السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إرهاصات «ثورة جديدة» في اليمن ضد «الحوثيين»

إرهاصات «ثورة جديدة» في اليمن ضد «الحوثيين»
28 ديسمبر 2014 01:12
عقيل الحلالي (صنعاء) تحدث مراقبون وسياسيون عن إرهاصات «ثورة جديدة» في اليمن يقودها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد جماعة الحوثيين الإرهابية المسلحة التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ أواخر سبتمبر الماضي، فيما سارع زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، أمس السبت، إلى تقديم الاعتذار لزعيم قبيلة «حاشد»، الشيخ صادق الأحمر، وذلك غداة دعوته أنصاره إلى الجاهزية لمواجهة «أي احتمالات أو مواقف أكبر» متوعدا في الوقت ذاته بـ«خطوات حازمة وصارمة» ضد من وصفهم بـ«بقايا الفاسدين». وأوفد زعيم الحوثيين أمس شقيقه وزعماء قبليين إلى الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد المشهورة لتحكيمه «قبليا» في حادثة اقتحام منزل عائلة الأحمر في صنعاء في 26 نوفمبر الماضي وتسريب تسجيل فيديو قصير يظهر الشيخ الأحمر لحظة دخول المقاتلين الحوثيين للمنزل. وخلال اللقاء الذي عُقد في منزل الأحمر بمنطقة الحصبة شمال العاصمة، قدم ممثلو الحوثي اعتذار الأخير عن «أي إساءة» للشيخ الأحمر جراء «الدخول أو التصوير». وقال أحد المتحدثين، وكنيته أبو عبدالله،: «جئنا لتحكيم الشيخ صادق عن أي خطأ. نحن نريد أن نلم شعثنا وأن نصلح حالنا. لقد وصلنا إلى وضع سيء»، مشيرا إلى أن العدو الرئيسي للجماعة هو «أميركا واسرائيل»، حسب قوله. وبحسب العُرف القبلي السائد في اليمن، قدم زعيم الحوثيين بنادق وسيارات لتحكيم الشيخ الأحمر الذي رد الحكم إلى الحوثي، وهو ما يعني قبليا أن يحكم الحوثي على نفسه. وقال صالح الصريمي، رئيس تحرير صحيفة الصحافة اليمنية، إن الحوثي يسعى إلى «لملمة مشكلاته» لمواجهة ما اعتبرها «ثورة جديدة» تلوح في الأفق ضد الجماعة المذهبية المتمردة . وأشار الصريمي إلى أن معارضة متزايدة داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق صالح ضد هيمنة المتمردين الحوثيين على مفاصل السلطة منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر وسيطرتهم منتصف أكتوبر على مدن رئيسية في وسط وغرب البلاد، وقال في تصريحات لمحطة تلفزيونية محلية أمس السبت: «الحوثي لا شي دون الدعم المقدم من زعماء قبائل حزب المؤتمر والقوات العسكرية» الموالية للرئيس السابق، لافتا إلى أن انتصارات المتمردين الحوثيين لم تكن لتتحقق لولا مساندة ودعم صالح «الذي استخدمهم (الحوثيين) كأدوات للقضاء على خصومه في ثورة 2011». وأشار الصريمي إلى رفض شعبي وسياسي متصاعد ضد استمرار الحوثيين في اغتصاب سلطة الدولة. وقال الأمين العام المساعد في حزب المؤتمر الشعبي العام، أبو بكر القربي، إن الحوثيين «لم ينفذوا» معظم بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته الجماعة ومعظم الأحزاب اليمنية أواخر سبتمبر برعاية مباشرة من مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر. وأضاف القربي، وهو وزير خارجية اليمن الأسبق، في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز عربية»، مساء الجمعة،:«مسؤولية الحوثيين اليوم هي أن يطمئنوا أولاً الشعب اليمني، وثانياً أن يطمئنوا دول الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية، لأن استمرارهم في التوسع وفي القيام ببعض الأعمال التي لا تتماشى مع الدستور ومع القانون تخلق قلقاً». وأشار إلى حق «الحوثيين» الوصول إلى السلطة لكن عبر صناديق الاقتراع وليس بقوة السلاح، معتبرا أن الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي «يتحمل المسؤولية في إيجاد الحلول باعتباره يمثل الشرعية التي تتمسك بها كل الأطراف وإذا فقدنا هذه الشرعية ستدخل البلد في دوامة الفراغ الدستوري الذي قد يؤدي إلى الكارثة». وحذر القربي الحوثيين قائلا:«الانتصارات التي تتحقق بالسلاح ستُهزم بالإرادة الشعبية إذا لم تستوعب مطالب الشعب وطموحاته». وكان حزب الإصلاح الإسلامي السني الذي يبدو الخاسر الأكبر من انتصارات الحوثيين، الجماعة المسلحة مسؤولية تعثر محاولات للتهدئة لخفض التوتر في البلاد. وقال المتحدث باسم الحزب، سعيد شمسان، ليل الجمعة السبت، إن «الحوثيين لم يبدوا أي حسن نية تجاه ما اتفق عليه الطرفان» أواخر نوفمبر، خصوصا ما يتعلق بإخلاء مقرات الحزب التي احتلوها في الأسابيع الماضية. من جهته، دعا زعيم المتمردين الحوثيين مليشياته المنتشرة في العاصمة صنعاء ومدن أخرى إلى الجاهزية لمواجهة «احتمالات او مواقف اكبر»، محذرا من «العشوائية والفوضى فهي مدخل وثغرة للمستغلين والمخربين». وقال الحوثي في رسالة إلى مقاتلي الجماعة الذين يطلق عليهم اسم «اللجان الشعبية والثورية» إن «الشعب اليمني» يصر على استمرارية ما أسماها «الثورة» محدداً ثلاثة مسارات للمرحلة المقبلة، تتلخص في استمرار ما اعتبره «مكافحة الفساد، وتحقيق الأمن والاستقرار وفرض الشراكة». ودعا إلى «تطهير المؤسسة العسكرية والأمنية من المندسين والمخترقين لها»، وتوعد «باتخاذ خطوات حازمة وصارمة» ضد من وصفهم بـ«بقايا الفاسدين وحماة الفساد» الذين قال إنهم يحاولون الالتفاف على نصوص اتفاق السلم والشراكة الوطنية «وما تضمنته من استحقاقات مهمة». ويقوم المسلحون الحوثيون وتحت ذريعة مكافحة الفساد بمداهمة المؤسسات والشركات، وفرض مندوبين عليها أو تبديل قياداتها بأفراد موالين لهم. وحث الحوثي أتباعه على «حماية الثورة»، في إشارة إلى احتجاجات اغسطس الماضي التي قادتها الجماعة وانتهت بسقوط العاصمة صنعاء والحكومة السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©