الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل جديد لمرضى التهاب الكبد الفيروسي «سي»

أمل جديد لمرضى التهاب الكبد الفيروسي «سي»
16 ديسمبر 2013 21:02
«الغريق يتعلق بقشة» مثل شعبي نتمنى كلما قلناه أن تصبح تلك «القشة» جبلاً وطوداً راسخاً، وحبلاً لا يأكله الصدأ، وتتحول أحلام كل المرضى الذين يقض مضاجعهم إحساس اليأس من الشفاء، والعياذ بالله. هذا الأمل يداعب ملايين المرضى لأمراض تبدو مستعصية، ولم تتكشف بعد ـ إلى هذا الحين ـ أية آفاق أكيدة للعلاج من المرض الفتاك الذي يعاني منه حوالي 3 %من سكان العالم أى ما يقارب من 170 مليون شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية. «القشة» الجديدة التي تطايرت مع أمواج الأمل في الآونة الأخيرة، أن الجهود البحثية الطبية كشفت عن عقار جديد تصل فاعليته في القضاء على المرض إلى نسبة تقترب من الـ%100!، فإلى أي مدى يمكن أن تتعلق آمال وأحلام الموجوعين بهذا الوباء؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ هل يضاف هذا الاكتشاف الطبي الخارق والمعجزة إلى سلسلة العقارات التي سجلت فشلاً أو نجاحاً محدوداً طيلة السنوات العشرة الماضية؟ وهل سرعان ما تتبخر أحلام المرضى وذويهم بتطاير أمل الشفاء؟ أم أن الله مَنّ على الصابرين منهم بخيوط أمل للشفاء العاجل؟ وما هي آفاق هذا العلاج الفعال؟ تقديم الدكتور عباس السادات، استشاري الباطنية وأمراض الدم والكبد في مركز التشخيص الطبي، وزميل الكلية الملكية البريطانية، يجيب على تساؤلات «الاتحاد»، ويوضح: «التهاب الكبد الفيروسي (ج) من الأسباب المهمة له التهاب الكبد المزمن، وليس له أعراض في المراحل الأولى من الإصابة التي تمر عادة دون أن يعرف المصاب بحدوثها، ولم يكتشف الفيروس قبل سنة 1989م، ويشكل حوالي 90% من حالات التهاب الكبد الناتجة بسبب تلوث الدم المنقول. وتنتقل العدوى من الشخص المصاب إلى السليم عن طريق الدم الملوث بالفيروس المعدي، عن طريق الدم المنقول، أو لدى مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي، أو عن طريق إبر الحقن الملوثة، أو الوخــز أو الجــروح اللاإرادية بإبرة أو مشرط ملوث بالفيروس، أو الوشم أو الحجامة بإبر وأدوات غير معقمة، أو الحلاقة بشفرة ملوثة، أو الاتصال الجنسي غير الآمن والمتعددة الشركاء. ولا تنتقل العدوى بالمصافحة أو المعانقة أو خلال التعامل اليومي بين الناس. العلاج ويعرف أن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي «ج» تتحول إلى إصابة مزمنة في حوالي 75% من حالات العدوى بالفيروس، ويصاب حوالي 20% من مجموع المصابين بتليف الكبد في المراحل المتقدمة، كما أن نسبة معينة من المرضى يصابون بسرطان الكبد نتيجة لالتهاب الكبد المزمن. وفي تسعينات القرن الماضي استخدم عقار «الإنترفيرون ـ ألفا» في العلاج، بالتزامن مع التداوي بعقار «ريبافيرين» إلا أن نتائجه كانت غير مشجعة، وتم تطوير دواء الإنترفيرون إلى الإنترفيرون المطور والمسمى بيج-إنترفيرون، وسجل نتائج فعالة لكنها ليست حاسمة مائة في المائة. الأمل الجديد يضيف الدكتور السادات: «لقد تناقلت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حصول عقار استمرت الدراسات وعمليات تطويره أكثر من ثلاث سنوات، وهو من «مثبطات نظائر النيكلوتيد»، على اعتماد الإدارة الأميركية للغذاء والدواء FDA، وقد عقد مؤخراً مؤتمر أمراض الكبد بمستشفي سان جيمس في ليذر بالمملكة المتحدة، وأنه سيطرح بالأسواق تحت اسم «سوفوسبيوفير»، ويؤخذ بالفم، بالإضافة إلى الإنترفيرون طويل المفعول 180، وأن تجربة العقار الجديد بينت استجابة المرضي المستديمة للعلاج الجديد بنسبة نجاح 100% خلال ستة شهور للمرضي المصابين بالفيروس من النوع الرابع، من بين 6 أنواع أخرى. وأن هذا العلاج يمثل خطوه تجاه التحكم فى انتشار العدوي بالفيروس. إن العقار الجديد سوف يتم تقييمه في ضوء فعاليته، وفي ضوء سعره الباهظ حيث يصل سعر القرص الواحد إلى 1000 دولار، أي أن تكلفة الكورس العلاجي الكامل تكلف المريض من 80: 90 ألف دولار أميركي، لكن من المؤكد أنه يستعمل في مرض تليف الكبد وحينما يتم القضاء علي فيروس «سي» فإن مهاجمة الكبد من خلال الفيروس سوف تنتهي، أو علي الأقل سوف يتوقف التليف عن التزايد وسوف تتم حماية خلايا الكبد السليمة، وبالتالي فإن عملية زراعة الكبد في حالات مرض الكبد المتقدمة سوف تتناقص تدريجياً، وإذا كان هذا العلاج يعالج تليف الكبد فإنه يعالجه من خلال القضاء علي الفيروس نهائياً. وهذا العلاج لو تم استعماله مع توفير التطعيم لفيروس «سي» فسوي يكون هذا أملا جديدا مثلما كان التطعيم الخاص بفيروس «بي» الذي أدى لتحجيم المرض بصورة كبيرة. «سوفوسبيوفير» المعجزة! يؤكد الدكتور السادات أن «سوفوسبيوفير» تم استعماله في كل وحدات الكبد في مستشفيات أميركا وأوروبا مع الريبافيرين بنسبة نجاح 100%، إلا أن الأوساط الطبية تنتظر الترخيص بطرحه في الأسواق المحلية، بعد أن تجيزه الأجهزة المعنية، ويتم التحقق من فاعليته، حتى يتم طرحه في الأسواق، وينتظر أن تكون قريباً ويتميز هذا الدواء الجديد باختفاء الآثار الجانبية التي كانت تظهر عند العلاج بالإنترفيرون، وتشمل الصداع وفقدان الشهية وقلة النوم والتوتر العصبي والنقص الملحوظ في عدد كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية والسعال وسقوط الشعر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©