الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبيا.. حرائق السدرة تهدد المنطقة بأكملها

ليبيا.. حرائق السدرة تهدد المنطقة بأكملها
28 ديسمبر 2014 13:47
طرابلس، بنغازي، القاهرة (وكالات) أفادت تقارير ميدانية واردة من ليبيا بأن رجال المطافئ فشلوا مساء أمس في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في مستودعات النفط الخام في مرفأ السدرة النفطي، الذي يعد أحد أكبر المرافئ النفطية في ليبيا. وامتدت الحرائق المستمرة في ثلاث من مستودعات النفط إلى مستودع رابع أمس، الأمر الذي دفع الحكومة الليبية إلى طلب مساعدة دولية، رغم «الجهود الحثيثة» لإخماد الحرائق المندلعة منذ الخميس إثر إصابتها بصاروخ أثناء معارك بين القوات الحكومية وعناصر من ميليشيات «فجر ليبيا» وعناصر من فصائل أخرى موالية لها. وحذرت الحكومة من «مخاطر بيئية خطيرة تهدد المنطقة بأكملها». وكانت الحكومة الليبية المؤقتة حذرت في وقت سابق من تفاقم الأوضاع وانجرار البلاد إلى حرب أهلية. وقالت الحكومة في بيان، الخميس، إن مجموعة تابعة لمليشيات «فجر ليبيا»، مدعومة بعناصر «إرهابية»، قامت بالهجوم على منطقة السدرة النفطية ضمن سلسلة هجمات بدأتها منذ أيام في محاولة منها للسيطرة على المؤسسات النفطية بمنطقة الهلال النفطي. واعتبرت الحكومة الليبية في بيانها أن الهجوم يشكل تطوراً خطيراً في طبيعة الصراع في ليبيا، مشيرة إلى أنه يهدد الوحدة الوطنية وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية. وقالت إن الهجوم يفتح الطريق أمام سيطرة الجماعات الإرهابية على الموارد النفطية، وهو ما من شأنه أن يوفر لها الموارد لتعزيز قدراتها لشن مزيد من الهجمات. وذكر حميد الحبوني مدير إدارة بشركة رأس لانوف النفطية الليبية أمس، أن الحرائق الهائلة التي اندلعت في منطقة للشركة يمكن أن يتطلب أسبوعا لإخماده.. جاء تصريحه بعد يومين من اندلاع الحريق في خزانين في منشأة السدرة لتصدير النفط. وقال الحبوني، إن «رجال الإطفاء والحماية المدنية يحاولون قدر استطاعتهم إطفاءها حتى لا تنتقل إلى الخزانات الأخرى وسط ظروف صعبة». وأضاف لموقع «بوابة الوسط» الإخباري الليبي المستقل: «عمليات الإطفاء... تتطلب أسبوعاً متواصلاً حال توافر الإمكانات اللازمة». يشار إلى أنه يوجد 17 خزاناً في المنشأة الواقعة شرق ليبيا. وقال «إن خزانا استهدف بشكل مباشر.. أثناء الاشتباكات التي اندلعت اليومين الماضيين». وكانت النيران التهمت أمس الأول ثلاثة خزانات نفطية في مرفأ السدرة النفطي أكبر مرافئ النفط الليبية الواقعة فيما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» بعد إصابة خزان الخميس بقذيفة صاروخية أطلقتها مليشيات «فجر ليبيا» المتشددة من البحر باتجاه المرفأ، بحسب مسؤول عسكري. وقال علي الحاسي المتحدث باسم القوات الحكومية المرابطة في منطقة الهلال النفطي أغنى مناطق البلاد بالنفط، إن «النيران امتدت الجمعة لتلتهم صهريجين نفطيين آخرين بعد أن اندلعت في أول صهريج الخميس جراء قذيفة صاروخية أطلقتها مليشيات فجر ليبيا الإسلامية من زورق بحري باتجاه المرفأ». وأكد محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط «الحادث»، مطالبا بـ«تحييد مؤسسات النفط عن الصراع»، خصوصاً أن الصهاريج تحوي مخزونات نفطية كانت على وشك التصدير قبل اندلاع الأزمة. وقال شهود عيان لـ«فرانس برس»، إن ألسنة اللهب والدخان الكثيف غطى منطقتي السدرة وراس لانوف (130 كلم شرق سرت) بالكامل ما ينذر بكارثة بيئية في حال عدم السيطرة على النيران التي قد تمتد لبقية صهاريج المرفأ وتأتي عليه. وبدأ مسلحون يطلقون على أنفسهم «فجر ليبيا» هجوماً قبل أسبوعين للسيطرة على المنشآت النفطية في المنطقة. وتصدى للهجوم القوات العسكرية التي تدعم الحكومة المعترف بها دولياً بقيادة عبدالله الثني وتتخذ من مدينة طبرق الواقعة شرق البلاد مقرا لها. وهناك حكومة أخرى بقيادة عمر الحاسي تتخذ من طرابلس مقراً لها. يذكر أن ليبيا تشهد قتالاً بين الجيش الوطني والميليشيات مسلحة. وفي سياق متصل، لا تزال الاشتباكات تدور بشكل عنيف داخل مدينة بنغازي بعد حصار الجيش لمنطقة الليثي، آخر معاقل المتطرفين بالمدينة، منذ أيام. كما استمرت ملاحقة جيوب المتطرفين في منطقة الصابري وسوق الحوت في بنغازي، حيث يتمترس المتطرفون في مبانٍ سكنية عالية متخذين من سكانها دروعا بشرية. وأفاد مصدر عسكري من قوات الصاعقة أن هذه القوات تمكنت من إجلاء عدد كبير من أهالي منطقة الصابري والهواري، بعد موجة الاغتيالات التي تعرضت لها أسر بكاملها في منطقة الليثي، إضافة لحرق وهدم منازلها من قبل المتطرفين. وأضاف المصدر أن مناطق بودريسة وأم مبروكة والهواري وسوق الحوت والصابري، بالإضافة لليثي، تدور فيها حالياً «المعارك النهائية»، التي توقع أن تنتهي نهاية الأسبوع الجاري بالقضاء على الجماعات المتطرفة. واعتبر المصدر أن استخدام المتطرفين للأسلحة الثقيلة، كالمدفعية والدبابات، في طرقات المدينة الضيقة دليل على نفاد ذخيرة الأسلحة المتوسطة الفعالة في هذه الأحياء، موضحاً أن الأسلحة كالدبابات والمدافع لا يمكنها أن تؤثر في الجيش الذي أسر مجموعات كبيرة من المطرفين. وختم حديثه بمواصلة النداء الموجّه لسكان الأحياء الساخنة بمغادرة منازلهم سريعاً، حيث يلجأ المتطرفون إلى قتل الأهالي بطرق بشعة كورقة أخيرة للضغط على الجيش للتراجع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©