الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبد الله بن زايد : العلاقات التاريخية مع الهند تدخل مرحلة جديدة

عبد الله بن زايد : العلاقات التاريخية مع الهند تدخل مرحلة جديدة
4 يونيو 2007 00:43
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن هناك مباحثات تجرى بين الهند ومجلس التعاون لدول الخليج العربية للتوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين معربا سموه عن أمله في أن يتمكن المعنيون من التوصل إلى صيغة نهائية لهذه الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري· وقال سموه إن دولة الإمارات ترتبط مع الهند بعلاقات وثيقة تمتد لآلاف السنين ، مؤكدا سموه أن اللجنة الإماراتية الهندية المشتركة حديثة التكوين ستلعب دورا كبيرا في المساهمة في تحديد الأطر الجديدة للعلاقات بين البلدين· جاء ذلك في حديث لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لـ'' وكالة الأنباء الهندية الرئيسية ''برست ترست أوف انديا'' وإذاعة عموم الهند ومحطة التلفزيون الهندية العامة '' دور دارشان'' وصحيفة دي هندو '' بمناسبة انعقاد اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند في العاصمة الهندية ''نيودلهي'' في السادس من يونيو الحالي· متوازنة وفيما يلي نص الحديث الذي أدلى به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية : ü شهدت الاتصالات رفيعة المستوى بين دولة الإمارات والهند تزايدا سريعا عقب الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي إلى نيودلهي· والآن تعتبر زيارتك خطوة مميزة أخرى إذ ستسفر عن تشكيل اللجنة المشتركة الهندية الإماراتية· ü ما مدى أهمية هذه اللجنة وكيف ستساعد في توسيع العلاقات بين البلدين ؟ - ترتبط دولتنا الإمارات العربية المتحدة والهند بعلاقات وثيقة ليس بعد قيام دولة الاتحاد في الإمارات عام 1971 فحسب بل لمئات وفي الواقع آلاف السنين· إنها علاقات نثمنها على نحو كبير ليس على المستويين السياسي والاقتصادي فقط بل أيضا لجهة المساهمة الضخمة في تنمية بلادنا من قبل الأيدي العاملة الهندية التي وفدت للعمل بالإمارات· وبما أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد شرعت في الوقت الراهن في مرحلة جديدة من مراحل التنمية فهناك مدى وإمكانيات أوسع لتنويع وتعميق علاقاتنا الثنائية على كافة الصعد· أعتقد أن اللجنة المشتركة حديثة التكوين ستلعب دورا كبيرا في المساهمة في تحديد الأطر الجديدة للعلاقات بين البلدين· محيط الإمارات الشرقي ü يتسم النمو في الإمارات بإيقاعه السريع وكذلك تشهد دول آسيوية أخرى مثل الهند والصين نموا كبيراً ·· هل يمكننا القول أن زيارتكم للهند هي تعبير عن سياسة تتطلع فيها الإمارات نحو الشرق ومحاولة مدروسة لإقامة علاقة أكثر متانة مع آسيا ؟ - نحن ملتزمون بسياسة التوازن في علاقاتنا الخارجية انطلاقا من رغبتنا في إقامة وتطوير وتعزيز علاقاتنا بصورة متوازنة مع كافة الأقطار الصديقة في الشرق والغرب· مع ذلك فإن دولة الإمارات ظلت باستمرار تنظر إلى محيطها الشرقي· وقد ظل هذا التوجه سمة ملازمة لعلاقاتنا السياسية والتجارية منذ أجيال وفي ضوء النمو الاقتصادي الكبير والمتسارع الذي تشهده الهند حاليا كذلك بلدان آسيوية أخرى فمن الطبيعي لدولة الإمارات أن تبحث وتسعى لتنمية علاقاتها وتعزيزها مع هذه الدول في جميع المجالات· ü تشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند نموا متزايدا حيث تجاوزت قيمة التجارة غير النفطية بينهما 12 مليار دولار· · هل يمكننا القول أن الوقت قد حان الآن للنظر في اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين ؟ - هناك مباحثات تجرى بين الهند ومجلس التعاون لدول الخليج العربية للتوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين· وكلنا أمل أن يتمكن المعنيون من التوصل إلى صيغة نهائية لهذه الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري· التعاون الأمني ü قام قائد البحرية الهندية مؤخرا بزيارة للإمارات ويجري حاليا الاعداد لخطط بشأن إجراء تدريبات بحرية مشتركة ،هل تؤيدون توسيع نطاق التعاون الأمني بين البلدين ولاسيما فيما يتعلق بسلامة الطرق البحرية ؟ - نحن نتابع باهتمام الخطوات التي اتخذتها الهند باتجاه تطوير علاقاتها الأمنية مع البلدان الأخرى بالمنطقة بما في ذلك في دولة الإمارات ذاتها· هناك مصالح مشتركة في عدد من المجالات المتصلة بهذا الصعيد مثل تأمين النقل البحري ومحاربة الإرهاب· عليه فمن البديهي والمنطقي أن يكون هناك اهتمام بتعميق العلاقات الأمنية القائمة بين البلدين· ü تعتبر منطقة الخليج مصدر معظم النفط الذي تستورده الهند، ومن هنا فإن للهند مصلحة في الحفاظ على استقرار المنطقة هل تؤيدون مشاركة الهند في المبادرات الإقليمية التي تهدف إلى نزع فتيل النزاعات الرئيسية في المنطقة مثل العراق وفلسطين؟ - بكل تأكيد نعم نحن نتطلع إلى أن تلعب الهند دورا أكثر نشاطا في إيجاد الحلول للقضايا الأمنية والأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط سواء على البر أو البحر متضمنة وبشكل خاص القضية الفلسطينية والوضع في العراق· نحن نعتقد أن الهند بوصفها دولة إقليمية كبرى فلديها مسؤولية في الاضطلاع بدور بارز في الدبلوماسية الدولية والجهود الأخرى المعنية بإيجاد حلول لتلك القضايا· السياسات العمالية ü حققت الإمارات خطوات سريعة في مجال التنمية خلال العقود القليلة الماضية وقد جذبت مجموعة كبيرة من الكوادر المؤهلة من العديد من الدول بما فيها الهند ·· لكن هناك شيئا من القلق حيال أوضاع العمل الخاصة بأصحاب الياقات الزرقاء·· هل يمكن أن توضح لنا المبادئ العريضة لتصورات الإصلاح في مجال العمالة والسياسة الديموغرافية بعيدة المدى لدولة الإمارات ؟ - من الطبيعي أن تعنى السياسات السكانية لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتطور باتجاه مرحلة يلعب فيها أبناء البلاد دورا متعاظما في كافة مناحي العملية الاقتصادية· ويشهد معدل النمو السكاني وسط مواطني دولة الإمارات نموا متسارعا وبقدر ما تبلغ هذه الأجيال مرحلة الدخول لسوق العمل هناك حاجة لإيجاد المزيد من فرص التوظيف للإماراتيين· هذا الواقع يعني على المدى الطويل تقليص الحاجة لاستقدام أعداد كبيرة من الوافدين للاندماج في سوق العمل المحلية· لا شك أننا نقدر على نحو بالغ ونثمن كثيرا الدور الكبير الذي لعبه الوافدون من مختلف بقاع العالم بمن فيهم المواطنون الهنود على كافة المستويات في عملية بناء بلادنا كما ستكون هناك حاجة لاستمرار مساهمتهم لسنوات قادمة· ولعل من أهدافنا التأكيد على أن القوة العاملة في دولة الإمارات من مختلف الجنسيات تتمتع بأوضاع ملائمة ليس الدخل فحسب بل أيضا على صعيد القضايا المرتبطة بسلامتهم وتمتعهم بالرعاية الصحية المناسبة وهم يزاولون عملهم· هذه قناعتنا الأساسية التي تحدد طبيعة الإصلاحات التي استخدمناها على سوق العمل بالدولة· ولا بد لي هنا أن أنبه إلى أنه ربما يوجد بعض مظاهر استغلال العمال الوافدين غير أن هذا الواقع المرفوض غالبا ما ينتج عن الشروط التي تفرضها جهات محلية في البلدان المصدرة للعمالة والهند ليست استثناء من هذا الواقع· ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أعبر عن غبطتي كون وزيري العمل في دولة الإمارات والهند قد وقعا مؤخرا مذكرة تفاهم تؤطر تنظيم استقدام العمالة الوافدة وتضع حدا لظاهرة استغلال العمال والممارسات الأخرى المرفوضة من قبلنا· جزر الإمارات الثلاث ü هل يمكنكم التعليق على العلاقات بين الإمارات وإيران عقب زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الإمارات· هل ترون أن هناك احتمالا في زيادة الاتصالات والتعاون بين الدول العربية وإيران خلال الأيام المقبلة ؟ - الإمارات العربية المتحدة وإيران دولتان جارتان قريبتان من بعض، تربطهما الجغرافيا والتاريخ وبطبيعة الحال هناك صعوبات تستجد من حين لآخر وهو أمر متوقع وليس بالضرورة أن يتفق جاران في كل شيء· نحن نتطلع لإيجاد حل لقضايا جزرنا الثلاث أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التي تحتلها إيران· ونأمل في أن توافق طهران على اقتراحنا بإحالة القضية لمحكمة العدل الدولية أو اللجوء للتحكيم بصيغه المختلفة· مع ذلك فلا بد من التنويه إلى أن زيارة الرئيس الإيراني للإمارات مؤخرا تشكل خطوة إيجابية تدفع بعلاقاتنا إلى الأمام· ونأمل في تطوير أعمق للعلاقات بين بلدينا· '' وام ''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©