السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا بانتظار السيدة هيلاري

4 يونيو 2007 00:37
واشنطن - خاص: هيلاري كلينتون امرأة وزوجة رئيس سابق ولامع، هل تصلح للبيت العائلي أم للبيت الأبيض؟ كثيرون يؤكدون أنها ستكون الرئيسة الأولى منذ أن انتخب جورج واشنطن رئيساً للولايات المتحدة في عام ·1789 ليس هناك فيكتوريا ولا كاترين· إذاً هيلاري هي التي ينتظرها الأميركيون الذين يعتبرون أنها وزوجها بيل كلينتون، يستطيعان إنقاذ أميركا من ذراعي المقبرة -في العراق بطبيعة الحال· هي الأكثر سطوعاً في الوقت الحاضر، يفضّلها الأميركيون -كامرأة- على السناتور الأسود باراك اوباما· لا يزال الوقت مبكراً لرئيس أسود، هيلاري تفتح أبواب التغيير· كيس الفستق العجوز ''أميركا بانتظار السيدة هيلاري''، شعار بدأ يُرفع الآن، لاسيما من قبل الأجيال الجديدة التي لا تعرف شيئاً عن فيتنام -مصرع وفقدان نحو 70 ألف أميركي، وتدمير زهاء 8 آلاف طائرة وطوافة عسكرية-، والخروج المروع من ذلك المستنقع الآسيوي· إنهم ينظرون إلى ما يحدث في العراق· يقول الأستاذ السابق في جامعة هارفارد جوزف سمارت: ''لتتوقف في الحال استراتيجية التوابيت، لأننا ببساطة نخاف على أميركا والأميركيين''· لافت جداً أن يقول الرئيس الأسبق جيمي كارتر لصحيفة ''جازيت'' التي تصدر في مدينة ليتل روك، عاصمة ولاية اركنساس: إن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش هي الأسوأ في التاريخ من حيث العلاقات الدولية، وخصوصاً بالنسبة إلى دبلوماسية الحروب الاستباقية في الشرق الأوسط، وإن كان قد تراجع جزئياً ليقول إنه كان يردّ على سؤال حول المقارنة بين إدارة الرئيس بوش وإدارة الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون· نعلم أن المحافظين الجدد لا يحبون أبداً الرئيس كارتر، حتى إن روبرت كاجان، صاحب القول الشهير ''نحن أبناء المريخ وهم أبناء الزهرة''، وصفه بـ''كيس الفستق العجوز والفارغ''، باعتبار أن الرئيس السادس والثلاثين خرج من حقول الفستق· معجزة السلام ولكن مَن لا يعرف ماذا فعله هذا الأخير، وإلى جانبه مستشاره للأمن القومي زبجنيو بريجنسكي في الشرق الأوسط· نذكر ما كتبه آرثر سالزبرجر عن المعجزة التي تبدو وكأنها هبطت من السماء، هذا حينما توجه الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى أورشليم، وبالتالي عقد اتفاق كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل· الدبلوماسية الأميركية قامت بدور خارق آنذاك، قبل أن يدخل الرئيس رونالد ريجان إلى البيت الأبيض ليبتعد كثيراً عن السياسات الهادفة والعميقة، فالاتحاد السوفيتي هو ''امبراطورية الشر'' التي يجب أن تزول من الوجود، وقد زالت فعلاً· ولكن كان قد فكر، بطريقة أخرى لتحقيق ذلك الهدف: تنفيذ برنامج ''حرب النجوم'' الذي يحوّل الصواريخ الروسية العابرة للقارات إلى جثث نووية بلهاء، حسب تعبير المدير التنفيذي للمشروع الجنرال جيمس ابرامستون الذي وقّع، في صيف عام ،1981 اتفاقية مع حكومة مناحيم بيجن تفسح في المجال أمام الدولة العبرية والمشاركة التكنولوجية في إنتاج معدات عائدة للبرنامج· الملاحظ الآن أن أساتذة جامعيين وكتاباً وباحثين، وحتى ناشطين اجتماعيين يعتبرون أن شيئاً ما يجب أن يتغير في أميركا· هذا لا يمكن أن يحصل في ظل الإدارة الحالية، مع أنها تخلت عن العديد من الوجوه الفولاذية: دونالد رامسفيلد وبول ولفوويتز وريتشارد بيرل ودوجلاس فايث وروبرت زوليك وجون بولتون ولويس ليبي، فيما أضحى رجال مثل كارل روف أو ديفيد فروم أو وليم كريستول أقل تأثيراً بكثير· لا مجال البتة لاستدارة كاملة ''حين يكون ذلك الحيوان الخرافي ضخماً إلى ذلك الحد''، كما يقول وزير الخارجية الفرنسي الأسبق اوبير فيدرين· المسألة تحتاج إلى بعض الوقت· ولكن لنتذكر أن الانتخابات الرئاسية ستجري في نوفمبر من العام المقبل· الوقت يضغط والجثث تضغط· والطريف أن المخرج مايكل مور يطرح اسم هيلاري كلينتون على النحو التالي: ''المرأة التي تعرف أن أميركا تعبت من سذاجة الرجال''· والطريف أن هناك مقربين من هيلاري بدا عليهم الوجوم عندما تهاوت سيجولين رويال أمام نيكولا ساركوزي الذي دخل إلى قصر الاليزيه بأغلبية لافتة، فعندما لا يتقبل الفرنسيون الاختصاصيون في تسويق الأزياء ومستحضرات التجميل وجود امرأة على رأس الدولة التي لا شك أن قوتها تراجعت كثيراً، كيف يمكن لأعظم إمبراطورية في التاريخ أن تنحني أمام امرأة؟ وإن كان التاريخ يحفل بذلك النوع من النساء مثل زنوبيا وكليوباترة وكاترين وفيكتوريا، وصولاً إلى الثنائي اليزابت الثانية ومارجريت تاتشر في بريطانيا· البديل أسود لكن البديل عن هيلاري داخل الحزب الديموقراطي هو الأسود بارك حسين اوباما، بجذوره الإفريقية وربما الإسلامية· إذاً، بين الأسود والمرأة، يختار الأميركيون زوجة الرجل الذي أحبّوه، وغفروا له، بيل كلينتون، وإن كان خبراء العلاقات العامة ينصحون بأن يختفي في هذه المرحلة، حتى لا يقال انه يرغب في العودة إلى البيت الأبيض بـ''فستان امرأة''· المعلقون في الولايات المتحدة يعتبرون أن هيلاري التي ترى في السياسة فن التسوية هي القادرة، وربما عبر زوجها، على وضع حدّ للمأزق الكارثي في العراق، وإن كانت تواجه ضغوطاً من اليسار داخل الحزب الديموقراطي والذي يقول بالانسحاب الفوري من هناك لأن الوضع بات، كلياً، خارج السيطرة، ولا داعي للبقاء ''بين ذراعي المقبرة''· لكن هذا اليسار بدأ يتراجع عن مواقفه الراديكالية لأن ثمّة مَن قال في البنتاجون إن ذلك الموقف ينعكس معنوياً وسيكولوجياً على الجنود في أرض المعركة· ولكن أليس هناك في الولايات المتحدة مَن سينتخبون الزوجة من أجل الزوج الذي يعرف كيف يستخدم القبضة الحديدية، وهي التي تحتاج إليها واشنطن في الوقت الحاضر من أجل ما يدعوه أوباما بـ''المصالحة مع العالم'' لأنه من غير الطبيعي الاستمرار في استراتيجية اللهاث· اوباما يعتبر أن عقارب الساعة تضغط بقوة على الرئيس جورج دبليو بوش الذي يملك شيفرة الأزرار النووية، لكن المشكلة أننا وضعنا في حال مواجهة مع الأشباح، وهو ما يحمل جيم هوجلاند على القول: ''في هذا الوضع قد نكون بحاجة إلى التعاويذ أكثر من حاجتنا إلى الصواريخ''· رئيس جمهوري هو الرئيس ريتشارد نيكسون مَن سحب الأصابع الأميركية من فيتنام، ولكن بعدما كانت هذه الأصابع قد تحكمت· الآن، رئيسة ديموقراطية يمكن أن تسحب الأصابع الأميركية من العراق، ودون التوقف عند نموذج سيجولين رويال، فأنجيلا ميركل تحكم المانيا، الأكثر تعقيداً وقوة وهولاً، وباستطاعة الأميركيين التمثل بالألمان، وهم أحفاد بيسمارك وهيغل، لا بالفرنسيين، وهم أحفاد نابليون وديكارت· الصحف الأميركية تتحدث عن أشهر من الإثارة· للمرة الأولى تترشح امرأة، أو يترشح أسود للرئاسة· معادلات حساسة ستكون على الطاولة، لكن المؤكد أن المحافظين الجدد الذين يشكلون الغالبية في الحزب الجمهوري يستشعرون الهزيمة في خريف العام المقبل، وإن كان وليم كريستول يعتبر ''أن السماء معنا''· هل المسألة ميتافيزيقية إلى هذا الحد؟ يقال أكثر من ذلك في المناظرات· الفرنسي ريجيس دوبريه يعرب عن دهشته: ''طراز آخر من الأصولية''، ولكن ليضيف أن الكتب المقدسة تحدثت عمن يدير خدّه الأيسر لمن ضربه على خدّه الأيمن، لا عن قاذفات القنابل· ''أورينت برس'' عناوين فرعية * حين تتأرجح سيناتور نيويورك بين سيجولين رويال وانجيلا ميركل * السياسة فن التسوية ولكن اليسار يقول بالانسحاب الفوري * كلينتون يختفي كي لا يقال انه عاد بفستان امرأة * اوباما يرى أن الأولوية للمصالحة مع العالم كلام صور : الخوف على أميركا والأميركيين : الوقت لا يزال مبكراً الأولوية للخروج من العراق الرئيس: موقف لافت من إدارة بوش الرئيس كلينتون الذي يجب أن يختفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©