الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاطئ "أمالفي".. فردوس الجنوب الإيطالي الفاتن

شاطئ "أمالفي".. فردوس الجنوب الإيطالي الفاتن
3 يونيو 2007 00:17
ما من بقعة في العالم ستوفر لك ما يقدمه شاطئ ''أمالفي'' الإيطالي، للاستمتاع بإجازة أحلامك· فكل من زاره قبلك أخذه العجب وحبست أنفاسه الدهشة وتمنى أنه لو حظي بإجازة أكثر طولا في الفردوس المختبئ في الجنوب الإيطالي! إعداد: محمد الحلواجي ···وهذا ليس بغريب، فالكاتب التشيلي بابلو نيرودا لجاء الى حضن ذلك الجبل- الشاطىء ايام هروبه من بلده، وقد التقط فيلم ''البوستينو'' او ''ساعي البريد'' روح ''أمالفي'' وصبها في فيلم يعتبر من أجمل أفلام القرن العشرين· التفاصيل في ''امالفي'' الساحرة أكثر من أن تحصى، حيث تعجز الكاميرا عن ملاحقة كل المناظر والمشاهد الشاعرية التي تفوق الوصف في كل زاوية تحط عليها عيناك، ناهيك عن طيبة السكان المحليين ورقي نوعية السياح الزائرين وجمال الطقس والخدمات الرائعة التي توفرها فنادق ومنتجعات وأسواق وأرصفة هذه المنطقة الآسرة التي لن تجد لها شبيها في أي مكان في العالم، ولهذا السبب قصدها الذواقة من الإماراتيين المحبين، وأمامنا الآن الكثير لكي نكتشفه معا في الرحلة التالية· شواطىء الأحلام من لم يزر ''أمالفي'' لم يزر ايطاليا! على شريط يمتد أكثر من خمسين كيلومترا جنوبي مدينة ''نابولي'' تقبع شواطئ الأحلام والجمال، مدن الألوان والفن، حيث يعانق البحر الجبال الخضراء المزدانة بقناديل الليمون، والتي تحتضن أجمل المنازل والقصور لتشكل لوحات فنية فريدة في إبداعها وتشكيلها وألوانها· هنا···في ''أمالفي'' استلهم أهم الفنانين أشهر أعمالهم، وأبدع الأدباء أبرز روائعهم· يقبع هذا الشاطئ الزمردي الذي يمتد من مدينة ''سورينتو'' وحتى مدينة ''ساليرنو''على خليج ''ساليرنو''، وهو يعتبر في نظر الإيطاليين أحد أشهر الشواطئ الأوروبية جمالاً بتركيبته الفنية المتميزة عن أي مكان قد يماثله في العالم، خصوصاً طريقه المتعرج الذي يصل أول الخليج بآخره، متسلقاً الجبل في بعض الأماكن ومنحدراً عنه في أماكن أخرى، ما يعطي السائح فرصة إطلالة ساحرة خلف كل منعطف فيه وكأنه يزور مع كل انحناءة مدناً وعوالم جديدة· أشهى المأكولات الإيطالية في هذا المكان، الماضي هو الحاضر دائما، فالمنازل والأبنية الحديثة ترتفع فوق بقايا العصر الروماني على امتداد الشاطئ، والسكان الأكبر سناً ما زالوا يحتفظون بعبق وعراقة التقاليد التي تعود لقرون طويلة في القرى الموزعة على أطراف الجبل، بينما ينتشر أحفادهم في أرجاء المكان ويصولون فوق دراجاتهم النارية ''الفيسبا'' الصغيرة· كما تقدم المنطقة كل التناقضات على طبق من أشهى المأكولات الإيطالية المشبعة بالسياحة الحقيقية التي لم تكتشف قبل العام 1900م، إذ كانت في ما مضى منطقة مهجورة إلا من سكانها الأصليين الذين طالما واجهوا صعوبات في التحرك من مكان إلى آخر بسبب وعورة الطريق الجبلي، ومع ازدياد وعي الحكومة الإيطالية للمخزون السياحي الكامن في هذه المنطقة، خصوصاً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، باشرت أعمال الحفر والبناء والتشييد لإعمار منطقة ستنضم إلى لائحة أهم المراكز السياحية في إيطاليا· رحلة صعبة النسيان بالنسبة للكثير من السياح، يعتبر التناقض المحبب بين جغرافية المنطقة الجبلية والحياة الحلوة في مدنها الرئيسية مثل ''أمالفي'' و''بوسيتانو'' و''رافيلو'' هو ما يجعل من الاستجمام في شاطئ ''أمالفي'' تجربة سياحية مميزة وفريدة وصعبة النسيان· وعلى رغم قلة عدد الشواطئ الرملية في المنطقة كونها جبلية، إلا أن ما يتوافر منها يكفي حاجة الزوار والسكان مع أنها قد تكتظ بشدة في أيام الصيف الحار· فعلى بعد كيلومترات قليلة فقط، ترقد مدينة ''بومباي'' الشهيرة الغارقة تحت رماد بركان جبل ''فيزوف''، ناهيك عما تخبئه المنطقة من محلات أنيقة تتوزع أطراف الشوارع الضيقة القديمة، بالإضافة لشهرتها الكبيرة في صناعة الخزف الملون الذي تنتشر مصانعه في المدن والقرى على طول الطريق المتعرج إلى جانب الكنائس والكاتدرائيات والقصور والأماكن الأثرية التي تغني الزائر بالمتعة والترفيه والثقافة والاسترخاء· مغيب أسطوري مهما اختلف تصنيفك كسائح للرحلة الأكثر تميزاً وإمتاعا، فعلى هذا الشاطئ ستجد ما يناسبك· فإذا كانت رغبتك الراحة والاسترخاء بعيداً عن أعباء الحياة وضجيجها فالملجأ المناسب لك هو قطعاً بلدة ''رافيلو'' المتربعة على قمة الجبل بعيداً عن ضوضاء الساحل والشواطئ المكتظة بالسياح والتي تعتبر أكثر مدن شاطىء ''أمالفي'' أرستقراطية وفخامة· فحتى أكثر أيام الصيف اكتظاظا ستبقى الأكثر هدوءاً، فهي تشرف على مناظر طبيعية ببحر فيروزي يسبح عند أقدام الجبل الأخضر الذي يحتضن أشجار الليمون ذات الحجم الأسطوري· إن ساعات النهار الأولى ولحظات المغيب هي الأكثر تميزاً في هذه المنطقة المفعمة بألوان سماء شاعرية تطل على عذوبة الطبيعة، كما توفر هذه القرية الصغيرة ساحة لعشاق الموسيقى الكلاسيكية من خلال حفلات يومية تنطلق مع بداية الموسم السياحي الذي يبدأ في مايو وينتهي في نوفمبر من كل عام· وبعيداً عن هذا الهدوء المكتنز بجمال الطبيعة، وعلى مسافة 20 دقيقة بالسيارة نزولاً على المنحدرات الجبلية، تقع بلدة ''أمالفي'' التي كانت تعتبر عاصمة التجارة البحرية بين القرنين التاسع والثاني عشر، أما اليوم فهي تقدم للسائح نخبة من المطاعم والمقاهي التي تتوزع وسط البلدة مع بعض المحلات التجارية في ساحة ''دومو العربية النورماندية'' حيث يحلو لشباب البلدة والسياح التجمع في أمسيات الصيف والاستمتاع بالمثلجات الإيطالية على أنغام العازفين الجوالين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©