السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرائح تذكر إلكترونية..!

16 ديسمبر 2013 21:02
التذكر والتخيل عمليتان محلهما الدماغ البشري، الأولى تتعلق بالواقع الذي عشناه بالفعل فيما مضى، أونعيشه في الحاضر فيما له علاقة بالماضي القريب والبعيد، أما التخيل فهو عملية عقلية لا ترتبط بالواقع، فقد تتعدى حدود الحلم والخيال واللامعقول أيضاً، ونحن أحرار أن نتخيل ما نشاء بكل تأكيد. وهنا يحضرني مقولة الفيلسوف الألماني الكبير «إيمانويل كانت» عندما يوضح الفارق بين التذكر والتخيل، إذ يقول: « إذا تخيلت منزلاً ففي إمكاني أن أتمثل السقف في أسفله والأساس في الهواء، لكن حينما أتذكر منزلاً فأرى أساسه دائماً أسفل وسقفه في الهواء» هذا هو الفرق. أي بإمكاننا أن نتخيل الأمور مقلوبة، لكن لا يمكن تذكرها واجترارها من مخزن الذاكرة إلا في حالتها الطبيعية التي كانت عليها دون إضافة، لكن ربما ننسى بعض تفاصيلها الدقيقة. فعندما نفقد الذاكرة لا نعلم من نكون؟ ومنذ قدومنا للحياة كل ما نحسه أو ندركه يُسجل في الذاكرة، وقد يتوارى بسبب الغفلة أوالإهمال، لكنه لا يُمحى، فالنسيان الكلي والجزئي خلل في عملية الاسترجاع، والذاكرة هي ركن التعلم، فاكتساب المعلومات وتخزينها واسترجاعها هي أعظم وظائف الدماغ. فالذاكرة هي القدرة على تذكر التواريخ والوجوه والحقائق والمعلومات والأشكال. والذاكرة القوية تحفظ جميع المعلومات تماماً مثلما يقوم جهاز«الكمبيوتر» بحفظ المعلومات المتاحة بأمان. فليس هناك ذاكرة ضعيفة كما يعتقد البعض، لكن في الحقيقة أن هؤلاء يمتلكون ذاكرة غير مدربة، وفقدان الذاكرة يؤدي إلى تلاشي ذات الإنسان وتاريخ حياته وعلاقاته بمن حوله، وأن كل ما نحسه أو ندركه يُحفر في الذاكرة بكيفية لا نعرفها، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بشيء من الرضا لمجرد قدرته على التذكر، كما يشعر بشيء من عدم الارتياح حينما يشعر بأن ذاكرته قد بدأت تضعف. وذاكرتنا تحتوي عدداً لا حصر له من تلك الصور والمشاهد والخبرات التي سبق إدراكها في الماضي واختزنتها الذاكرة كما تحتفظ الخزانة بالأشياء. ومع تطور العلم البشري وتقنياته، وشكوى الناس تحت وطأة المشاغل والضغوط، كان للهندسة الطبية أن تسابق الزمن حتى تلاحق تطوراته المذهلة، فقد أصبح في حكم المنتظر، وليس المتوقع أن يتم تركيب شريحة ذاكرة إلكترونية USB داخل دماغ الإنسان في غضون سنتين تكون بمثابة وصفة طبية متاحة في الصيدليات بحلول 2021. الفكرة بسيطة جداً، كما يرى باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث يتم تزويد الـ USB بجميع المعلومات التي يتذكرها الإنسان، أو تلك التي يريد الاحتفاظ بها إلى الأبد، سواء لأسباب مهنية أو عاطفية أو دراسية أو غيرها، ومن ثم سيتم زرع هذه الذاكرة في جزء غير متضرر من الدماغ، لتساعد الأجزاء المتضررة سواء بسبب حادث أو مرض أو شيخوخة، وسيتم تجربتها على متطوعين بعد نجاحها مع الفئران والقردة، لتكون جاهزة في الصيدليات في غضون عقد من الزمان. هل نقرأ في المستقبل القريب أن نماذج للأدمغة البشرية، ستطرح في الصيدليات قريباً؟ ربما! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©