السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوليد بن عبدالملك.. عصر من الإنجازات المعمارية في تاريخ الحضارة الإسلامية

الوليد بن عبدالملك.. عصر من الإنجازات المعمارية في تاريخ الحضارة الإسلامية
7 فبراير 2014 22:48
القاهرة (الاتحاد)- الوليد بن عبدالملك هو سادس خلفاء دولة بني أمية ورث الخلافة عن والده عبدالملك بن مروان، وقد صفت ديار الإسلام لسلطان بني أمية بعد القضاء على تمرد عبدالله بن الزبير وثورات وفتن الخوارج واستثمر الوليد هذا الوضع الهادئ في توسيع رقعة الخلافة الأموية بالفتوحات الجديدة والاهتمام بالنواحي الحضارية والعمرانية لدولته، خاصة في العاصمة العتيدة دمشق حتى عرف عصره بالعصر الذهبي للدولة الأموية. المدينة المنورة هي مسقط رأس الوليد عام 55 هـ، ولكنه تربى بدمشق ويعد أول خليفة أموي لا ينشأ في البادية?،? إذ أشفق عبدالملك عليه من خشونة العيش بها وكان الأمويون يرسلون أولادهم للعيش في البادية أيام طفولتهم ليصح لسانهم وينالوا حظاً من بلاغة أهل البادية وظل الوليد منذ توليه الخلافة في عام 86 هـ يعاني بعض العجمة في لسانه ولكن ذلك لم يقف حائلا أمام قيامه بمهامه كأمير للمؤمنين طيلة سنوات خلافته العشر. بلاد ما وراء النهر وعني الوليد أولا بتوجيه جيوشه لفتح مناطق عدة في آسيا وأفريقيا ونجح كبار قادته البارزين في إقرار الحكم الأموي بعدة أقاليم فقاد قتيبة بن مسلم الباهلي واليه على مرو بخراسان أكبر حملة على بلاد ما وراء النهر وانتهت هذه الحملة في عام 94 هـ بإخضاع مدن آسيا الصغرى الرئيسية مثل بخارى وسمرقند للدولة الإسلامية وامتدت فتوحات الأمويين بعدها لتصل إلى حدود الصين شرقا. وقام محمد بن القاسم الثقفي بافتتاح بلاد السند التي تشمل أجزاء من باكستان وأفغانستان حاليا، حاملا دعوة الإسلام إلى قلب الوثنية بشبه القارة الهندية. أما القائدان الأشهر موسى بن نصير وطارق بن زياد فقد قاما بإخضاع شمال أفريقيا نهائيا للحكم الأموي وزادا على ذلك افتتاح الأندلس ليحملا شعلة الإسلام إلى قلب القارة الأوروبية. وشهد عصر الوليد بن عبدالملك أكبر الإنجازات المعمارية في تاريخ حضارة الإسلام، إذ تم تشييد الجامع الأموي بدمشق وكذلك أعيد بناء المسجد النبوي بالمدينة المنورة وعني الوليد باستقدام أمهر الصناع وأثمن المواد من أحجار وأخشاب وفسيفساء ليكون بناء المسجدين معبراً عن الاعتزاز ببيوت الله في الأرض. فنون وما زالت بقايا اللوحات الفسيفسائية بالجامع الأموي والتي أنجزت في عهد الوليد تنطق بمقدار العناية التي أولاها الخليفة ببناء هذا الجامع وهي تحوي لوحات تظهر مباني دمشق وبالتحديد منطقة الغوطة التي توفي بها الخليفة ومدى جمالها المعماري. وإلى الوليد بن عبدالملك يرجع الفضل أيضاً في الارتقاء بدمشق العاصمة لتكون أكثر مدن العالم تأنقاً ليس فقط بمبانيها، ولكن أيضاً في أنظمتها الحضارية. فقد أنشأ الخليفة المستشفيات العامة بالمدينة وبينها أول مستشفى متخصص للعميان والمجذومين، كما أمر بعزل المجذومين في مبان خاصة بهم تحت إشراف طبي. ويعد الوليد أول من عني بتخصيص الأوقاف للإنفاق من ريعها على الفئات الفقيرة والمستضعفة، وشملت عنايته في ذلك المضمار الأطفال الأيتام وكذلك شملت المكفوفين الذين حظوا بمرافقين لهم يقودونهم بالطرقات، وخصص لكل مقعد أيضا خادما من قبل الدولة يقوم برعايته، فضلا عن رعايته للعلماء وتشجيعه لحفظة القرآن الكريم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©