الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في 17 مدينة يمنية ترفض منح الحصانة لصالح

تظاهرات في 17 مدينة يمنية ترفض منح الحصانة لصالح
17 ديسمبر 2011 08:59
قُتل سبعة يمنيين، خمسة عسكريين ومدنيين، في حادثين منفصلين بمحافظتي لحج وتعز، جنوب ووسط البلاد، فيما احتشد مئات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، في 17 مدينة يمنية، للأسبوع الـ44 على التوالي، للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح وأبنائه وكبار معاونيه، بتهم قتل مئات المدنيين، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم، منتصف يناير. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل العقيد سعدان محمد الصوفي، رئيس أركان كتيبة المدفعية باللواء 201 ميكانيكي، مساء الخميس، في “كمين غادر وجبان من قبل عناصر مسلحة في مديرية الراهدة بمحافظة لحج” الجنوبية. ومنذ منتصف يوليو، يشارك اللواء 201 إلى جانب ألوية عسكرية أخرى، في عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة أبين (جنوب) من مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين يسيطرون على بلدات رئيسية فيها، منذ مارس. وقال مصدر عسكري يمني إن “عناصر إجرامية مجهولة نصبت” مساء الخميس، “كميناً غادراً” للعقيد الصوفي، في بلدة الراهدة، مشيرا إلى أن المسلحين أطلقوا النار عليه ما أدى إلى مقتله على الفور. وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية تقوم حاليا بتعقب وملاحقة المسلحين، دون أن يذكر ما إذا كانوا ينتمون إلى تنظيم القاعدة أو قوى “الحراك الجنوبي” الانفصالية. كما قتل جنديان في ظروف غامضة أمس الجمعة في مدينة تعز، أبرز معاقل الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. وقالت مصادر محلية متعددة لـ «الاتحاد» إنه تم العثور على جثتي جنديين بالقرب من شارع جمال، وسط مدينة تعز، التي تعيش، منذ أسبوع، هدنة بين القوات الحكومية ورجال القبائل المواليين للحركة الاحتجاجية المعارضة للنظام. وفي وقت لاحق من مساء أمس الجمعة، أعلن مصدر أمني في تعز، «مقتل ضابطين وجنديين ومدنيين وجرح 13 آخرين برصاص مليشيات (حزب) الإصلاح» الإسلامي، كبرى أحزاب المعارضة اليمنية، حسبما أفادت خدمة الرسائل النصية لوزارة الدفاع. وذكرت مصادر مقربة من السلطات الأمنية لـ «الاتحاد» أن القتلى سقطوا باشتباكات مع المسلحين القبليين وسط مدينة تعز، إلا أن مصادر في حركة الاحتجاج الشبابية بالمدينة نفت لـ «الاتحاد» علمها بوقوع أي اشتباكات أمس الجمعة. وشهدت مدينة تعز، الأسبوع الماضي، موجة عنف هي الأعنف، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل صالح ونظامه، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن لجنة عسكرية وأخرى محلية ناقشتا، الليلة قبل الماضية، مع محافظ تعز حمود الصوفي، “الخطوات التنفيذية الخاصة بوقف إطلاق النار وسحب الميليشيات المسلحة والوحدات العسكرية مع آلياتها من مدينة تعز”. وقال الصوفي إن “تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة تعز مسؤولية جماعية لان الجميع متضرر من تبعات الأزمة السياسية وتداعياتها على أمن المحافظة”، إلا أن النائب البرلماني وعضو لجنة التهدئة المحلية، عبدالكريم شيبان، أكد لـ «الاتحاد» انسحاب المليشيات القبلية من داخل المدينة، “التي كانت مغلقة لهم”، متهما قوات الجيش والأمن الموالية للنظام بعدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال : “لا تزال هذه القوات تسيطر على مقار حكومية وتاريخية”، إضافة إلى انتشار المئات من جنودها في ساحة “الشهداء” وسط المدينة، مشيرا إلى أن القيادة العسكرية والأمنية للمدنية “لم تع المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة اليمنية بتشكيل حكومة وفاق وطني”. وأكد أن اللجنة طلبت مرارا وتكرارا إقالة مدير أمن محافظة تعز العميد الركن عبدالله قيران، وقائد قوات الحرس الجمهوري بالمدينة العميد العوبلي، باعتبار أنهما “سبب التوتر الحاصل” في تعز. وزار وفد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، الثلاثاء، مدينة تعز، واطلعوا على سير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفق آلية المبادرة الخليجية، التي تنظم انتقالا سلميا للسلطة في اليمن، عبر مرحلتي انتقال تستمران عامين وثلاثة شهور. وبناء على اتفاقية المبادرة الخليجية، التي وقعها الرئيس صالح أواخر نوفمبر الماضي، تم، مطلع هذا الشهر، تشكيل “لجنة الشؤون العسكرية” من المعسكرين، الموالي والمناهض للنظام الحاكم، إضافة إلى إعلان حكومة “وفاق وطني” مناصفة بين حزب المؤتمر الحاكم وائتلاف اللقاء المشترك المعارض. ومن المفترض أن تبدأ اللجنة العسكرية، التي يرأسها نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي، الذي يدير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية الأولى، اليوم السبت، إخلاء العاصمة صنعاء من قوات الجيش ومسلحي القبائل. وقال الناطق باسم اللجنة العسكرية، اللواء الركن علي سعيد عبيد، إن اللجنة التقت عددا من زعماء القبائل “بهدف البدء في تنفيذ خطة إنهاء المظاهر المسلحة” في صنعاء.وأشار عبيد، في تصريح صحفي، إن “بعض المشايخ لديهم مخاوف” إزاء سحب مليشياته من العاصمة، موضحا أن اللجنة قامت ب”إقناعهم لإزالة المخاوف لديهم”. وقال: “تلك المخاوف لا يوجد لها مبرر في ظل وجود دولة شرعية وحكومة توافقية”، مؤكدا أن الدولة بأجهزتها الأمنية “ستتولى حفظ الأمن” داخل العاصمة، التي باتت منقسمة بين شمال وجنوب، منذ إعلان قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر، والزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر، أواخر مارس الماضي، تأييدهما لمطالب المحتجين الشباب في تغيير النظام الحالي. وأعلن مكتب الشيخ الأحمر، الخميس، أن الأخير ملتزم بإخراج مليشياته من صنعاء، في حال انسحبت قوات الجيش والأمن الموالية للرئيس صالح. إلا أن اللواء عبيد قلل من شأن أي “عراقيل” قد تعترض سير تنفيذ توجيهات نائب الرئيس هادي بإخلاء العاصمة من المسلحين، وقال إنه يمكن للجنة العسكرية أن تمدد برنامجها الزمني “في حال وجود عراقيل”. إلى ذلك، احتشد مئات آلاف المحتجين اليمنيين في صنعاء و16 مدينة، أمس، فيما سمي بـ”جمعة المحاكمة مطلبنا”. وأدى عشرات آلاف اليمنيين صلاة الجمعة، في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء، تحت حماية قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة، بقيادة اللواء الأحمر. وتوعد المتظاهرون، الذين احتشدوا في أكثر من 33 ساحة عامة في أغلب المدن اليمنية، بمحاكمة من وصفوهم بـ”القتلة”. وأكدوا رفضهم منح صالح وأبنائه وكبار معاونيه حصانة من المحاكمة، بتهم قتل مئات المدنيين خلال قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، وهتفوا: “لا حصانة لا ضمانة يتحاكم صالح وأعوانه”، و”الشعب يريد محاكمة السفاح”. ومن المتوقع أن يصدر البرلمان اليمني، هذا الأسبوع، قانونا يمنح صالح وكبار معاونيه “حصانة” من المسائلة القانونية عن أي قضايا أو انتهاكات ارتكبت طوال سنوات حكمه الـ33. في هذه الأثناء، دعت الناشطة السياسية اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الحكومة البريطانية لتجميد أرصدة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقالت كرمان، في لقاء بمجلس العموم البريطاني مع برلمانيين وممثلين عن منظمات غير حكومية، إنه يجب تجميد أرصدة النظام المسروقة من الشعب اليمني، متهمة نظام صالح بتخويف المجتمع الدولي بتنظيم القاعدة بهدف ابتزازه والحصول على أموال. وأضافت كرمان، التي كانت قد التقت كلا من وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ووزير التنمية آلان دونكان: “إنني أقول للشعب البريطاني: لا نريد مساعداتكم ولا نريد ضرائبكم، إنما نريد أموالنا”، مناشدة مجلس الأمن إلى إحالة موضوع القتلى من بين المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية، حسبما أفاد الموقع الإخباري العربي لشبكة “بي بي سي” البريطانية.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©