الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

2015.. عام الفوضى الشاملة في سوريا

2015.. عام الفوضى الشاملة في سوريا
27 ديسمبر 2014 01:05
بيروت (رويترز) مع اقتراب الحرب في سوريا من إكمال عامها الرابع يتراجع شكل الدولة أكثر وأكثر لمصلحة مجموعة من الممالك المتحاربة مما يجعل القوى الأجنبية أكثر عزوفا عن التدخل في هذا البلد حتى مع تحوله بشكل أكبر إلى بؤرة لتقويض استقرار المنطقة. ودخلت الولايات المتحدة الحرب في سوريا أخيرا هذا العام بعد ثلاث سنوات من قول الرئيس باراك أوباما إن على الرئيس بشار الأسد التنحي، لكنها فعلت ذلك على مضض خاصة بعد التقدم الخاطف لمقاتلي «داعش» في العراق وبشكل لا يمثل تحديا للأسد. وبعد سقوط 200 ألف قتيل وتشرد الملايين، يمكن أن تزداد سوريا تمزقا لأسباب كثيرة أضيف إليها الانخفاض المفاجئ في أسعار النفط في ديسمبر، بما يشكل ضغطا اقتصاديا إضافياً سيجعل من الصعب على أي طرف إحراز تقدم حاسم.وتبددت محاولات إيجاد حل سياسي تقول القوى الدولية إنه الطريق الوحيد للمضي قدما ربما في صورة تسوية بين الأسد وخصومه. بل ليس من الواضح الآن من سيكون طرفاً في أي حل مستقبلي. فأقوى الجماعات المناوئة للأسد هي في الأساس جماعات المتشددين مثل «داعش» و«جبهة النصرة» التي تنتمي لـ«القاعدة»، والتي يكرهها الغرب تماما مثلما تفعل روسيا وإيران اللتان تدعمان الأسد.وتقول واشنطن إن دعم معارضي الأسد «المعتدلين» جزء من استراتيجيتها.لكنها بقصف مواقع «داعش» يوميا وشن بعض الغارات على مواقع «جبهة النصرة» أطلقت يد سلاح الطيران التابع للأسد لقصف معارضين آخرين في أماكن أخرى. بينما انقسمت قوات المعارضة التي حظيت بدعم خجول من القوى الغربية إلى مئات الجماعات التي يتناقض كثير منها في الفكر والمصالح. وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية ضد «داعش» بالتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مثلما يحدث في المعركة المستمرة منذ ثلاثة أشهر في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا. وتلعب الميليشيات الموالية للأسد دوراً في الصراع أكبر من أي وقت مضى. وقالت لينا الخطيب مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت «إن كثيرا من أمراء الحرب يبرزون على الساحة مما يجعل من الصعب على الحكومة السيطرة عليهم وهو ما يزيد الضغط على الأسد»، وأضافت «أنها تعتقد أن 2015 سيكون عام الفوضى الشاملة في سوريا». وقال محللون كثيرون «إن الضربات الجوية ضد داعش لن تفعل أكثر من كبح التنظيم الذي حصن نفسه جيدا في الأجزاء التي يسيطر عليها في سوريا». بينما يعلق بعض المعتدلين أو المتمردين غير المتشددين آمالهم على فكرة أن التدخل العسكري الأميركي يمكن أن يتحول ضد الأسد.وتخطط إدارة أوباما لتنفيذ برنامج يستمر سنوات لتدريب وتسليح المعتدلين. وتريد تركيا أيضاً من الولايات المتحدة إقامة «منطقة عازلة» على حدودها مع سوريا لحماية المعارضين المعتدلين رغم أن المسؤولين الأميركيين قللوا من شأن تلك الفكرة. وقال جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما «إنه حتى مع إقامة منطقة عازلة فإن الأمر سيحتاج إلى موارد أكثر بكثير مما تعهدت به الولايات المتحدة للأخذ بيد حفنة من الميليشيات المنقسمة التي تسيطر على واحد أو اثنين في المئة من سوريا وتحويلها إلى قوة تفتح كل الأراضي السورية». وأشار لانديس إلى إنفاق الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات خلال سنوات من الاحتلال العسكري للعراق الذي ما زالت حكومته تكابد لتحقيق الاستقرار. وقال «لن يفعل أحد ذلك من أجل سوريا..كل الأطراف..كل هذه الجيوش التي تحارب بالوكالة في سوريا يبدو أن داعميها مستعدون لإنفاق أموال تكفي فقط لجعلهم لا يخسرون لكن لن يقدموا ما يكفي لتحقيق مكاسب حاسمة». ويمكن أن يشكل الانخفاض الحاد في أسعار النفط هذا العام ضغطاً على مؤيدي الأسد (إيران وروسيا)، وإن كان من غير المرجح أن يوقف البلدان دعمهما تماما. ويمكن أن يؤثر انخفاض الأسعار على أعداء الأسد أيضاً. لكن مصير الأسد نفسه لا يبدو قريبا من الحسم، فقد استمر فترة أطول كثيرا مما توقع مراقبون عندما اندلع التمرد ولا يوجد أي مؤشر على أنه سيترك الحكم. وحتى لو فقد الأسد الحظوة لدى داعميه الخارجيين فإنهم سيعملون جاهدين على إيجاد بديل. أما مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا الذي شغل هذا المنصب بعد استقالة مبعوثين سابقين لشعورهما بالإحباط فيبدو أنه أدرك أن إيجاد حل شامل للصراع في هذه المرحلة أمر غير عملي. وبدلا من حل شامل ركز على التوسط من أجل إيجاد مناطق مجمدة تتوقف فيها العمليات العسكرية أو اتفاقيات هدنة محلية في حلب وهي خطة يبدو أنها تقر بواقع دولة مقسمة بين مئات الجماعات المحلية. ومع استمرار تفتت سوريا، فإن الأمر لا يفيد إلا لاعبا واحدا فقط هو تنظيم «داعش» .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©