الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التواصل لحياة زوجية سعيدة» يقترح أساليب لإدارة العلاقة الأسرية بنجاح

«التواصل لحياة زوجية سعيدة» يقترح أساليب لإدارة العلاقة الأسرية بنجاح
18 ديسمبر 2011 01:01
تعمل الإدارة العامة للعمليات الشرطية «مراكز الدعم الاجتماعي» بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي على إصدار مجموعات كبيرة من الكتيبات التي تترجم إلى لغات عدة، وتهتم بجوانب عدة، منها المتعلقة بالأسرة، وأخرى تتعلق بالإرشادات القانونية، وغيرها من المنشورات التي تحيط بحياة الإنسان، وفي كل المناسبات، ومنها كتيب يتحدث عن التواصل بين الزوجين، وهو بعنوان «التواصل لحياة زوجية سعيدة». وجاء في فاتحة الكتيب «قال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل إذا نظر إلى امرأته - ونظرت إليه - نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبها من خلال أصابعها». زواج مثالي يرى الكتيب أن نجاح أي زوجين في الدنيا يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة الاتصال بينهما، ونمط الاتصال الذي يحدث بينهما، وجاء فيه أيضا أن الله سبحانه وتعالى أوصى رسوله الكريم بحسن التواصل مع الآخرين قال: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، أي أن السبب الذي يدفع الناس للتقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن تواصله صلى الله عليه وسلم. وأوضحت دراسة أن أعظم توافق زوجي في الكون هو زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة، ولقد حلل هذا الزواج ووجد أن هناك فروقا في ظروف الزواج بين الطرفين تم حصرها في فارق العمر، والمستوى الاجتماعي، والحالة الاجتماعية، وغيرها من الفروق، وعلى الرغم من ذلك كان ناجحا جدا، بل مثاليا. وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك أي اتفاق في ظروف الزواج، حيث كان عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة مختلفين في العمر والناحية الاجتماعية والمادية إلا أنهما اجتمعا في أمر واحد بأنهما كانا من أشراف مكة، وعلى الرغم من هذا الاختلاف في ظروف الزواج إلا أن زواجهما كان يمثل أروع توافق زوجي في هذا الكون، لماذا؟ وأجيب عن هذا التساؤل في مجموعة من النقاط المهمة في نجاح هذا الزواج وهي المساندة المتبادلة بين الطرفين داخل المنزل، والمساندة بين الطرفين خارج المنزل، والعمل معا من أجل إرضاء الله، واحترام كل منهما الآخر، والولاء (حتى بعد الوفاة)، ولذلك فقد كان زواجهما قدوة حسنة لكل الأزواج وفي كل المجتمعات وفي كل الصور. خطوات مهمة نوه الكتيب إلى ضرورة اتباع خطوات مهمة لخلق تواصل بين الزوجين، وجاء في هذا الصدد أن «التواصل المنفتح بين الزوجين مفتاح العلاقة الناجحة، وأعطى نصائح مهمة منها: ابحث عن الفهم، حاول فهم الطرف الآخر ثم حاول أن تجعله يفهمك، استمع ولا تقاطع، أولى مهام المحب أن يستمع. لا تتذمر أو تشتكي، وتعرض مشكلتك باستمرار. لا تقفز إلى النتيجة. الاختلاف في الرأي مطلوب.. والمرفوض هو عدم الاحترام. دائماً أظهر احترامك لآراء الطرف الآخر وإن كنت غير موافق عليها. التواصل الجيد يعتمد على التغيير إلى الإيجابيات. لا يوجد زواج مثالي. ولا تواصل مثالي، ولكن هناك سعياً دائماً للوصول إلى ذلك». وأضاف الكتيب نقاط أخرى قد يحتاج المتزوجون لخلق تواصل فعال وهي مهارتان أساسيتان: أولا: الاستماع حيث يقول الكتيب «انصت لمضمون الكلمات. انصت للمشاعر والأحاسيس المصاحبة للكلمات المرسلة. ووضح للمرسل أنك استقبلت وتفهمت مشاعره. وتفهم جميع الكلمات والإشارات غير اللفظية. وامنحه الوقت الكافي للتعبير عن نفسه ومشاعره. واضبط نفسك كثيراً لكي لا تتسرع في طرح رأيك وإبداء وجهة نظرك قبل أن ينتهي من حديثه. ولا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع إليه ولا تستعجل ردك عليه. واتجه بجسمك نحوه فإن لم يكن فبوجهك على الأقل لأن ذلك يشعره بأنه مهم عندك. وبيِّن للطرف الآخر أنك تستمع ولا تتظاهر بذلك. ولخِّص كلامه بعد الانتهاء منه. ولا تفسر كلامه من وجهة نظرك أنت. وأنصت للطرف الآخر حتى وإن كنت لا تتفق معه في وجهة النظر». حوار لا صراع حول المهارة الثانية اللازمة لخلق تواصل فعال بين الزوجين فلخصها الكتيب في الحوار الناجح بين الزوجين، وجاء فيه «ليكن الحوار من أجل الحوار، أغلب العلاقات الزوجية الحوار فيها لأجل الصراع الحوار فيها للعتاب واللوم، نادراً ما يكون الحوار لأجل تبادل المشاعر الإيجابية أو التخطيط لشيء ما، لذا يتجنب الزوجين الحوار لأنه يؤدي ويحدث صراعاً وخلافاً بين الطرفين، فليكن حواراً يسوده الاحترام والتعاطف، حوار يتخلله اللمسة، حوار يظهر المشاعر للطرف الآخر ولا يظهر السخرية والاستهزاء. وفي الحوار تعبير عن الذات واحترام لها: فكثيراً ما يتكلم الأزواج في الحوار بكلمة «أنتِ وأنتَ»، وجاء في الكتيب «كأننا قضاة في جلسة محكمة والطرف الآخر هو المتهم وهذا ما يفسد الحوار بين الطرفين، فليكن حوارك معبراً عن ذاتك ومشاعرك وحاجاتك واتجاهاتك وحاجات ومشاعر الطرف الآخر». ويقول الكتيب أيضا «ركز على المشكلة الأساسية وتجنب التفريعات؛ فمن الضروري في بداية الحوار أن نحدد المشكلة التي نريد أن نناقشها ولا نخرج عنها. ونتجنب إثارة النقاط المثيرة للخلاف». مسؤولية مشتركة كما جاء في الكتيب أيضا يجب ضرورة تحديد وقت الحوار، وورد فيه أن «أكثر الحوارات بين الأزواج تفشل لأنها تدار في أوقات غير مناسبة؛ إن الحوار حتى يكون ناجحاً وبنّاء فإنه يجب أن يكون في أوقات يكون فيها الطرفان في حالة استرخاء وصفاء ذهني». ونصح الكتيب بأن تكون الأفكار إيجابية دائما، وقال في هذا الصدد إن «نوعية الأفكار هي التي تحدد نوعية الحوار، فإذا كانت الأفكار التي تراودك أفكاراً سلبية عن ذاتك أو عن الطرف الآخر فمن الطبيعي أن يكون الحوار سلبياً والعكس صحيح. وتذكر أنك مسؤول مسؤولية كاملة وليس الشريك فقط عن اختيار نوع النظام الذي يعيشه، وعن بذر مقومات السعادة في ذاتك، وبأسرتك». وتابع «ابدأ بنفسك ودع مقولة «الطرف الآخر لا يشجعني» تعلم أنك عندما ستقف أمام الله سبحانه وتعالى فلن يسألك ماذا فعل الطرف الآخر؟ وإنما سيسألك ماذا فعلت أنت لذاتك، وللطرف الآخر، ولأسرتك، ولتكن ثقتك في ذاتك قوية بأن الناس الأسوياء لا فشل في حياتهم، وإنما هي محطة نتعلم منها لنستفيد».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©