختلف الثقافات في العالم، وصولاً إلى منتهى التماهي مع إنسانية التواصل عبر مرآة الفنون، كالذي يمكن رؤيته في تجربة «إن تو إن» جاليري، من خلال افتتاحه لمعرض «روعة الطبيعة» بمركز (نيشين جاليريا) على كورنيش العاصمة، حيث تعرض نحو 40 لوحة فنية، لفنانين من أوكرانيا وهم دانييل فولكوف، وبترو بي?زا وكاترينا كوسيانينكو وتيتيانا ياغودكينا وتستمر حتى 18 يناير المقبل. هيلين ميشانينا المشرفة على المعرض أكدت لـ «الاتحاد» بحث القائمين على الجاليري، حول آليات استضافة الفنانين الإماراتيين والعرب، خلال المرحلة القادمة، مرجحةً أهمية تأسيس قاعدة بيانات رسمية لأهم الفنانين في المنطقة العربية، قائلةً: “(إن تو إن) غاليري يقوم بشراكة إماراتية أوكرانية، ونحن من جهتنا على دراية بأهم الفنانين في أوكرانيا، وما نحتاجه حالياً هو تعزيز حضور الجانب العربي، والإشكالية ليست لائحة الفنانين وإنما كثرة الأسماء والزخم الفني العربي اللافت». التساؤل الأهم في المرحلة الحالية، القدرة النوعية للاستثمار الفني في الموقع التجاري، حيث لاحظت هليلين قدرة المركز التجاري على تأسيس جماهيرية جديدة للفنون، إلى جانب اللقاءات العديدة مع الكثير من المتذوقين، مضيفة أن هذا التلاقي المشهدي للفن في الأماكن العامة، يُمثل مفهوم تقريب حساسية اللون ومعناها للمتلقي، وبالتالي الوصول إلى التراكم الفني من خلال قراءة اللوحة وفهم إشاراتها، فبالنظر إلى اللوحات في معرض «روعة الطبيعة»، هناك حضور للتضاريس والواقعية الجغرافية ومدى تأثير البيئة الطبيعية في الفن المعاصر، لافتةً أن الأجندة المستقبلية للجاليري تعد لإقامة ورش ولقاءات ثقافية عربية وعالمية، لما لها من دور في إثراء فعل المعارض الفنية، وقياس معيار المهتمين والنوابغ الشابة، وابتكار مشاريع جديدة في ميدان الثقافة الفنية، ويمكن استشفاف الأخير عبر زيارة «أبوظبي آرت»، المليء بالتنوعات المختلفة لإنتاجات المنطقة المحلية. أين يمكن أن نلتقي جميعاً دون النظر إلى اختلافاتنا المتباينة والطبيعية بفعل عمق التراث، الذي يُعد المنجز التاريخي للبشرية، بل والمنطقة الأكثر ثراء في قدرة الإنسان على تجسيد وجوديته؟ سؤال يمكن طرحه في كل زيارة نوعية لمعرض فني، يستقي من المكان نموذجاً للبحث، كالمشاهد النابعة من بيئة أوكرانيا، ممثلاً هذا الإسهاب والسكب الصاخب للفرح، من هامش البيت إلى أفق السهول وعمودية التلاقي بين السماء والبحر، وتراه في معرض «روعة الطبيعة»، باعتبار أوكرانيا ثاني أكبر دولة من حيث المساحة في أوروبا بعد روسيا الاتحادية، ليعيد ذلك منهجية دراسة قوة البحر الأسود، والذي يثير دائماً مسألة المزاجية العامة للمجتمع الأوكراني، الذي يميل جزئياً إلى الهدوء بطبيعته، ويمكن الاستدلال بأعمال كاترينا كوسيانينكو، كفنانة أوكرانية معاصرة تُؤصل مسألة الإنسان والطبيعة، حيث اهتمت في إحدى اللوحات المعروضة في المعرض، بفكرة محال الحلويات الشعبية، وتحديداً الألوان فيها، وأيقونة الفتيات، ويستوقف المشاهد للوحة، الخلفية السوداء لفضاء الفتيات من خلف محال الحلويات الشعبية، وحملهن للحلوى، مما يشكل تصوراً لمشاهد الحياة بين عمق الولادة والموت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©