السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجهل في معركة الحضارة

الجهل في معركة الحضارة
7 فبراير 2014 22:49
(1) تقول قصة قرأتها ولم يتسنَ لي التأكد من صحتها، من مصادر موثوقة، تقول إنه «حدث في أحد القرون الوسطى، تقريباً في القرن السادس عشر، وبالتحديد في احدى القرى الألمانية، كان هناك طفل يدعي (جاوس)، وكان جاوس طالباً ذكياً، وذكاؤه من النوع الخارق للمألوف، وكان كلما سأل مدرس الرياضيات سؤالاً كان جاوس هو السباق للإجابة عن السؤال، فيحرم بذلك التلاميذ الآخرين في الصف من فرصه التفكير في الإجابة. في إحدى المرات سال المدرس سؤالاً صعباً.. فأجاب عليه جاوس!!.. بشكل سريع.. مما أغضب مدرسه فأعطاه المدرس مسألة حسابيه وقال له: اوجد لي ناتج جمع الإعداد من 1 الي 100 (طبعاً كي يلهيه عن الدرس ويفسح المجال للآخرين)، بعد 5 دقائق قال جاوس بصوت منفعل: 5050!! فصفعة المدرس صفعة قوية، وقال: - هل تمزح؟.. أين حساباتك؟ فقال جاوس: - اكتشفت ان هناك علاقه بين 99 و1 ومجموعها = 100 وأيضاً 98 و2 تساوي 100 و97 و3 تساوي 100 وهكذا إلى 51 و49!، واكتشفت بأني حصلت على 50 زوجاً من الأعداد، وبذلك ألفت قانوناً عاماً لحساب هذه المسألة، وأصبح الناتج 5050 فاندهش المدرس من هذه العبقرية، ولم يعلم أنه صفع في تلك اللحظة العالم الكبير فريدريتش جاوس احد اشهر ثلاثة علماء رياضيات في التاريخ». انتهى الاقتباس. الأستاذ القديم لم يكن يعرف - كما سبق القول - بأنه صفع عالماً كبيراً، لكننا في العالم العربي نصفع من نعتقد بأنه يعرف، ويدرك ويحلل ويستنتج، لأن القوى السائدة، التي تدافع عن الرداءة تهاجمهم لأنها تدافع عن سادتها وتحميهم وتحمي جهلهم وحمقهم وتهتكهم ضد ارادة الشعوب التي ترفض الاستسلام للواقع المرير. أمثال التلميذ جاوس، هم المصفوعون دوماً في العربي لأن معركتهم مع الصافعين هي معركة دائمة ودائبة. معركتنا هي بين الجهل والحضارة، ولن ننتصر قبل أن ينتصر المصفوعون على الصافعين. (2) هناك معلومة قيد التداول حالياً على فيس بوك، تتحدث حول معنى كلمتي الشلاتي والسرسري، اللتان نستخدمهما كثيراً في لهجتنا العامية, وهي معلومة مقنعة نسبياً. تقول المعلومة بأن كلمة «شلاتي» أو شليتي ترجع إلى أحد العصور القديمة، حيث تم استحداث مسمى وظيفي بهذا الاسم، مهمته مراقبة الأسعار والموازين في الأسواق لمنع الغش والاستغلال. هؤلاء المراقبون كانوا يسمون بالشلاتية. وبعد فترة قصيرة - بالتأكيد- تبين أن معظم هؤلاء تمت رشوتهم من قبل التجار والباعة، حتى يغضوا الطرف عن أساليب النصب والاحتيال على الناس، الذي يمارسون التجار، والباعة، وقد علمت الدولة السنية بموضوع فساد هؤلاء. قامت الدولة بالرد بشكل بيروقراطي، لا يخلو من الفساد أيضاً، فقد ابتكرت مسمى وظيفياً جديداً هو (سرسري)، ومهمته مراقبة أعمال الشلاتية، لمنعهم من الفساد والارتشاء. بالطبع فإن التجار والباعة لم يلبثوا إلا أن أفسدوا ورشوا السرسرية أيضاً، فضاع الناس وضاعت حقوقهم بين الشلاتية والسرسرية.. وما زلنا منذ ذلك الزمان ونحن نستخدم كلمة الشلاتي وأخو الشليتة والسرسري، للدلالة على الهامل والمرتشي ومن شابههما. انتهى هذا العصر، ونشأت عنها دولة حديثة، أما نحن فلم نزل نحل مشاكلنا بالطرق القديمة ذاتها، فتنبثق من حلولنا مشاكل أخرى نحلها بمشاكل أخرى. وما يزال الشلاتية والسرسرية والزعران يتحكمون بالجميع. بالتأكيد لسنا بحاجة الى مسمى وظيفي جديد لمراقبة الشلاتية والسرسرية، بل نحن بحاجة الى منهج جديد في التعامل مع الواقع. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©