الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوروبا تبحث عن منهج لإصلاح «العائدين» من أفكار «داعش»

أوروبا تبحث عن منهج لإصلاح «العائدين» من أفكار «داعش»
26 ديسمبر 2014 23:50
إسطنبول (د ب ا) أثارت الزيادة المفاجئة في عدد الشباب الأجانب الراغبين في الانضمام إلى الفصائل المتطرفة في سوريا والعراق، قلق السلطات في الدول الغربية من أن بعض هؤلاء الشباب قد ينفذ عمليات إرهابية عند العودة إلى أوطانهم، لاسيما من انضم إلى تنظيم «داعش» وأفكاره العنيفة التي تختلف عن أي نشاط مماثل حدث في الماضي. وإذ كان تنظيم «القاعدة» ذا تشكيل هرمي واضح في القيادة والعضوية، فإن «داعش» يقوم على هيكل أفقي بدرجة أكبر، مما يسمح بالمتعاطفين معه ببث فكرة التطرف بسرعة بين بعضهم البعض، وغالبا ما يتم ذلك عن طريق «فيسبوك» و«تويتر». ويمكن للأفراد الذين يفكرون في الانضمام إلى «داعش» التحدث عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مع أبناء جلدتهم الموجودين بالفعل في سوريا أو العراق والحصول منهم على المشورة بشأن أفضل الطرق لعبور الحدود، ونوعية الملابس التي يجب عليهم إحضارها معهم، بل وصل بهم الحال لأن يستفسروا عما إذا كان يتعين عليهم جلب معجون الشوكولاتة أو جيل الشعر. وقال ماثيو ليفيت الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى «إن النموذج القديم للتحول نحو التطرف عفا عليه الزمن، أما الآن فإن الأمر يستغرق أسبوعا أو عشرة أيام فقط». وأصبح التهديد للغرب واضحاً هذا العام، حيث تردد أن فرنسيا سبق أن أقام لمدة عام في سوريا أطلق النار على متحف يهودي في بروكسل مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. كما يوجد في بلجيكا حركة تدعى «الشريعة لبلجيكا» التي تضم مجموعة من المتطرفين بدأت مؤخرا تجنيد المتطوعين للانضمام إلى «داعش»، إلى جانب التأثير على حركات أخرى في أوروبا، ومثل العديد من أعضائها للمحاكمة بتهمة الإرهاب، ومن المنتظر صدور أحكام بحقهم في المقبل. ورأى جوي فان فليردن الصحفي بجريدة «هيت لاتستي نيوز» البلجيكية المتخصص في أنشطة الحركات المتطرفة المحلية أن حركة «الشريعة لبلجيكا» تعد حركة احتجاجية، وينظم أعضاؤها تظاهرات عندما يعتقدون أن حقوق المسلمين تتعرض للتهديد، غير أنه لم يكن ينظر إليهم بجدية في البداية. وحذر قائلًا «إنه يوجد مقابل كل مقاتل في سوريا والعراق 10 مؤيدين له في أوروبا، وتصبح زيادة عدد المقاتلين هناك دعاية جيدة للتنظيم». وأشار مارتن فان دي دونك الذي يعمل مع «شبكة التوعية ضد التطرف» التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أنه يوجد عدد محدود فقط من البرامج التي تتعامل مع المتطرفين. وحذر قائلاً «إن بعض المتشددين الغربيين الذي يعودون إلى بلادهم ينبذون التطرف، وهم تركوا قضية المجموعة التي كانوا يقاتلون من أجلها، غير أن هذا لا يعني أنهم صالحون للانضمام مجددا للمجتمع »، مؤكدا أهمية العمل على إعادة إدماجهم في المجتمع. وقال دي دونك «إذا كانوا قد ارتكبوا جرائم محددة فيجب على النظام القضائي أن يتحرك، غير أن عقوبة السجن وحدها ليست هي الحل»، وأضاف «نحن نناقش أيضاً ما الذي يمكن فعله في السجن لإعدادهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى، وهم سيعودون إلى المجتمع في النهاية على أية حال، والسجن لا يعد مكانا للتأهيل». ويمكن أن يكون لمنع عودة المتشددين إلى أوطانهم رد فعل معاكس، والدول العربية حظرت عودة المجاهدين الذين قاتلوا السوفييت في أفغانستان إليها، وكان رد الفعل أن هؤلاء أصبحوا بلا دولة واتجهوا لتشكيل جزء أساسي من «القاعدة». ولأن الذين يتم تحولهم إلى الفكر المتطرف يتعرضون لذلك في الغالب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فإنهم يكونون أقل دراية بدينهم الخاص بهم. وأشارت التقارير إلى أن بعض المتطرفين الغربيين اشتروا كتباً مثل «إسلام للمبتدئين» قبل أن يسافروا إلى سوريا. وقال ليفيت أمام ندوة نظمت مؤخرا حول التطرف «إن الإسلام في حد ذاته ليس هو المشكلة، لأنه كثيرا من هؤلاء الشباب ليست لديهم معلومات كافية عن الإسلام، وكثيراً منهم لا يفهمون دينهم بما فيه الكفاية ». بينما دعت هدية مير أحمدي رئيسة المنظمة العالمية لموارد التنمية والتعليم التي تهدف إلى مواجهة الصراع الاجتماعي إلى ضرورة إجراء حوار مع التجمعات المسلمة وقياداتها لمقارعة التطرف في وقت مبكر.واتفق الخبراء على أن منع التطرف أمر أسهل من نزع أفكار التطرف من العقول. وعدلت الدنمارك برنامجاً كان يركز على التعامل مع المتطرفين من ذوي الاتجاه اليميني المتشدد ليتلاءم مع الذين يتبنون العنف. وأوضح ثورليف لينك من جهاز الشرطة في مدينة آرهوس الدنماركية التي يوجد بها 16 شابا عادوا من مواقع القتال «أن الكثير من المتطرفين صغار السن وتركوا المدرسة الثانوية للذهاب إلى سوريا، وعندما يعود هؤلاء الشباب يجرى دعوتهم إلى لقاء، وإلى جلسة فحص حيث تعرض عليهم المساعدة ليجدوا مكانهم داخل المجتمع مرة أخرى». لافتا إلى أن هذا المنهاج حقق نجاحاً، خاصة وأن إجراء حوار مع الجالية المسلمة المحلية ساعد إلى حد كبير على تقليص تدفق المقاتلين إلى الخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©