الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اللبناني يحرض سكان "البارد" على طرد "المجرمين"

الجيش اللبناني يحرض سكان "البارد" على طرد "المجرمين"
3 يونيو 2007 01:27
بيروت - الاتحاد ووكالات الأنباء: استؤنفت الاشتباكات العنيفة امس على جميع محاور مخيم نهر البارد في شمال لبنان، حيث حقق الجيس اللبناني المزيد من التقدم عند اطراف المخيم، واستولى على العديد من المباني العالية التي كان يستخدمها عناصر ''فتح الاسلام'' في عمليات القنص لا سيما مراكز السعدي والتعاونية وصامد الذي دوى فيه انفجار ضخم· فيما اشارات مصادر امنية الى تراجع المتشددين الى عمق المخيم وتحصنهم بالأبنية السكنية والأزقة الداخلية· وارتفع عدد قتلى الجيش خلال 24 ساعة الى 5 بعد مقتل جنديين في اشتباكات الامس· في حين اشارت مصادر امنية الى سقوط 36 قتيلا من جانب ''فتح الاسلام'' الذي كرر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الا خيار امامها سوى الاستسلام وتسليم اسلحتها ومواجهة العدالة، مشيرا الى ان الجيش يقوم ''بعملية جراحية'' لاخراج الجماعة من المخيم· وقال السنيورة نافيا بشدة تورط الجماعة مع اطراف سنية في بيروت ''ان العصابة الارهابية متورطة مع اجهزة استخباراتية سورية''· واضاف ان الحكومة اللبنانية تعاملت مع مقاتلي ''فتح الاسلام'' بحكمة وتبصر واعطاء الفرص والاتصالات من اجل التوصل الى الهدف القاضي باستسلامهم، مشيرا في الوقت نفسه في حديث مع ''العربية'' الفضائية الى وجود تواصل سياسي مع سوريا لمعالجة هذه المسألة· كما تعهد إعادة إعمار مخيم ''البارد'' ومساعدة اللاجئين على العودة الى منازلهم، وقال ان مسألة سلاح المخيمات ستثار مجددا ضمن حوار هادئ مع الفلسطينيين· ووسط دوي الانفجارات المتواصلة ورصاص الأسلحة الآلية لا سيما في الجزء الجنوبي الغربي والجزء الشرقي من المخيم تصاعدت النيران وسحب الدخان الأسود والأبيض في كثير من المباني· وأطلق الجيش وابلا من نيران المدفعية وقذائف المورتر، مما أدى إلى انهيار أعلى مبنيين في المخيم، كما تحولت مبان أخرى إلى أطلال· وشاركت طائرة من طراز ''جازيل'' باطلاق صاروخين ووابلا من نيران المدافع الرشاشة على أهداف في المخيم الذي قال أحد سكانه ويدعى أبو درويش أنه تم تدميره بنسبة 60 في المئة، واضاف انه لم يتبق سوى مستشفى واحد يعمل به طبيب واحد، بينما لا توجد كهرباء ولا خبز ولا دواء· وقتل جنديان في المعارك امس لترتفع حصيلة خسائره منذ بدء المواجهات الاحد الماضي الى 41 قتيلا· فيما اشارت مصادر امنية الى سقوط 36 قتيلا على الاقل من المتشددين واصابة 17 لاجئا فلسطينيا بجروح· وشهدت المناطق التي دخلها الجيش داخل المخيم معارك ضارية وحرب شوارع حقيقية من شارع الى آخر، وذكرت معلومات امنية ان الجيش عثر على سيارات مفخخة يعتقد انها كانت معدة لتنفيذ اعمال ارهابية في لبنان وعمد الى تفجيرها· وكان الجيش استغل فترة الهدوء الليلي في تحصين مواقعه عند مفاصل المداخل الرئيسية للمخيم في المحمرة والعبدة وبحنين - المنية بالسواتر الترابية والدشم، كما عمد الى تدمير عدد من المباني التي فخخها عناصر ''فتح الاسلام''، اضافة الى عشرات الجثث المنتشرة في شوارع المخيم وجثث بعض الحيوانات· وقال مصدر عسكري أن الجيش نجح في قطع خط إمدادات الذخيرة عن المسلحين داخل المخيم وكذلك عزل بعضهم عن قادتهم، وأضاف أن الجيش يأخذ وقته لتنفيذ خطة معدة جيدا لتجنب إيقاع خسائر في صفوفه أو بين المدنيين الذين لا يزالون عالقين داخل المخيم والإبقاء على الخسائر في حدها الأدنى· واضاف ''المعارك مستمرة لحين انهاء الحالة··لا خيار امام فتح الاسلام سوى الاستسلام امام العدالة''، وقال ردا على سؤال عن الوقت الذي ستستغرقه العمليات ''لم نضع مهلة والأفضلية تجنيب المدنيين··لولا المدنيون لكنا حسمنا بساعتين''''، مشيرا الى ان القوات العسكرية تقوم حاليا بتنظيف جيوب المسلحين المتبقية في محيط المخيم وإحكام القبضة على المراكز· فيما فرضت الزوارق الحربية التابعة للجيش حصارا ومراقبة دقيقة على شاطئ المخيم، منعاً لأي محاولة هروب لعناصر ''فتح الاسلام''· وحث الجيش اللبناني اللاجئين الذين لا يزالون في المخيم على الصبر وطرد ''الدخلاء المجرمين'' من بينهم، كما جدد دعوته للمتشددين لتسليم انفسهم قائلا انهم سيواجهون محاكمة عادلة· وأصدرت قيادة الجيش بياناً اعلنت فيه ان عصابة ''فتح الاسلام'' تعمد الى اتخاذ المساجد وبعض المؤسسات الانسانية داخل المخيم منطلقا لشن هجماتها وتخزين الاسلحة، اضافة الى التعرض للمدنيين بعدما استخدمتهم كدروع بشرية بغرض استثارة الرأي العام في توظيف رخيص ومكشوف، وأكدت القيادة احترامها للمقدسات الدينية والتزامها الكامل بالمواثيق والشرائع الدولية والحرص على حماية اماكن العبادة والمراكز الانسانية وارواح الابرياء واملاكهم، مشيرة الى ان الجيش لا يستهدف سوى مراكز المسلحين· وفي المقابل، جددت ''فتح الاسلام'' رفضها الاستسلام، وقالت على لسان المتحدث باسمها أبو سليم طه ''انها مستعدة ومنفتحة لأي حل سياسي لكن لا يمكن أن تسلم مقاتليها او سلاحها''· وحذرت الجيش اللبناني من دخول المخيم قائلة أنه سيتكبد خسائر كبيرة في هذه الحالة· ونفت ما تردد عن استيلاء الجيش على ثلاث قواعد للجماعة وقالت أنها لا تزال تسيطر على كافة مواقعها، واضافت ''المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود حتى الآن والكرة الآن في ملعب الجيش اللبناني··لن نستسلم وسنقاتل حتى آخر قطرة دم''· وفي مخيم البداوي المجاور الذي نزح إليه غالبية اللاجئين من ''البارد''، أعرب هؤلاء اللاجئون امس عن قلقهم إزاء مصير أقاربهم الذين لا يزالون في المخيم· وقالت حسناء ديب وهي مقعدة تجلس على كرسي متحرك إنها لا ترغب في بقاء مسلحي ''فتح الإسلام'' ولا تبالي بما إذا كانوا سيقتلون أو لا، مشيرة إلى أن كل ما يعنيها الأخوة والأقارب الذين لا يزالون هناك· ويقدر عدد اللاجئين المتبقين في المخيم حاليا نحو 3 آلاف، أي اقل من 10% من السكان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©