الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنوب أفريقيا تواري مانديلا الثرى

جنوب أفريقيا تواري مانديلا الثرى
16 ديسمبر 2013 01:00
كونو، جنوب أفريقيا (وكالات) - ووري نلسون مانديلا الثرى أمس في أرضه إلى جانب والديه وثلاثة من أبنائه في قرية طفولته كونو مع كل التشريفات العسكرية. ووقف رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما عندما أُنزل النعش في القبر، فيما بقيت أرملته جراسا ماشيل وزوجته السابقة ويني مانديلا جالستين تحت خيمة بيضاء نصبت خصيصا للمناسبة. في هذه الأثناء حلقت مروحيات عسكرية وطائرات حربية فوق الموقع وأطلقت المدافع طلقاتها. أما كاميرات التلفزيونات التي كانت تنقل وقائع وداع بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري في الصباح، فتمكنت من متابعة نعشه حتى أرض أجداده على بعد مئات الأمتار. وانسجاما مع رغبات العائلة ابتعدت وسائل الإعلام ساعة دفنه فيما استمرت الطائرات والمروحيات في التحليق، ثم عادت بعد ثوان إلى المكان الذي بات خاويا، حيث كان يوضع نعش أول رئيس أسود للبلاد. وقد توارت بعد ذلك لتترك المكان للمراسم الدينية والتقليدية في حضور 450 مدعوا تم انتقاؤهم بعناية كبيرة. وبدفن مانديلا، تسدل جنوب أفريقيا الستار على مرحلة هامة في تاريخها المضطرب ومستهلة مرحلة جديدة تكتشف خلالها ما إذا كان النظام الديمقراطي متعدد الأعراق الذي أسسه يستطيع الاستمرار دون أحد ركائزه. وجمعت الجنازة الرسمية لمانديلا الحائز، جائزة نوبل للسلام والذي أُودع السجن لمدة 27 عاما وخرج منه داعيا للصفح والمصالحة بين المراسم العسكرية وطقوس الدفن التقليدية لقبيلته. وحضر الجنازة نحو 4500 ضيف من أقاربه وكبار المسؤولين في جنوب إفريقيا وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز والنشط الأميركي في مجال حقوق الإنسان جيسي جاكسون والمذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري. وقال سيريل رامافوسا نائب زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم وأحد منظمي المراسم الجنائزية مع بدء الجنازة “يرقد هنا أعظم أبناء جنوب إفريقيا”. وخرج نعش مانديلا من المنزل على عربة مدفع وأطلقت المدفعية 21 طلقة. ونُقل النعش المغطى بعلم جنوب إفريقيا إلى خيمة كبيرة ودخل وخلفه حفيد مانديلا ووريثه مانديلا ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما. وبدأت المراسم بالنشيد الوطني لجنوب إفريقيا. وتوفي مانديلا في الخامس من ديسمبر عن 95 عاما. ونظمت جنوب إفريقيا مراسم تأبين دامت أسبوعا. وقال زوما في رثاء مانديلا “إنها نهاية 95 عاما مجيدا لمقاتل من أجل الحرية كرس حياته لخدمة شعب جنوب إفريقيا بكل تواضع”. وقال “رغم انتهاء المسيرة الطويلة من أجل الحرية فعليا إلا أن الرحلة مستمرة.. علينا أن نواصل بناء المجتمع الذي عملتَ بلا كلل لتأسيسه. ينبغي أن نواصل السير على خطاه”. وألقى أكثر من مئة ألف شخص نظرة الوداع على مانديلا في مبنى “يونيون بيلدينجز” في بريتوريا حيث مقر الحكومة وهو نفس المكان الذي شهد تنصيبه ليسدل الستار على هيمنة البيض على الحكم التي دامت ثلاثة قرون. وعندما وصل جثمان مانديلا أمس الأول إلى مسقط رأسه في كونو على بعد 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبرج أطلقت الزغاريد لأن ماديبا وهو الاسم الذي يعرف به مانديلا في قبيلته “عاد للوطن”. وقالت الجدة فيكتوريا نتسينجو وطائرات الهليكوبتر التي ترافق الموكب الجنائزي تحلق في السماء “بعد حياة طويلة ومرض يمكنه الآن أن يستريح.. لقد أتم عمله”. وفي جميع أنحاء البلاد تابع المواطنون شاشات التلفزيون أو استمعوا للإذاعة وفي بعض الأماكن وضعت شاشات ضخمة تنقل الحدث على الهواء مباشرة. وقال مسيدج سيباندا (29 عاما) الذي جلس مع نحو مئة شخص في ساندتون حي المال في جوهانسبرج لمتابعة الجنازة “كونو بعيدة جدا تجمعنا لنتشارك الأحزان.. استطيع أن أقول إنه بطل إنه رجل الشعب”. وخلال الجنازة نعى أصدقاء وأقارب وزعماء أفارقة مانديلا بكلمات مؤثرة. وقال صديق عمره أحمد كاثرادا الذي كان نزيلا معه في سجن روبن ايلاند “ربما يغمرنا الحزن والأسى ولكن ينبغي أن نفخر ونشعر بالامتنان لأننا بعد طريق طويل مليء بالعقبات والمعاناة يمكننا أن نحييك كمحارب من أجل الحرية”. ومضى قائلا بصوت متهدج استدر دموع عدد كبير من المشاركين “وداعا أخي العزيز ومعلمي وقائدي”. وأثنى رئيس وزراء اثيوبيا هيلا مريم ديسالين على إسهامات مانديلا في الكفاح من أجل التحرر في إفريقيا. وقال “حياة ماديبا مرآة للقارة التي كافح دون كلل من أجل تحررها. ستظل إفريقيا مدينة له للأبد”. ورأس مانديلا أكبر دولة في افريقيا وصاحبة الاقتصاد الأكثر تطورا في القارة لولاية واحدة وانسحب رسميا من الحياة العامة في عام 2004 وقال عبارته الشهيرة للصحفيين في ختام مؤتمر صحفي لوداعهم “لا تتصلوا بي سأتصل بكم”. وكان آخر ظهور لمانديلا على الملأ في استاد سوكر سيتي في جوهانسبرج لحضور المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم عام 2010، حيث لوح للمشجعين من سيارة جولف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©