الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرد القارس يهدد اللاجئين السوريين في لبنان

البرد القارس يهدد اللاجئين السوريين في لبنان
26 ديسمبر 2014 23:50
مخيم السعيدة (لبنان) (أ ف ب) يلتصق أفراد عائلة أبو علي ببعضهم البعض في الخيمة التي يعيشون فيها في مخيم للاجئين السوريين شرق لبنان، متلحفين ببطانيات لا تقيهم البرد القارس والمطر في هذا المخيم غير المجهز بوسائل التدفئة اللازمة لمواجهة فصل الشتاء. وجد أبو علي (60 عاماً) ملاذاً آمناً في مخيم السعيدة بعيدا عن مسلحي تنظيم «داعش» الذين يسيطرون على الرقة حيث كان يعيش في سوريا، لكن عوارض المرض والتعب بدت واضحة على وجوه بعض أولاده الـ14 الذين يعانون من سعال متواصل. وتعيش عائلة أبو علي إلى جانب آلاف اللاجئين السوريين الآخرين في هذا المخيم غير الرسمي في البلدة التي يحمل المخيم اسمها. وقال أبو علي الذي ارتدى عباءة تقليدية ووضع على رأسه كوفية حمراء وبيضاء «هذا أول شتاء لنا هنا..لم نكن نتوقع أن يكون بارداً إلى هذا الحد»، مضيفا «لا نملك مدفئة، ولا أي شيء آخر لنتدفأ به..كل ما نملكه هو البطانيات ورحمة الله». وخيمة أبو علي مصنوعة من سواتر بلاستيكية مثبتة على قطع من الخشب، تفترش أرضيتها سجادات من القش، ويتوسط سقفها مصباح كهربائي لا ينير سوى مساحة صغيرة من الخيمة. وبعيدا عن ظلامها، يتحدى أطفال أبو علي البرد القارس، ويخرجون للعب بالقرب من الخيمة. وقال حمودي (12 عاماً) وهو يتمشى بصندله البلاستيكي وقد غطت الوحول قدميه «أشعر بالبرد طوال الوقت، لكن ليس هناك ما يمكن أن أفعله لأشعر بالدفء، لذا نلعب على كل الأحوال». ويقيم في لبنان نحو 1,1 مليون لاجئ سوري يعيش أكثر من نصفهم بحسب أرقام الأمم المتحدة في ظروف قاسية. وتشكل العائلات التي تسكن في المخيمات غير الرسمية نحو 17 بالمئة من أعداد هؤلاء اللاجئين. وكانت المفوضية العليا للاجئين أعلنت أنها قدمت مساعدات تشمل الوقود والمال لنحو 400 ألف لاجئ في شهري نوفمبر وديسمبر، ما يعني أن آلاف اللاجئين الآخرين بقوا من دون مساعدات تساعدهم على مواجهة البرد. وفي مخيم جبعا غير الرسمي في البقاع شرق لبنان أيضاً، تعصف الرياح بخيمة أم علي الحامل بشهرها السادس وهي تخرج منها لتعلق ملابس غسلتها للتو، متجاهلة المطر المتساقط عليها. وقالت اللاجئة من محافظة حلب «ماذا يمكن أن أفعل؟ المطر يتساقط باستمرار وعلينا نحن أن نواصل حياتنا». وفي داخل الخيمة، تجلس عائلتها حول مدفئة، لكنها تعاني من سعال مستمر، مثل العديد من أطفالها الـ11.ورغم وجود المدفئة، إلا أن العائلة لا تملك المال لشراء الوقود أو الحطب، ولذا يقوم خالد (أربعة أعوام) برمي أوراق فيها لإبقائها مشتعلة. وقالت أم علي وقد غطت راسها بحجاب ملون «الأولاد يعانون من الأمراض بشكل مستمر، ولا يذهبون إلى المدرسة، لذا لا استطيع أن امنعهم من اللعب في الخارج».وخضعت أم علي مرة واحدة فقط لمعاينة الطبيب كونها لا تستطيع تحمل نفقات ذلك. وقالت أم علي بحسرة «أسوأ شيء خلال الليل هو عندما نجتمع كلنا، الواحد إلى جانب الأخر، لننام، ويبدأ الأطفال بالبكاء وهم ويرددون الواحد تلو الأخر: اشعر بالبرد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©