الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أي لقاح للفيفا؟

30 ديسمبر 2015 22:24
لا أدري إلى أي مدى يمكن أن يصل بلاتيني في الدفاع عن نفسه لتبرئة ساحته من تهمة مشتركة مع بلاتر باستغلال النفوذ على خلفية المكافأة المجزية التي تحصل عليها من الفيفا، لقاء ما قال إنه عمل أنجزه بتوصية من بلاتر قبل أن يصبح رئيساً للاتحاد الأوروبي. لا أعرف ما إذا كان باب من الأبواب القانونية التي ذهب بلاتيني بتوصية من المترافعين عنه إلى طرقها، ستفتح له لتسقط عنه حكماً بالتوقيف لمدة ثماني سنوات صدر عن لجنة القيم، وما إذا كان العجوز بلاتر سينجح في مسح بقع الفساد المنتشرة بجلبابه وهو في خريف العمر، ولكن ما أعرفه ويعرفه غيري أن الفيفا دخلت بالفعل زمنا من الصعب أن تطويه قبل أن تتبدل الإشارات والعوائد وتطمس كل مظاهر الفساد، وما أعرفه ويعرفه غيري أن الفيفا بشكل مبرمج أو بفعل الصدفة، تمشي في طريق طويل وصعب لن ينتهي إلا وقد طردت كل الأرواح الشريرة التي عاثت في البيت فسادا وتخلصت للأبد من كل الدناءات التي لم تكن ترى بالعين المجردة. الفيفا تعيش اليوم ثورة من أجل إحلال الشفافية كمبدأ للعمل، ومن أجل أن تنزل إلى الأرض وقد سعى بلاتر إلى أن يخبئها وراء الشمس، الفيفا تعيش كما حال كل المذاهب الفكرية والفلسفية والرياضية حالة متقدمة من مساءلة النفس وطي صفحة لفتح أخرى تتناسب مع متطلبات المرحلة، وإذا كان بلاتر قد جاهر بعد أن قوي عليه الضغط قبل ثلاث سنوات بتنصيب لجنة للقيم تخضع للمساءلة كل من جاوز المدى في استغلال النفوذ وفي التربح باسم كرة القدم، فإنه يجد نفسه اليوم مداناً ومعاقباً من لجنة هو من أحدثها وقد غلب عنده الظن أن أسراره ستموت معه. لا خلفية قانونية لي لأحلل المرتكز القانوني للتوقيف الذي طال بلاتر وبلاتيني، ولكن ما أفهمه من كل الإشارات التي قدمتها لجنة القيم وهي تصدر كل هذه العقوبات الثقيلة التي أخذنا بها علما منذ أن رمى البركان بحممه الأولى بزيوريخ خلال كونجرس الفيفا، أن هناك زمنا جديداً يدخله الاتحاد الدولي لكرة القدم، زمن يجب أن تتغير فيه الأنظمة واللوائح من أجل شفافية أكبر، ومن أجل أن يشعر عالم كرة القدم أن الفيفا مؤسسة لحماية شعبية وجماهيرية هذه الرياضة وليس مؤسسة للمتاجرة المحرمة في الإبداع. وأيا كانت القيادة التي ستأتي شهر فبراير القادم لإدارة الفيفا، فإن العمل المضني الذي ينتظر هذه القيادة يتمثل في تغيير المساطر وتقوية الهياكل وتحصين الفيفا ضد كل أشكال التسيب والنهب. إذا كانت 2015 سنة إماطة اللثام عن الفساد في الفيفا، فإن 2016 لا بد وأن تكون سنة تلقيح الفيفا ضد وباء الفساد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©