الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لافروف: حل الأزمة السورية منصوص بقرار مجلس الأمن ولا مكان للإرهابيين بالمفاوضات

31 ديسمبر 2015 01:06
موسكو (وكالات) قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن حل الأزمة السورية تم تدوين صيغته في قرار مجلس الأمن الأخير، وإن القرار يرسل إشارة مزدوجة، مشيراً إلى أنه لولا استكبار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لما تصرفت تركيا بهذا القدر من الفظاظة مع العراق. وقال لافروف في حديث متلفز بثته قناة «زفيزدا» الروسية أمس، توقف فيه عند أبرز الأحداث السياسية التي شهدتها روسيا والعالم في العام المنتهي، إن القرار الدولي حدد وبشكل لا لبس فيه أنه لا مكان للإرهابيين وراء طاولة المفاوضات، فيما نحن نتساءل حول بعض المشاركين في الجولة الأخيرة من الاجتماعات نظراً لأنهم يمثلون جماعتين نعتبرهما إرهابيتين. وأوضح أن «هاتين الجماعتين هما جيش الإسلام، الذي يستهدف دمشق بقذائف الهاون، واستهدف مبنى سفارتنا في العاصمة السورية، وثانيهما أحرار الشام الذي تفرع بشكل مباشر عن تنظيم القاعدة». وأضاف أن روسيا تريد أولاً انطلاق العملية السياسية حول سوريا الشهر المقبل، وثانياً أن تنتقي الأمم المتحدة وفد المعارضة السورية بما لا يقتصر على فريق محدد بعينه، بل يشمل المشاركين في جميع اللقاءات التي عقدت في غضون العامين الأخيرين، بما فيها لقاءات موسكو والقاهرة وآخرها الرياض. وتابع أن الولايات المتحدة قالت «لا، الرئيس السوري ليس شرعياً، وهذا يستثني أي اتفاق مع سوريا، فيما أكدوا أنهم يحبون العراق، وأنهم يسعون إلى تربيته، وأكدوا أن في سوريا دكتاتوراً أصبحت أيامه معدودة، مما يسوغ لنا قصف القنابل من دون أن نسأل أحداً». وأضاف أن الأتراك من جهتهم صاروا يتحدثون نفس هذه اللغة تقريباً في الوقت الراهن. وقال أيضاً إنه «لولا استكبار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لما تصرفت تركيا بهذا القدر من الفظاظة الصريحة في التعامل مع العراق، ولما أكدت أن لديها خبراء في العراق أرسلت الدبابات لحمايتهم، وأنها تحترم سيادة العراق، وهذا يعني أن دخول الدبابات التركية أراضيه لا يسهم إلا في تعزيز سيادته»، رغم مطالبات الحكومة العراقية المتكررة بسحب هذه الدبابات. وقلل من أهمية الاعتماد على موقف الإدارة الأميركية بعد الانتخابات الرئاسية، قائلاً «لا يمكن التكهن بمسار السياسة الخارجية الأميركية فيما يتعلق بالأزمة السورية، وبأوضاع المنطقة عموماً»، مذكرا بأن «الكثير من الرؤساء الأميركيين عجزوا عن تنفيذ وعودهم بعد الفوز في الانتخابات ودخول البيت الأبيض». واعتبر وزير الخارجية الروسي، أنه ورغم ذلك صار يتبلور لدى الإدارة الأميركية الحالية فهم مقتضاه أن الإرهاب في سوريا والشرق الأوسط أخطر بكثير من بشار الأسد ومما كان عليه صدام حسين ومعمر القذافي. واعتبر لافروف أن نزع الأسلحة الكيميائية السورية كان الحدث الأعقد والأهم، خاصة وأنه تزامن مع مطالبتنا الحثيثة بالتسوية السلمية للأزمة السورية. وتابع أن الخطر الإرهابي لا يقل أبداً عن تهديد الأسلحة الكيميائية، لا سيما وأن الإرهاب صار خطراً عالمياً، ولا يقتصر تهديده على سوريا وحدها، مما يحتم في الوقت الراهن التخلي عن الأهواء واعتبار أن الرئيس السوري كان شرعياً العام الماضي، ولم يعد كذلك في هذا العام. وقال: إن 90% من 6 مليارات نسمة تقطن العالم لا يفكرون بالسياسة، بل يعانون الفقر، ويكابدون من أجل العيش والبقاء. هم يفكرون بإمكانية إطعام عوائلهم، وبالمسكن والعمل مهما كان، وبكيفية إرسال أطفالهم إلى المدرسة وتجنيبهم المرض. وربط لافروف بين واقع العالم الاقتصادي هذا والأزمة السورية وظهور «داعش»، مشيراً إلى الكثير من التقارير التي تصور تجنيد أطفال في السابعة أو الثامنة من العمر وهم يتدربون على أيدي المسلحين في المعسكرات، ويتربون على أن العالم خالٍ من العدالة التي لا يمكن استردادها إلا بالقوة، وأن السعادة لا تتحقق في ظل هذا العالم إلا بقوة السلاح، ففي السابق ظهر الصليبيون، وها هم اليوم أعداء الصليبيين قد ظهروا. وطالب بمكافحة الأسباب الاقتصادية للإرهاب، وهذا يحتم ضرورة التركيز المطلق على أجندة العمل اليومي بما يخدم تحقيق التنمية الاقتصادية، بحيث تتطور بلدان هذه المناطق. وشدد، فيما يتعلق بجبهة مكافحة الإرهاب، على الاهتمام بقضايا التعليم في الدول الفقيرة بما يمنع الأطفال من التسكع في الشوارع ومن وقوعهم في أيدي عناصر تنظيم «داعش»، و«جبهة النصرة»، وسواهما من المنظمات الإرهابية، وعلى أهمية تركيز الاهتمام على طبيعة الإسلام الذي يتم تعليمه في المساجد، حيث هناك الكثير من الأمثلة على بروز أئمة متطرفين يتقنون نشر الفكر المتطرف والمتشدد في الجوامع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©