الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«النقد العربي»: التجارة العربية البينية لم تحقق الاندماج المرجو عالمياً

«النقد العربي»: التجارة العربية البينية لم تحقق الاندماج المرجو عالمياً
6 ديسمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أكد صندوق النقد العربي أن التجارة العربية البينية لم تحقق الاندماج المرجو في التجارة العالمية رغم أنها قيمتها تضاعفت أكثر من 4 مرات خلال العقد الماضي. وأوضح الصندوق في دراسة حديثة أصدرها أن حصة الصادرات العربية غير النفطية في الصادرات العالمية غير النفطية لم تتغير خلال عقد من الزمن، حيث استقرت عند حوالي 2% في المتوسط. وجاء في الدراسة أن عدم الاندماج في التجارة العالمية، جعل فرص النمو الاقتصادي الناتج عن التصدير محدودة لزيادة فرص العمل في الاقتصادات العربية. وارتفعت قيمة الصادرات العربية البينية (التجارة البينية) إلى 95 مليار دولار عام 2011، مقارنة بـ77,7 مليار دولار عام 2010، بنمو نسبته 22%، بعدما تأثرت سلباً بالتراجع في نمو الاقتصادات العربية في أعقاب الأزمة العالمية خلال عامي 2008 و2009. وقالت الدراسة: “رغم تطور القاعدة الإنتاجية في العديد من الدول العربية، فقد بقيت حصة النفط والغاز الطبيعي تهيمن على الصادرات العربية الإجمالية، وحتى الدول العربية التي لديها تنوع نسبي في الإنتاج والتصدير، فقد ظلت تنتج وتصدر منتجات ذات قيمة مضافة متدنية، وهي أيضاً تواجه منافسة حادة في الأسواق الرئيسية”. وبحسب التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2011، أدى ارتفاع قيمة الصادرات الإجمالية العربية بنسبة تفوق الزيادة في قيمة الصادرات البينية إلى تراجع حصة الصادرات البينية في الصادرات الإجمالية لتبلغ 8,6% عام 2010، وذلك بعد أن بلغت 10,6% في عام 2009، وكذلك الأمر بالنسبة لحصة الواردات البينية في الواردات الإجمالية التي تراجعت لتبلغ 11,8% بعد أن وصلت إلى 12,2% خلال الفترة نفسها البينية في الصادرات العربية الإجمالية. وأضافت الدراسة أنه مع التزام الدول العربية بإزالة التعرفة الجمركية بالكامل على جميع السلع المستوردة ذات المنشأ العربي، تعتبر منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى إنجازاً مهماً في مسيرة الاندماج الاقتصادي العربي، وذلك بالمقارنة مع المحاولات السابقة. بيد أن قائمة السلع الرئيسية في الصادرات العربية البينية، تشير إلى هيمنة المصنوعات الأساسية والبتروكيماويات، والتي في معظمها سلع نصف مصنعة “سلع وسيطة”، لاستخدامها في صناعات تحويلية أخرى أو في أعمال البناء. ولا تقع ضمن قائمة السلع الرئيسية في التبادل التجاري بين الدول العربية، السلع المصنعة وذات القيمة المضافة العالية كالأجهزة ومعدات الاتصالات ومعدات انقل والأجهزة والحاسبات الإلكترونية والتي تشكل أكثر من ثلثي الواردات العربية من الأسواق العالمية، ورغم أهمية الصادرات البينية إلا أن السياسات التجارية البينية، هي الأخرى تشكل أحد العوائق أمام نجاح منطقة التجارة الحرة العربية والارتقاء بها إلى أداة فاعلة للاندماج الاقتصادي العربي، بحسب الدراسة. ولم تتوصل الدول الأعضاء في المنطقة إلى اتفاق نهائي بشأن قواعد منشأ عربية شفافة وواضحة، وهو ما يشكل عنصراً مهماً في تحفيز وتنمية التجارة والاستثمار، كذلك تبقى الحواجز غير الجمركية من أهم العقبات لاستكمال منطقة التجارة الحرة العربية، والتي تتسبب في أعباء إضافية للمتاجرة، وتشكل قيوداً أمام نفاذ المستثمرين والمنتجين العرب إلى أسواق الدول العربية، بحسب الدراسة. وقالت الدراسة: “إن الحواجز غير الجمركية ذات الطبيعة الإدارية، لا تزال بحاجة إلى تقليص الفترات الزمنية لتخليص البضائع وتطوير أساليب التفتيش ومكافحة الفساد المتعلق بعمليات التخليص الجمركي”. وتابعت “نظراً لأن النقل البري وبالعبور يشكلان إحدى أهم وسائل نقل البضائع بين الدول العربية، فهناك حاجة لتبني إدارات الجمارك في دول الشرق والمغرب العربي إصلاحات في نظم إدارة المخاطر لتسهيل الحركة التجارية والتعاون مع الإسراع فيها، والتعاون مع اتحادات شركات النقل للمزيد من الشفافية في الإجراءات الجمركية على الحدود، والتوصل إلى إنشاء مراكز تفتيش مشتركة على الحدود، وذلك عوضاً عن تعددها عند عبور كل نقطة حدود وطنية”. وبحسب الدراسة، توفر التجارة البينية للخدمات فرصاً وإمكانات هائلة لتحريك النمو وزيادة فرص العمل في الدول العربية، حيث يساعد التحرير على المستوى الإقليمي العربي على دعم صناعة الخدمات الناشئة من خلال المنافسة داخل حدود السوق الإقليمية وعلى مستوى أقل من السوق العالمية. وأفادت الدراسة بأن الأزمة المالية وما أعقبها من ركود في الاقتصاد العالمي، أظهرت أهمية ترابط الاقتصادات العربية ببعضها بعضاً في مجالات التجارة السلعية والخدمات بما في ذلك تحويلات العاملين ودورها في تخفيف حدة التأثيرات السلبية للأزمات العالمية أو الصدمات الخارجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©