الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2014.. أفضل من المتوقع!

27 ديسمبر 2014 22:17
كانت هناك أعوام كثيرة مليئة بالأحداث السيئة في التاريخ الحديث، ولكن عام 2014 على وجه التحديد يرمز لمجموعة متنوعة من الأشياء المخيفة. ويسيطر ذلك الإحساس على الإدراك العام لسنة يبدو أنه طال انتظار نهايتها. وبطرق شتى، من الصعب الاختلاف على ذلك، ففي الولايات المتحدة، بدا الاستقطاب السياسي والعنصري شديد العمق، ومضت الأحداث بشكل مخيف في أنحاء العالم. فضمت روسيا شبه جزيرة القرم وأرسلت قواتها إلى شرق أوكرانيا في محاولة لتقويض الحكومة ذات التوجه الغربي في كييف. وفي الشرق الأوسط، حل «داعش» محل «القاعدة» كتنظيم إرهابي في المنطقة. وعانت اقتصادات منطقة «اليورو» من الركود، حتى عند المقارنة بأدائها في ثلاثينيات القرن الماضي، أثناء الكساد الكبير. ويُرهب فيروس «إيبولا» السكان في غينيا وليبيريا وسيراليون، ويهدد كثيراً من الدول الأخرى. ومع انتهاء العام، قتل شرطيان في بروكلين، وارتكبت حركة «طالبان» الباكستانية مذبحة شنيعة بحق أطفال مدرسة في بيشاور. وفوق كل ذلك، يهدد ديكتاتور شاب في بيونج يانج بمنع الجميع من مشاهدة فيلم كوميدي. ولا يعني ذلك أنه لم تكن هناك أنباء سارة، فتراجع أسعار النفط ينعكس إيجاباً على جيوب كثير من المواطنين الأميركيين، وتواصل معدلات الجريمة الانخفاض في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن الأخبار المحزنة تفوق الجيدة. ولكن ماذا لو كان عام 2014 أفضل من المتوقع؟ إن التفكير بشأن ما حدث فعلاً خلال العام الماضي ربما لا يكون الطريقة المثلى للحكم عليه. فعلى أية حال، توقع كثير من الأشخاص الأذكياء حدوث أمور أشد فظاعة لكنها لم تحدث. وتشي كثير من تلك الكوارث التي تم تفاديها بطرق مثيرة للاهتمام للتفكير في عام 2015. وربما أن أكثر حدث مهم لم يقع في عام 2014، هو اندلاع حرب في حافة المحيط الهادئ. وهو أمر لم يكن مضموناً في بداية العام، ففي منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة دافوس السويسرية، كانت هناك أحاديث كثيرة بشأن إمكانية تحول النزاع الدائر بين الصين واليابان على جزر متنازع عليها إلى مواجهة مماثلة للحرب العالمية الأولى بعد مرور قرن على اندلاعها. وكان من بين الأشخاص الذين تحدثوا عن ذلك، رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي»، ما يعني أنه كانت هناك أسباب منطقية تدعو للقلق. وتبدو التوترات في المنطقة أقل حدة في نهاية العام، إذ أفضت قمة التعاون الاقتصادي الناجحة لدول آسيا والمحيط الهادئ إلى تلطيف الموقف عندما اتفقت الصين واليابان على ألا تتفقا. ومن بين الأحداث الأخرى التي تم تفادي حدوثها في عام 2014، انزلاق الاقتصاد الأميركي في براثن الركود مرة أخرى، فبعد أن تباطأ النمو في الربع الأخير من 2013، انكمش الاقتصاد بأكثر من اثنين في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري. وحفز التباطؤ المفاجئ كثيراً من المخاوف من أن الاقتصاد الأميركي، الذي كان ينمو منذ عام 2009، يوشك على الركود. وكان غالبية الأميركيين في مارس الماضي يعتقدون أن الاقتصاد سيتباطأ بصورة أكبر. ولكن مثلما اتضح أن التفسير المبدئي للانكماش في الربع الأول وهو الطقس الشتوي الرهيب كان دقيقاً. وتسارعت وتيرة نمو الوظائف وزاد إجمالي الناتج المحلي خلال بقية العام، حيث تم توفير أكثر من مليوني ونصف المليون فرصة عمل، وهو أفضل عام لتوفير الوظائف منذ تسعينات القرن الماضي. وفي حالة فيروس «إيبولا»، كان هناك قلق كبير من أن الوباء سينتشر في نيجيريا، التي تعتبر أكبر دولة مأهولة بالسكان والأكثر اتصالاً بغرب أفريقيا. ولكن لحسن الحظ، ثبت أن السيناريوهات المأساوية بلا أساس. واحتوت نيجيريا تفشي الفيروس، ولم ينتقل الوباء إلى تلك الدولة. وبالمثل، عندما أعلن مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي الخلافة بعد هزيمة القوات العراقية والسورية، نشأت مخاوف من سقوط بغداد وتقسيم العراق، ولكن بعد أشهر قليلة، وجد التنظيم نفسه أقل قوة مما كان عليه قبل ستة أشهر مضت. وكبدته الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها خسائر فادحة في صفوفه وخطوط إمداده. والأكثر أهمية أن الأزمة أدت إلى تغيير الحكومة في العراق. ويبرهن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي أنه أكثر تصالحاً من سلفه نوري المالكي، وتمكن من التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم إيرادات النفط مع منطقة كردستان العراقية، وهو ما يقلص فرص انفصالها ويعزز مواجهة الدولة ضد متطرفي داعش. دانيل دريزنر* * أستاذ السياسة الدولية في كلية «فليتشر» بجامعة «توفتس» الأميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©