الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

?المشاحنات الزوجية جحيم منزلي يدمر حاضر ومستقبل الأبناء

?المشاحنات الزوجية جحيم منزلي يدمر حاضر ومستقبل الأبناء
18 ديسمبر 2011 00:56
في الوقت الذي أكد فيه جاسم المكي رئيس قسم الاصلاح والتوجيه الأسري في دائرة محكام رأس الخيمة انخفاض عدد الخلافات الأسري العام الجاري، أوضحت دراسات أن?المشاحنات الزوجية قد لا يعيرها الأب والأم أي أهمية ويعتبرانها أمرا طبيعيا في حياتهما، يحدث داخل جدران معظم البيوت، في حين أنها في عالم الطفل هي أمر غريب وغير مقبول تجعله يعيش في دوامة من القلق الحقيقي والمستمر وتؤثر عليه سلبيا وتكسبه تصرفات وسلوكيات جديدة كردة فعل لما يفعله الأبوان. وأشار المكي إلى أن قسم الاصلاح والتوجيه الأسري استقبل 70 حالة فقط خلال الشر الماضي و40 حالة في ديسمبر الجاري، وذلك ضمن643 نزاعاً منذ بداية 2011. وأكدت الدراسات أن كثرة المشاحنات بين المتزوجين تجعل الطفل يشعر بحالة عدم اتزان وبفقدان الثقة بالنفس، وقد يلجأ للعيش في الشارع للهروب من الاجواء العائلية المخيفة كما أنها تجعله عدوانياً وعنيفاً ضد الغير. إلى ذلك قالت الدكتورة غادة الشيخ استشارية اجتماعية وأسرية إن الأسرة منظومة واحدة ومتكاملة من الأب والأم والأبناء وأن أي خلل في هذه المنظومة سيؤثر بشكل كبير على نفسية الأبناء، خصوصا لو كان الخلاف من رأس المنظومة وهي الأم والأب. حالات عنف وأضافت الشيخ أن كثيرا من حالات عنف الأطفال يكون سببها تواجد الطفل أثناء المشاجرات العائلية ومشاهدته للسلوك العنيف من قبل الأب لأمه أو العكس كالضرب أو السب والشتم، وبسبب ذلك يتولد السلوك العدواني والعدائي لدى الطفل، وقد يستمر معه في المستقبل فيقوم بتقليد ما يفعله أباه مع زوجته وابناه وهكذا تستمر دائرة العنف، وكذلك من الممكن أن تتأثر الطفلة بدور أمها فمثلا لو كانت الأم مغلوبة على أمرها وتمارس دورا عكسياً فهي حين تتزوج تفرض سيطرتها على زوجها وتتخيل بأن زوجها صورة طبق الأصل من والدها. وعن التأثير السلبي للخلافات الزوجية على الطفل تقول الدكتورة غادة إنها غالبا ما تؤثر على الطفل بشكل سلبي فتوجد شخصاً عنيفاً وعدوانياً منغلقاً على ذاته، وانطوائياً يرفض الاحتكاك بالبيئة الخارجية فيعزل نفسه تماما ويبدأ بخلق بيئة وجو خاصين به هو، كما يرفض اقتحام أي أحد لعالمه الخاص، وإذا اقترب منه أحد فيظهر ذلك السلوك العدائي بشكل قاس وعنيف جدا. وأشارت إلى أن الطفل قد يفقد ثقته بنفسه ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات المناسبة حين يتطلب منه ذلك، وتكون المشكلة أكبر، حين يكون رب أسرة هو الآخر فيصبح مهزوزا، وليست لديه القدرة على تولي زمام الأمور. كما تؤكد أن المشاكل الزوجية بين الوالدين قد تسبب أمراضا جسدية للطفل فكثير من الحالات تم الكشف عليها وجد أنها سليمة عضويا ولا توجد أي مشاكل لدى الطفل من الناحية الجسدية وإنما هي مشاكل نفسيه تؤثر على جسد الطفل. البيئة الهادئة وذكرت الدكتورة أن الدراسات أكدت أن البيئة الخالية من المشاكل والهادئة التي توصف للطفل بان حياة أبويه نعيم بلا اي منغصات تجعل الطفل يصطدم بالواقع الخارجي حين احتكاكه به، فهو يكتشف أن الحياة ليست بالجمال الذي صور له، فتجعله يشعر ببعض الاضطراب فلا يعود قادرا على التأقلم مع البيئتين فيبدأ بعزل نفسه عن العالم. وتؤكد ضرورة إشراك الطفل في المشاكل الأسرية تبعا لسنه ومستواه العقلي، وهذا لا يعني أن يتم إخباره بكل ما يحدث، لكن عليه أن يتفهم أن المشاكل بين الوالدين أمر طبيعي ويحدث مع جميع الناس دون الدخول في تفاصيل وأبعاد كثيرة قد تقلقه، على أن لا يتم إخباره بوجود مشكلة إلا إذا سأل أو لاحظ وجود خلاف بين الأبوين فقد يكون غير متنبه وغير مدرك لما يحدث. وأوضحت مريم سالم موظفة أنها تدرك أن رفع الصوت خلال حدوث المشاكل الأسرية، ليس بالشيء الجيد، وأن كل تلك المشاكل التي تحدث بين المتزوجين قد تترك أثراً سلبياً على الأطفال وعلى الرغم من ذلك تعترف بأنها نادرا ما تعزل أطفالها عن هذه البيئة المزعجة، لكونها في لحظة الغضب لا تركز فيما تفعل أو تقول. مأساة طفل وأفاد الطفل عبد الله 5 سنوات الذي التقيناه صدفة، بكلام يعني أنه يبكي حين يرى الخلاف الذي يدب بين والديه، لعلهما يسكتان قليلا ويخفضان نبرة أصواتها، فهو يكره تلك المشاحنات بين والديه لأنه في الغالب يكون طرفاً في الخلاف والنزاع وفي أغلب الأحيان يتحول إلى سلاح في يد أبيه ليضر به أمه أو يرميه عليها، أو أن يضربه أحدهما عن طريق الخطأ دون الاكتراث لصراخه، لذلك حين يحدث الخلاف يسرع إلى غرفته ويختبئ بها خوفا من أن يطوله غضب أبويه. وبينت سلمى عبد الله موظفة أنه عندما كانت صغيرة كان والداها يتشاجران دوما وكثيرا ما يعلو صراخهما، وقالت في إحدى المرات لمحت أمي وأبي يتشاجران بقوة وبدأ صوتهما يعلو، فذهبت إلى غرفتي أنا وأختي وأغلقت الباب علينا، وكنت اغطي أذن أختي كي لاتسمع الكلمات البذيئة التي قالها أبى لأمي حينها، ولكنها مازال محفورة في بالي، وأنا لم أنسها وطول فترة حياتي، كنت أعتقد أن أمي فعلا كما وصفها أبي في تلك الليلة، لذلك فأنا وزوجي نراعي دائما انه مهما اشتدت الخلافات بيننا، فيجب أن نبعدها عن الأطفال لأنه ذلك قد يؤثر سلبا عليهم أو قد يجعلهم يبوحون بأسرار المنزل لأشخاص آخرين. أما فاطمة موسى ربة منزل فتقول إنه أثناء ارتفاع أصواتنا خلال المشاحنات فإن أول ما يفعله طفلي هو السكوت والاستماع لما يدور بيننا وحين انتهاء المشكلة يبدآن بالبكاء، ويبدأ بتكرار السؤال لما فعل أبي ذلك؟. وأشارت فاطمة إلى أن كثرة الخلافات بينها وبين زوجها أثرت بشكل سلبي على طفلها فأصبح يخاف من البقاء بمفرده في مكان واحد مع والده كما انه ثقته بنفسه قد اهتزت قليلا. وبين ابراهيم عبدالله موظف أن الخلافات الزوجية يجب أن تكون بعيدة عن الأبناء لأنها قد توثر عليهم مستقبلا وتخلق منهم أشخاصاً مختلفين، وقد تجعلهم يميلون لطرف دون الآخر، وتسبب لهم مشاكل جسدية ترتبط بحالتهم النفسية. وقالت اليازية سيف 9 سنوات: تعودت على المشاكل التي تحدث بين أمي وأبى لدرجة أنى لم أعد اهتم للموضوع وبالعكس أنى افرح كثيرا حين حدوث مشكلة ما فهذا شيء يجعلني اشعر وكأنني في مسرحية أو فيلم فأنا منذ أن خلقت وهم على هذا الحال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©