الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك الدولي يحذر من تداعيات التغير المناخي على العالم العربي

6 ديسمبر 2012
الدوحة (ا ف ب) - حذر البنك الدولي في تقرير خاص من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ستعاني من درجات حرارة اكثر ارتفاعا ومن ظروف مناخية مدمرة للقطاعات الحيوية من الزراعة وصولا الى السياحة. واذا ما استمرت وتيرة الانبعاثات الحالية، فإن درجات الحرارة في الدول العربية سترتفع بمعدل ثلاث درجات مئوية بحدود العام 2050، ويصل هذا الارتفاع الى 6 درجات خلال الليل، بحسب تقرير البنك الدولي الذي كشف عنه النقاب خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في الدوحة. والمنطقة التي تعاني اصلا من شح في المياه العذبة، ستشهد تقلصا في نسبة هطول الأمطار، فيما ستصبح الفياضانات المباغتة اكثر شيوعا. وقال التقرير ان “المناخ في العالم العربي سيعاني من ظروف مناخية نقيضة غير مسبوقة”. وأضاف “ان درجات الحرارة ستواصل بلوغ مستويات مرتفعة قياسية، وفي مناطق كثيرة سيتقلص هطول الامطار، وستقل المياه المتوفرة. ومع ازدياد عدد السكان في المنطقة التي تعاني اصلا من شح في المياه، قد لا يكون هناك موارد مائية كافية لري الأراضي الزراعية وتشغيل الصناعة وتأمين المياه الصالحة للشرب”. وبحسب التقرير، فان “التغير المناخي لن يهدد فقط التوازن الراهن، بل سيهدد الاساسات الرئيسية للتنمية”. ويجتمع مندوبون من حوالى 200 دولة في الدوحة للتوصل الى اتفاق حول الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتأمين التمويل اللازم للدول النامية، ومن بينها دول في المنطقة، من اجل مساعدتها على التعامل مع تغير المناخ. وتسعى الامم المتحدة الى وضع سقف لارتفاع حرارة الارض نتيجة العصر الصناعي عند مستوى درجتين مئويتين، الا ان عدة تقارير صدرت مؤخرا حذرت من كون الارض تتجه لتسجيل ارتفاع في الحرارة يبلغ ضعف هذا السقف اذا ما استمرت وتيرة الانبعاثات الحالية. وذكر البنك الدولي ان التغير المناخي بدأ يؤثر او سيؤثر في المستقبل على غالبية الـ 340 مليون نسمة الذين يقطنون العالم العربي، الا ان المئة مليون شخص الاكثر فقرا سيعانون اكثر من غيرهم اذ يملكون القليل من الموارد ليتأقلموا مع التغيير. وسيؤثر تغير المناخ على نوعية الحياة مع انخفاض الدخل بالنسبة لحوالى سبعة بالمئة من سكان سوريا وتونس و24% من سكان اليمن. وتعاني جميع الدول العربية ما عدا ست فقط، من شح المياه. وهذا الوضع محدد بتوفر اقل من الف متر مكعب من المياه سنويا لكل شخص. وسيؤدي تغير المناخ الى انخفاض المياه العذبة المتوفرة بنسبة 10% اضافية بحلول العام 2050، بينما سيكون عدد السكان قد ارتفع بنسبة 60%. وإضافة الى ارتفاع الحرارة وشح المياه، سيواجه المزارعون مشكلة تملح الأراضي نتيجة لارتفاع مستوى مياه البحر، كما سيعانون من انواع جديدة من الحشرات ومن انخفاض خصوبة الارض. والارتفاع الذي تشهده الدول العربية حاليا في المنتوجات الزراعية، سيتباطأ على الارجح خلال العقود المقبلة وقد يبدأ بالتراجع بعد العام 2050.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©