السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

معرض «السيارات الكلاسيكية» يستقطب عشاق الأصالة في «زايد التراثي»

معرض «السيارات الكلاسيكية» يستقطب عشاق الأصالة في «زايد التراثي»
31 ديسمبر 2015 00:15
أحمد السعداوي (أبوظبي) يحفل مهرجان الشيخ زايد التراثي في الوثبة، بالعديد من الفعاليات المدهشة التي أسهمت في تكريس قيمة التراث الإماراتي في نفوس الكثيرين سواء من أبناء الإمارات أو ضيوفهم من الجنسيات الأخرى من مقيمين وسائحين، امتلأت بهم ساحات المهرجان منذ انطلاق فعالياته في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، يطالعون مفردات متنوعة للموروث المحلي الإماراتي، زينت جنبات المهرجان، متضمنة نماذج من الماضي القديم الذي يمتد آلاف السنين من عادات وتقاليد ومشغولات تقليدية بديعة أتقنتها أيادي أبناء الإمارات عبر الزمن، واشتملت معروضات المهرجان أشكال من وسائل الحياة للماضي القريب لأهل الإمارات ممثلاً في معرض السيارات الكلاسيكية، الذي عرض مجموعة من السيارات النادرة يعود أغلبها إلى منتصف القرن الماضي، ليؤكد حرص الشعب الإماراتي على تحقيق التواصل بين الأجيال والعصور من خلال المحافظة على ملامح الحياة والهوية الإماراتية في المراحل الزمنية كافة، وهو ما بدا بوضوح خلال فعاليات ومناشط المهرجان كافة التي تستمر حتى الثاني من يناير المقبل. سيارات نادرة ويقول حميد الرميثي المسؤول عن معرض السيارات الكلاسيكية، إن المعرض يتيح للزوار مطالعة عدد كبير من السيارات قديمة الطراز، التي حرص ملاكها على الحافظ عليها وإبقائها بأفضل حال لتكون شاهداً على مراحل مهمة في تاريخ أبناء الإمارات وكيف كانت هذه السيارات وسائل النقل الرئيسية التي استخدموها في الانتقال من مكان إلى آخر، علماً بإن هواية امتلاك السيارات القديمة من الهوايات الشائعة لدى كثير من الإماراتيين، الذين يسعون باستمرار إلى الحصول عليها باعتبارها ترمز إلى مراحل زمنية سابقة يطلق عليها الكثيرون «زمن الطيبين». وقد صارت مسابقة السيارات الكلاسيكية ضمن المعالم الرئيسة للمهرجان منذ انطلاق نسخته الأولى قبل ستة أعوام. ويوضح الرميثي، أن المعرض المقام على يمين المدخل الرئيس للمهرجان، يضم 31 سيارة من ماركة «لاند كروزر»، وهي جميعا سيارات نادرة وتصل أسعارها إلى أرقام كبيرة، وعلى سبيل المثال يبلغ سعر أقدم سيارة معروضة وهي موديل 1960 حوالي 700 ألف درهم إماراتي، وهذه السيارة تعود ملكيتها إلى أحد هواة جمع السيارات الكلاسيكية ضمن المشاركين في مسابقة أفضل عرض لـ «لاند كروزر». 31 سيارة وأضاف الرميثي، على هامش المهرجان تقام مسابقة سنوية بين ملاك السيارات الكلاسيكية، وهذه المسابقة تقام للعام السادس على التوالي وتلاقي صدى واسعا من الجمهور عشاق السيارات الكلاسيكية، ليس فقط في الإمارات وإنما تشهد المسابقة إقبالا واسعا من الأشقاء المتسابقين من مجلس التعاون الخليجي وبعض البلدان الأجنبية، ويبلغ عدد السيارات المشاركة 31 سيارة، أما جوائز المسابقة عبارة عن سيارات دفع رباعي لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى، ومن المركز الرابع إلى العاشر يحصل الفائزون على مبلغ 50 ألف درهم، توزع عليهم بحسب المراكز التي حصلوا عليها في التقييم العام للمسابقة الذي يعتمد على عدة معايير، وأهمها مدى صلاحية السيارة ودرجة الحفاظ عليها والاهتمام بها من قبل مالكها، ومدى قِدم موديل السيارة مع جمال شكلها. وأوضح أن المسابقة ترسخ وجودها بشكل لافت بين فعاليات المهرجان الذي يتميز بأجواء عائلية فريدة نجحت إدارة المهرجان في توفيرها للجمهور عبر توفير كل سبل الراحة التي يجدها رواد الحدث التراثي الكبير الذي يحمل اسم الوالد زايد، يرحمه الله، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح عبر تزايد أعداد الجماهير المتابعة للمسابقة من مقتني السيارات الكلاسكية والمهتمين بها، الذين يسعون إلى زيادة معارفهم عن تلك السيارات وكيفية عملها وكل ما يتعلق بها وبتطور طرق تشغيلها عبر الزمن. زمن الطيبين وقد شهدت أجنحة المهرجان زخما هائلا من مفردات التراث الإماراتي، ممثلاً في عروض الفرق الشعبية الفلكلورية، ساحة ألعاب زمان أوّل التي عرضت نماذج حية من وسائل اللعب والترفيه التي استخدمها الآباء والأجداد في الأزمنة البعيدة، عروض الخيل والهجن والصقور التي انتشرت في ساحات المهرجان وتابعتها بشغف أعداد كبيرة من الجمهور، أشكال البيوت القديمة التي عاش فيها أهل الإمارات الأولين داخل البيئات الإماراتية المختلفة، فعالية الأحياء التراثية التي أقيمت للمرة الأولى في المهرجان وشاركت فيها عديد من الدول بموروثاتها المحلية فيما يشبه ملتقي عالمي للحضارات على أرض منطقة الوثبة من خلال هذه الفعالية المتميزة، مزادات مختلفة، ومسابقات للهجن والحلاب وجمال الخيل والسلوقي العربي ومزاينة الأغنام ومسابقة الرماية والشراع. معرض متميز يقول فاضل البلوشي، من زوار معرض السيارات الكلاسيكية، إن المكان المتميز الذي يشغله المعرض في المدخل الرئيس للمهرجان، يعكس اهتمام قطاعات كبيرة من الإماراتيين بهذا النوع من السيارات التي تبرز لونا مختلفا من التراث الإماراتي، يربط أجيال اليوم بالسيارات التي كانت مستخدمة في أنحاء الدولة في القرن الماضي، وهذه الفكرة واحدة من جهود كثيرة موفقة وناجحة من قبل إدارة المهرجان التي لم تغفل الاهتمام بأي شريحة في المجتمع وحرصت على إرضاء كافة الأذواق من خلال توفير كافة الأشكال التراثية التي يهتم بها أبناء الإمارات أو غيرهم من المقيمين والسائحين المهتمين بالأصالة والعراقة الإماراتية في مختلف صورها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©