السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الصندوق» تحض على المحبة والسماحة و «ليلى والذيب» تروض الشر

«الصندوق» تحض على المحبة والسماحة و «ليلى والذيب» تروض الشر
15 ديسمبر 2013 23:35
تواصلت أمس الأول عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته التاسعة الذي تنظمه جمعية المسرحيين الاماراتيين بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة. وعلى خشبة قصر الثقافية عرضت مساء أمس الأول مسرحية “الصندوق” لفرقة “مسرح الشارقة الحديث” وهي من تأليف واخراج محمود أبو العباس الذي قدم العديد من المساهمات في حقل الكتابة للطفل. في عمله الجديد يقترب أبو العباس بدرجة ما من تجارب تأليفية عدة بُنيت حبكتها على فكرة “الصندوق المغلق”، ولكنه يتوسط بهذه اللعبة الايحائية المثيرة على مستوى العنوان وفي جزء هامشي من وقائع العرض الذي يحكي قصة مدينة يحكمها أمير مولع بمباريات الالغاز والذكاء وعلى رغم نيته الطيبة وسماحته إلا ان مستشاره “رمرم” يوشك ان يبدل سويته الانسانية حين يقترح عليه ان يعاقب تجار سوق المدينة بقطع أرزاقهم فيما لو لم يفلحوا في حل ألغازه ومعادلاته الرياضية المعقدة إلى ان يتردى حال تجار السوق، فيحمل “الحطاب” همومه وانكساراته إلى بيته فتراه ابنته “حياة” وتسأله عما يزعجه فيحكي لها قصة الأمير مع الألغاز ولما كانت البنت ذكية فانها تتحفز وتطلب من والدها ان يختبرها بلغز من تلك الألغاز وتنجح في حله ويعرف الأمير بشأنها ويطلبها لتكون معه في قصره لتساعده بالمشورة. ولكن قرب “الأمير” من “ حياة” لا يعجب “رمرم” فيعمد إلى ايقاعهما في فخ بمساعدة معاونيه “فاصل” و”حاصل”، بيد ان “حياة” و”امها” تنتبهان للمكيدة وتسرعان إلى انقاذ الأمير وتأخذانه في “صندوق” إلى بيتهما حيث يفضل العيش هناك وينخرط في حياة عائلة “الحطاب” البسيطة والمتواضعة. تكلم العرض بالعامية الاماراتية وعمد أبو العباس إلى تطعيم الجمل الحوارية بين الممثلين بالموسيقى والألحان كما رسم فضاء مكانيا في غاية البساطة في ثلاث لوحات “بيت الحطاب”، “القصر” و”السوق” وكانت الانتقالات بين تلك الامكنة تجري على نحو سهل ومرن كما بدت حركة الممثلين على الخشبة مفعمة بالحيوية واضفت ملمحاً جاذباً على العرض الذي تميز بصورة بصرية على درجة كبيرة من التناغم والانسجام بين مختلف عناصرها “الازياء، الاضاءة، الكتل...”. في الرؤية الكلية للعمل، بدا وكأن مؤلفه ومخرجه محمود أبو العباس أراد ان يقول ان حب الخير للناس هو الذي يبقى وهو الذي يسندنا ويقوينا ضد كل ما يمكن ان يواجهنا ويصارعنا. وشارك في تمثيل المسرحية يوسف الكعبي، ذيب داوود، باسل التميمي، سلوى الأميري، شمسة، حميد عبد الله، خالد الحمادي، يوسف آل علي، سلمان راشد، خلفان المازم، علي التركي، محمد التركي. “ليلى والذيب” وكان جمهور المهرجان شاهد مساء يوم الجمعة مسرحية “ليلى والذيب” لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني وهي من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وذلك وسط حضور جماهيري ملفت اكتظت به جنبات مسرح قصر الثقافة في الشارقة. وبفريق ضم ثمانية ممثلين ووسط فضاء سينوغرافي يضج بالأضواء والألوان قدم الحليان مقاربة مسرحية ذات هوية إماراتية للقصة الشعبية المعروفة بـ “ ليلى والذئب” والمنسوبة للكاتب الفرنسي “شارل بيرو” وللمصري “كامل كيلاني” ولغيرهما من كتّاب الاطفال، وهي دائما على الاسم ذاته “ليلى والذئب” وتعرف بطلتها “ليلى” بالفتاة ذات القبعة الحمراء، وهي تحكي مشوار ليلى من بيت عائلتها إلى بيت جدتها، إذ طلبت منها أمها ان تأخذ الطعام إلى بيت جدتها المجاور وطلبت منها ان تنتبه في الطريق ولا تكلم الغرباء وفيما ليلى في الطريق رأت ذئباً فذعرت، ولكنه طلب منها أن تلعب معه إلا انها رفضت عملا بتحذير أمها وقالت للذئب انها ستذهب إلى بيت جدتها وغافلها الذئب وسبقها إلى منزل الجدة وحين رأته الأخيرة اصابها الهلع واختبأت منه، وجاءت ليلى إلى بيت جدتها وكان الذئب قد أخذ هيئة الجدة ورقد في فراشها ولم تنتبه ليلى لذلك إلا بعد ان دققت فيه...، وتتابعت القصة إلى ان استنجدت الصغيرة بالحطاب فجاء وقتل الذئب وانقذ ليلى وجدتها. احدث الحليان تغييرات طفيفة على القصة التي جرت مسرحتها أيضا في الكويت 1988، بدءاً من لغتها التي تحولت إلى اللهجة الاماراتية ومن ثم العنوان وتحول إلى “ ليلى والذيب” كما على اللسان المحلي، وبدلاً من الصورة الشريرة المرسومة للذئب حاول الحليان ان يقدم صورة مغايرة لهذا الحيوان المعروف بغدره وشراسته، إذ بحسب وقائع العرض يمكن لهذا الحيوان ان يتحول إلى كائن أليف ولطيف حين يجد ما يحفزه على ذلك؟ ينحرف الحليان بالمصير الذي يواجهه الذئب بعد ظهور الحطاب في القصة الشعبية/ يتحول إلى راعي في مسرحية الحليان/ فبدلاً من أن يُقتل يتم حبسه بواسطة الراعي الذي يستعين بأغنامه “ نطاح وقفاز ولولو” للسيطرة على هياج الذئب. وتدخل هنا الجدة وتشفق على الذئب الصغير وتطلب من الراعي واغنامه وليلى ألا يقتلوه فهي ستحسن تربيته وتجعله خيّراً لأنه ما كان سيكون شريراً لو أحسنت اسرته تربيته! بفريق تمثيلي ضم سميرة الوهيبي، فيصل ثاني، نورة علي، عبد الله الحريبي، محمد مطر، اسمعيل بلهون، ذكرى أحمد، سالم مطر، سعى الحليان إلى التأكيد على رؤية عرضه، وتوسط بموسيقى وألحان عادل خزام كما اعتمد على التكوينات الادائيّة الرشيقة والخفيفة التي رسمتها “عبير وكيل” لإضفاء ابعاد سمعية وبصرية مؤثرة على عمله وهو انفتح بالقصة على ما يوحي بالواقع الجديد الذي فرضته ثورة التكنولوجيا إذ كان لجهاز الحاسوب دوره الحاسم في التبدلات التي حصلت على مصائر شخصيات المسرحية. اذن، عرض “ليلى والذيب” يحفزنا على السؤال: أهي الفطرة ام الخبرة وراء كل هذه الشرور في العالم؟ أيخلق الكائن الحي ـ ليس الانسان فحسب ـ شريراً أو خيراً، ام انه يتربى على ذلك؟ كتب الحليان في مطوية العرض التي وزعت على الجمهور” ماذا لو تم ترويض الذئب؟ ألا تكفي هذه الرغبة في محاولة التغلب على الشر؟“.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©