الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلاف فواخرجي تسير بـ «كليوباترا» عكس اتجاه إليزابيث تايلور

سلاف فواخرجي تسير بـ «كليوباترا» عكس اتجاه إليزابيث تايلور
28 فبراير 2010 20:34
تخوض النجمة السورية سلاف فواخرجي هذا العام مغامرة جريئة، بتجسيدها دور الملكة كليوباترا في مسلسل تلفزيوني جديد يخرجه زوجها الفنان وائل رمضان، وتنتجه شركة عرب سكرين المصرية للإنتاج الفني، وبمشاركة نخبة من النجوم السوريين والمصريين. نقول مغامرة؛ لأن هذا العمل سيضع سلاف فواخرجي أمام تحدٍ كبيرٍ لموهبتها وقدراتها الفنية، لا سيما أنها تتصدى لتمثيل دور شخصية تاريخية عظيمة وإشكالية، رويت عنها الكثير من الحكايات، حتى اختلط الحلم والخيال بالواقع، فتحولت إلى أسطورة من أساطير الشرق، بالإضافة إلى التحدي الماثل في الحضور الدرامي القوي الذي تحفظه الذاكرة السينمائية والشعبية للفيلم الضخم الذي لعبت فيه دور البطولة، النجمة الهوليودية الكبيرة إليزابيث تايلور، ويعد واحداً من أجمل كلاسيكيات السينما العالمية. كليوباترا الحقيقية لكن سلاف فواخرجي تبدو واثقة من نفسها وهي تخوض هذا الرهان الكبير، فتقديمها لشخصية كليوباترا لم يكن وليد المصادفة، وإنما جاء ثمرة لمشروع تبلور طوال سنتين باقتراح من زوجها المخرج والممثل وائل رمضان، والفكرة التي انطلق منها المشروع هي تقديم شخصية كليوباترا بصورة مختلفة عما قدمته السينما الغربية، حين وضعتها في إطار امرأة لعوب ساحرة الجمال تخلب ألباب الرجال، فركزت على علاقاتها العاطفية، بالدرجة الأولى. أما المسلسل التلفزيوني الجديد، فسيحاول تقديم كليوباترا كشخصية واقعية، بتناول الأبعاد الأخرى في شخصيتها الفذة، لا سيما فكرها وحنكتها السياسية والتزامها بهموم وطموحات شعبها، ورغبتها بالنهوض بمصر لتكون دولة قوية وإقامة وحدة مع دول أخرى، كما سيفرد العمل حيزاً واسعاً لحياة الناس البسطاء في الشارع المصري في ذلك الوقت، والتفافهم حول كليوباترا، لتعكس الدراما الحراك الاجتماعي والحالة الشعبية، وليصل العمل إلى نتيجة مفادها أن عظمة كليوباترا من عظمة الشعب المصري الذي كان يقف وراءها، والحس الوطني الكبير الذي يتمتع به. وأن انتحار كليوباترا جاء رفضاً منها لقبول الهزيمة والاستسلام. إسقاطات معاصرة يرى كاتب العمل قمر الزمان علوش أن كليوباترا ظلمت كثيراً، من خلال القصص الخيالية التي رويت عنها، والتشويه الذي تعرضت له سيرة حياتها، واعتبر أنهم بهذا العمل ينفضون الغبار عن الحقائق التاريخية المرتبطة بهذه الشخصية الاستثنائية ويردون الاعتبار لها، لكن العمل لن يكون تأريخياً، وإنما سيكون قريباً من الناس بتناوله للحياة الاجتماعية والصراعات الإنسانية، كما يتضمن إسقاطات معاصرة على الواقع العربي، من خلال أخذ العبر من الماضي. ويضيف علوش أن العمل يتحدث باللغة العربية الفصحى المخففة، أو كما تسمى باللهجة الثالثة ليكون أقرب إلى الجمهور العربي بأطيافه الواسعة ولهجاته المتعددة ومستوياته الثقافية المختلفة. ميزانية ضخمة لا يبدو الأمر هيناً أو سهلاً أمام هذا الطموح، فالفترة التاريخية التي يتناولها العمل لم تتصد لها الدراما التلفزيونية من قبل، وهي بحاجة للكثير من العمل على صعيد التفاصيل، فكليوباترا ولدت عام 69 قبل الميلاد، وكانت آخر ملكة في سلالة البطالمة الذين حكموا مصر بعد موت الاسكندر المقدوني. لكن المخرج وائل رمضان يبدو مطمئناً للتحضيرات الجارية للبدء بالتصوير خلال أيام بقلعة الحصن في الساحل السوري، لا سيما أن الشركة المنتجة وفرت ميزانية ضخمة لهذا العمل، وأمنت جميع المستلزمات الضرورية لإنجاحه، واهتمت اهتماماً خاصاً بالأزياء والمكياج لمراعاة الدقة والديكورات، واعتبر رمضان أن الإقدام على إنتاج هذا العمل الضخم يحسب للشركة المنتجة؛ لأنه يحتاج إلى جرأة كبيرة على الصعيد المالي. ويقول إنه سينتقل إلى مصر في المرحلة التالية، ليصور في عدة أماكن أثرية، منها أسوان والأقصر، وأضاف أنه يركز على موضعين اثنين في أسلوبه الإخراجي الأول هو إحساس الممثل الذي يضمن الصدق في الأداء وبالتالي ملامسة مشاعر المشاهد، والثاني العنصر البصري وجماليات الصورة، فعمل كهذا لا بد أن يتضمن عنصر الإبهار البصري. حلم تحقق فيما تعبر سلاف خريجة قسم الآثار في جامعة دمشق عن حماسها لأداء دور كليوباترا، وتقول إنه كان حلماً بالنسبة لها، وتشعر بحالة من العشق لهذه الشخصية؛ لأنها مثال كبير للمرأة الطموح والذكية والقوية التي تملك هدفاً تسعى له وتؤمن به، وقد درست شخصيتها بشكل معمق خلال الأشهر الماضية، وقرأت كثيراً عن تاريخ مصر في تلك الفترة، وتتمنى أن تجسد شخصيتها بشكل متميز. لكنها لا تنكر أنها تشعر بالقلق أمام أي دور جديد تستعد له، وهذا القلق إيجابي بالطبع؛ لأنه يحفز طاقات الممثل وينبه قدراته، ويدفعه لتقديم الأفضل. وتعترف سلاف أنها تشعر بانجذاب قوي لتقديم الشخصيات التاريخية، وتجد فيها تحدياً ومتعة كبيرين. أما حول ارتفاع بعض الأصوات المعترضة على تقديم ممثلة سورية شخصية كليوباترا المصرية، فتعتبره سلاف أمراً عادياً في كل الأوساط الفنية. تعاون فني عربي يشارك في المسلسل الجديد من مصر الفنان الكبير محمد صبحي بشخصية “يوليوس قيصر”، وفتحي عبد الوهاب بشخصية “كاري”، وهو اللص الشريف الذي تعشقه كليوباترا، وخليل مرسي، وحسن حسني وعلي حسنين، وسعيد عبد الغني، وغيرهم. ومن سوريا طلحت حمدي، وأيمن رضا وفرح بسيسو، ونضال سيجري، وعلاء الدين كوكش، وفايز أبو دان، ومظهر الحكيم وعبير شمس الدين، وآخرون. وتنظر الأوساط الفنية في سوريا بتفاؤل لهذا المشروع المصري السوري المشترك، ويرى الفنان طلحت حمدي أن مثل هذه الأعمال المشتركة تسهم في تعزيز التعاون الفني العربي، باتجاه النهوض بالدراما العربية عموماً، فالتجارب المشتركة تحقق تبادل الخبرات، وتحشد الإمكانات لتقديم أعمال متكاملة ومتميزة، تطرح قضايا عربية جادة. كما أشار الفنان نضال سيجري إلى أن التعاون العربي في المجال الفني يرفع من سوية الأعمال المنتجة، ويؤهلها مع الوقت للمنافسة على المستوى الدولي.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©