الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يتسلم آخر قاعدة من القوات الأميركية

العراق يتسلم آخر قاعدة من القوات الأميركية
16 ديسمبر 2011 23:38
تسلم العراق أمس آخر قاعدة من القوات الأميركية في مدينة الناصرية (جنوب)، في خطوة تعد أساسية على طريق تحقيق الانسحاب الكامل من البلاد بعد تسع سنوات من اجتياحها. ووقع ممثل رئيس الوزراء العراقي في تسلم القواعد العسكرية حسين الأسدي، مع الممثل عن الجيش الأميركي الكولونيل ريتشارد كايزر، على أوراق تسليم قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية (305 كلم جنوب بغداد). وقال الأسدي عقب التوقيع داخل القاعة الضخمة التي تزينها الأعلام العراقية والأميركية “نعلن وبكل فخر للشعب العراقي تسلم آخر قاعدة للجيش الأميركي”. وأضاف “اليوم نطوي الصفحة الأخيرة للاحتلال”. وأشار الأسدي إلى أن “الجنود الأميركيين سيغادرون هذه القاعدة خلال 72 ساعة، وآخر وجود للجنود الأميركيين في العراق سينتهي قبل 25 ديسمبر”. وقبيل كلمة الأسدي، قام ضابط عراقي برتبة ملازم برفع علم العراق داخل القاعة، ثم تحدث آمر القاعدة العميد الطيار حكيم عبود قائلا “هذا يوم الأحرار والوفاء ونعاهد على البقاء مخلصين لجيشنا وعراقنا والعمل من أجل وحدته”. وألقى بعد ذلك عدد من الجنود العراقيين قصائد تناولت “صمود العراق في مواجهة الإرهاب”. وتقع القاعدة العسكرية في جنوب غرب الناصرية. ويشير مسؤولون عسكريون أميركيون إلى أن حوالى 15 ألف جندي كانوا يتواجدون فيها عام 2007 وأنها تعرضت إلى أربع هجمات خلال الأشهر الستة الأخيرة من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع ضحايا. ويشكل تسليم القاعدة القريبة من مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم على ما ورد في الإنجيل، خطوة أساسية نحو تحقيق الانسحاب الكامل من البلاد، وهي عملية يفترض أن تكتمل قبل نهاية العام الحالي. وسلمت القوات الأميركية إلى نظيرتها العراقية 505 قواعد عسكرية، وهو العدد الكامل للقواعد التي سبق أن تواجد فيها الأميركيون. وتقول القوات الأميركية إن هناك حوالى أربعة آلاف جندي لا يزالون في البلاد حاليا. وقال الكولونيل ريتشادر كايزر إنه “قبل أسابيع، كان لدينا 12 ألف جندي هنا، واليوم لم يتبق إلا عدد قليل منهم”. وأضاف “لقد كنت قائدا للقوات هنا لحوالي سبعة أشهر، واليوم أشعر بالفخر جراء العمل الذي أنجزناه في هذه القاعدة”. وتابع “إنه شرف كبير أن اكون قائد هذه القاعدة، وأن أكون آخر الموقعين على تسليم آخر قاعدة في العراق”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة وعدت بالانسحاب من العراق بحلول 31 ديسمبر، والولايات المتحدة تفي بوعودها”. ويأتي تسليم قاعدة الإمام علي التي كان يشغلها الأميركيون منذ عام 2003، بعد يوم من احتفال القوات الأميركية في بغداد بإسدال الستار على تسعة أعوام من حرب دامية لم تتوقف فصولها منذ اجتياح البلاد لإسقاط نظام صدام حسين. وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال الاحتفال في مركز بمطار بغداد الدولي إن “العراق سيواجه اختبارات في الأيام المقبلة من قبل الإرهابيين والأشخاص الذين يعلمون على تقسيمه”. واستدرك “لكن الولايات المتحدة ستبقى إلى جانبه حين يواجه هذه التحديات”. ورأى بانيتا أن “الوقت حان للعراق ليتطلع إلى المستقبل”، داعيا في الوقت ذاته العراقيين إلى عدم نسيان “التضحيات” التي قدمها الأميركيون في العراق، وبينها الجنود القتلى الذين بلغ عددهم حوالى 4500. ووصف الانسحاب الأميركي بأنه “أحد أكثر المهمات اللوجيستية تعقيدا في تاريخ الجيش الأميركي”. وشكل هذا الاحتفال الرمزي الفصل الأخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولايات المتحدة بأن إسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين. إلا أن الوضع اتخذ منحى مختلفا عندما قتل عشرات آلاف العراقيين بعدما مهدت القوات الأميركية الطريق أمام تمرد مسلح إثر حل الجيش خصوصا، وفشلت في منع حرب أهلية دامية بين السنة والشيعة. ويغادر الجنود الأميركيون العراق تاركين قوات تبدو جاهزة للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا أنها عاجزة عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، حسبما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون. ورغم انخفاض معدلات أعمال العنف بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إلا أن العراق لا يزال يشهد أعمال عنف شبه يومية. وهناك مخاوف إضافية من أن العراق يمكن أن يتأثر بقوى إقليمية مثل إيران، عدوة واشنطن. كما يخشى عدد من المراقبين الأميركيين من عودة أعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة المؤسسات السياسية في العراق التي باتت تقوم على المحاصصة الطائفية، في وقت يستشري الفساد في معظم الإدارات الرسمية.
المصدر: الناصرية، العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©