الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عراقة المغرب تكسب رهان جذب السياح الأجانب

عراقة المغرب تكسب رهان جذب السياح الأجانب
16 ديسمبر 2013 21:03
محمد نجيم (الرباط) - تُشكل السياحة دعامة قوية في الاقتصاد المغربي، وتلعب دورا كبيرا في تحريك عجلته، وتوفر مداخيل مُهمة لأصحاب الفنادق والإقامات السياحية الفاخرة في المدن المغربية كالرباط، والدار البيضاء، وفاس، ومراكش، وطنجة، وأغادير. وأصبح السائح الأوروبي والأميركي يُفضل الإقامة وقضاء عطلته في رياضات وغرف مستقلة في قصبات أثرية عتيقة بنيت بطراز مغربي أصيل في مدن زاكورة، وارزازات، ومراكش، وفاس ومدن أخرى حافظت على موروثها الثقافي الأصيل. طابع تقليدي تملك القصبات والقصور القديمة عائلات مغربية عريقة، وقد بنيت بمواد محلية كالطوب والأحجار والخشب، ويغلب عليها الطابع التقليدي المحلي، ولا علاقة لها بطرز الفنادق المصنفة الكبرى من ديكورات ومُكيفات الهواء وكل ما يذكّر السائح بالترف والفخامة، والسائح يختار الإقامة في هذه المناطق لأنه يريد أن يبتعد، ولو لفترة قصيرة عن الحضارة التي تهضم حقه في الاختلاء بذاته، والشعور بالصفاء الروحي والعفوية، وتمنحه الحق في الانسجام مع كينونته بعيدا عن صخب المدينة. ومعروف أن الطبخ المغربي يحظى بشهرة لا تقل عن الشهرة التي يحظى بها الطبخ الفرنسي أو الإيطالي، فالسائح الذي يحل برياض من رياضات مراكش أو الصويرة أو قصبة من قصبات الجنوب المغربي سيتلذذ بالوجبات المغربية التي تقدم له، والتي تعكس غنى ثقافة الغذاء وعراقتها في تلك المنطقة، وهي أكلات يتم إعدادها من قبل نساء مغربيات وطبّاخات بارعات كسبن خبرة طويلة ومهارة في إعداد وجبات مغربية تقليدية يدخل في إعدادها زيت «الأرغان» النادر والخضراوات المحلية، التي تنمو في أرض المنطقة، ولا تستعمل أي مبيدات سامة، كما يتم إعداد الزبادي والحليب بطرق يدوية وطبيعية لا دخل للآلة في إعدادها، وهذا ما يطلبه السائح الأوروبي الذي فطن إلى جدوى ما هو طبيعي ومستخرج بطرق تقليدية شبه بدائية لكن طبيعية. ويقول السيد راضي، الذي يدير إحدى رياضات مدينة الصويرة، «في هذه الرياض، نستقبل ضيوفنا من جنسيات متعددة، ونعمل على أن نريح السائح، الذي أنهكته الحضارة والعولمة المتوحشة، ونأوي السياح في ظروف جد مريحة ومغرية، تختلف بشكل كبير عن الخدمات العصرية التي تقدمها الفنادق المصنفة في مراكش أو طنجة أو الدار البيضاء». خصوصية الإقامة حول خصوصية الإقامة في مثل هذه الأماكن، يوضح راضي «الإقامة في الرياض ليست كالإقامة في أفخم فنادق العالم لأن الرياض يُشعرك وكأنك في بيتك وبين أهلك، لكن في أجواء شاعرية ورومانسية»، مضيفا «نعمل على استحضار التراث المغربي والتقاليد المغربية الأصيلة سواء في الأكل الذي نقدمه لزبائننا، كالكسكس، الذي يُعتبر من أشهر الأطباق المغربية، كما نقدم في وجبة الفطور الخبز الأسود الذي نعده من الشعير الخالص، ولا نقدم لزبائننا إلا زيت الأرجان، الذي يُميز منطقتنا وأطباقنا». ويقول أحمد بنكيران، الذي يمتلك بيتا للضيافة في منطقة جميلة تحيط بها أشجار العرعار والصفصاف قريبة من منطقة الصويرة الشاطئية المعروفة عالميا كمدينة يقصدها السياح من كل حدب وصوب، «لم تعد الفنادق الكبرى تغري السائح الأوروبي الذي ملَّ العيش في ظل التخمة والاستهلاك الفاحش للعلامات الكبرى، سواء فيما يخص الغذاء أو ظروف الإقامة، فقد فطن السائح الأوروبي إلى أن العودة إلى كل ما هو طبيعي وأصيل تريح الإنسان وتمنحه لحظات من الصفاء والتصالح مع ذاته». ويضيف «أستقبل في هذا المكان المتواضع شخصيات مهمة وأثرياء يملكون شركات عابرة للقارات، ولديهم كل الإمكانيات المادية لحجز جناح ملكي فاخر في أكبر وأرقى فنادق مراكش والدار البيضاء أو الرباط، لكن هؤلاء يبحثون عن الهدوء والاختلاء بالذات، وتذوق أطباق مغربية خالصة، وهؤلاء السياح يلحون علينا لنعد لهم «الطاجين» المغربي أو «الكسكس» المغربي، الذي نعُده بزيت «أرغان»، الذي يطلبه السائح لأنه يحتوي على منافع كثيرة ويخفض من نسبة الكوليسترول في الدم إضافة إلى مزايا كثيرة»، لافتا إلى أن السائح الأوروبي يريد التخلص من قيود العولمة التي حولته إلى كائن مستهلك لكل ما هو غربي وهجين ونمطي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©