بيروت- ''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: أحكم الجيش اللبناني الخناق على جماعة ''فتح الإسلام'' في مخيم ''نهر البارد'' شمال لبنان، وتمكن مساء أمس بعد اشتباكات عنيفة شاركت فيها للمرة الأولى مروحيتان عسكريتان من تطويق مواقع الجماعة بينها مقر قيادة زعيمها شاكر العبسي، من ثلاثة محاور·
وشهدت المداخل الجنوبية الغربية والشرقية معارك ضارية وحرب شوارع حقيقية، أسفرت عن مقتل جنديين إضافة إلى 36متشددا· وقال الجيش انه يأخذ وقته لتنفيذ خطة معدة جيداً تتجنب إيقاع خسائر في صفوفه أو بين المدنيين، مؤكداً عدم وجود خيار آخر أمام ''فتح الإسلام'' سوى الاستسلام للعدالة· وحث اللاجئين الذين لا يزالون في المخيم على الصبر وطرد ''الدخلاء المجرمين''، فيما جددت ''فتح الإسلام'' رفضها الاستسلام، وقالت إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود وأنها ستقاتل حتى آخر قطرة دم·
واعتقلت قوات الأمن عدداً من مسلحي ''فتح الإسلام'' في مدينة عكار شرق المخيم، في حين كرر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عدم وجود خيار أمام ''العصابة الإرهابية'' سوى الاستسلام وتسليم أسلحتها ومواجهة العدالة، مشيراً إلى أن الجيش يقوم ''بعملية جراحية'' لإخراجها من المخيم، مقدراً عدد مقاتليها المتبقين بنحو 250 مقاتلاً·
وقال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين إن الجيش لايستهدف إلا المتشددين داخل المخيم، لكن أحد سكان ''البارد'' والذي لا يزال عالقا داخله مع 3 آلاف آخرين قال إنه تم تدمير نسبة 60% على الأقل من المخيم·
إلى ذلك، كشفت التحقيقات الأولية مع نحو 40 معتقلاً من ''فتح الإسلام'' أن الجماعة كانت تخطط لانقلاب على السلطة اللبنانية وإقامة ولاية خاصة بها في شمال لبنان تطلق عليها اسم ''الإمارة الإسلامية في طرابلس''· ونقلت صحيفة ''السفير'' عن مصادر قضائية أن الجماعة كانت تعتزم القيام بعمليات إرهابية ضخمة جداً في طرابلس وبيروت ومدن لبنانية أخرى·
عدد اليوم
