"البحرية الأميركية" تقصف مواقع متشددين شمال الصومال

مقديشو - وكالات الأنباء: قصفت سفينة حربية أميركية فجر أمس منطقةً ساحليةً شمال شرق الصومال بعد اشتباكات بين مقاتلين يُعتقد أنهم متشددون والقوات المسلحة التابعة لولاية ''بونتلاند'' التي تتمتع بحكم شبه ذاتي· وقالت مصادر متطابقة: ''إن القصف طال أهدافاً قرب بلدة برقال الواقعة على بعد حوالى 1250 كيلومتراً شمال شرق مقديشو''· وقال مسؤول عسكري في ''بونتلاند'' طلب عدم كشف هويته: ''قواتنا اشتبكت مع مقاتلين متشددين بينهم أجانب مرتبطون بتنظيم (القاعدة) الإرهابي، وفلول ميليشيا (المحاكم الإسلامية) التي طردتها القوات الإثيوبية من مقديشو يناير الماضي، ووصلت إلى المنطقة بقاربين سريعيين من معقلها في رأس كامبوني جنوبي البلاد، الذي تعرض لقصف أميركي هو الآخر مطلع العام الجاري''· وقال رجل الأعمال محمود صلاح أحد سكان المنطقة في اتصال هاتفي مع وكالة ''فرانس برس'' من مقديشو: ''إن سفينة حربية أميركية قصفت عدة أهداف في محيط برقال ليلاً''، وأضاف: ''ان القصف دمر هذه المناطق بعد دقائق من اشتباكات دارت بين قوات متشددة والقوات المسلحة التابعة لبونتلاند''، مشيراً إلى أن القصف استمر زهاء ثلاث ساعات· وأفاد مسؤول عسكري في ''بونتلاند'' بأن هذه المواجهات تأتي بعد ثلاثة أيام من إعلان السلطات المحلية عن وصول مجموعة من المقاتلين المتشددين والأجانب من أصول عربية إلى برقال على ساحل المحيط الهندي، ويقدر عدد المسلحين الأجانب بما لايقل عن 13 مسلحاً· وأكدت سلطات ''بونتلاند'' أنها قتلت مقاتلين أجنبيين من أصل عربي لدى وجودهما في برقال برفقة عناصر مسلحة صومالية· وبحسب السلطات، فإن مجموعة من هؤلاء المقاتلين مسلحة جيداً· وأكد رئيس ''بونتلاند'' الجنرال عدي موسى حرسي أن أعضاء في التنظيم الإرهابي موجودون في الصومال، وقال موسى لإذاعة ''شابيلي'' الصومالية: ''إنهم ذهبوا الآن إلى شمال الصومال بهدف شن اعتداءات إرهابية''· وقال أحد السكان طلب عدم نشر اسمه لـ''رويترز'' عبر الهاتف أمس: ''أطلقت صواريخ من سفينة وسقطت على الجبال حيث يختبئ المقاتلون المتشددون والأجانب''، وأضاف: ''كانت طائرة تحلق (فوق المنطقة)، وتوجه السفينة في عملية القصف''· وذكر ساكن آخر في برقال أن ضابطين عسكريين أميركيين وصلا إلى الميناء مساء أمس الأول، وقال: ''كان يرافقهم جنود من (بونتلاند) وكانوا يحملون معدات اتصالات''· وتقول واشنطن: ''إن ستة من مقاتلي (القاعدة) أو أعوان لهم موجودون في الصومال بينهم فضل عبد الله محمد الذي يعتقد أنه فجر السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي ،1998 وأبو طلحة السوداني المتهم بتدبير التفجير الذي استهدف فندقاً كان يملكه إسرائيلي في كينيا الذي قتل فيه 15 شخصاً عام ·''2002 وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'': ''ندرك أهمية العمل عن كثب مع حلفائنا لملاحقة الإرهابيين والتعرف إليهم، وتحديد أماكنهم، واعتقالهم، وإذا لزم الأمر قتلهم، ومن يقدمون لهم المأوى الآمن''، وأضاف عندما طلب منه التعقيب على تقرير شبكة (سي·إن·إن) حول القصف: ''طبيعة بعض عملياتنا، ونجاح هذه العمليات يعتمد كثيراً على قدرتنا على العمل بهدوء مع شركائنا وحلفائنا''· وفي مقديشو التي تسودها الفوضى قتل رئيس أحد الأحياء أمس الأول، وهو أحدث ضحية لمن يشتبه في أنهم إسلاميون تعهدوا بتنفيذ أنشطة مسلحة على غرار ما يحدث في العراق· فقد قتل المسؤول الإداري في حي هولواباق جنوبي مقديشو حسن علي سياد بالرصاص لدى خروجه من مسجد بعد أدائه صلاة الجمعة· وروى شاهد عيان يدعى أحمد علي شيخ: أطلق رجل النار ثلاث مرات بمسدس على المسؤول الإداري في حي هولواباق وقتل على الفور عند مدخل المسجد''· وقتل مسلحون الجمعة أيضاً مختار فرح المسوؤل في وكالة الأمن القومي الصومالية لمدينة كيسمايو التي تبعد 500 كلم جنوب مقديشو· وقال قائد شرطة كيسمايو إبراهيم خليف: ''أطلق عليه مسلحون ملثمون النار عدة مرات في الرأس''، وكان خليف نفسه قد نجا من هجوم عندما أمطر مسلحون سيارته بوابل من الرصاص الأربعاء الماضي·