الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باريس.. لا تحزني

6 ديسمبر 2012
باريس التي عهدناها دائماً متبسمة، تصدر الضوء والفرح والعطر لكل العالم، تعبرها هذه الأيام موجة من الحزن برياح أسئلة ساخنة ليس لها علاقة بالصقيع الذي يستوطن عاصمة الجمال. الحزن على أن نادي باريس سان جيرمان الذي يقف شامخاً في حدائق باريس مثل الأبراج والأقواس والمسلات يسجل حالة من التهاوي الفظيع في الدوري الفرنسي، فقد لسعته عقرب الهزيمة ثلاث مرات في آخر خمس مباريات ليضعه على بعد خمس نقاط كاملة من المتصدر أولمبيك ليون، أما الأسئلة الساخنة التي باتت تتوالي بشكل مثير للقلق فإنها تطرح بخصوص ما آل المشروع الكروي للنادي الباريسي المصمم بعناية فائقة من المؤسسة القطرية، مشروع يراهن على إيصال سان جيرمان إلى العالمية وكلنا يعرف أن الطريق إلى العالمية يمر في العادة من الفوز بعلامة التميز الكاملة في الدوري المحلي. من الطبيعي جداً أن يستفهم أصحاب الشأن عندما يحصل مثل هذا الاحتباس الرقمي الذي هو صورة مصغرة لنوع من العجز التكتيكي عن مدى أهلية الجهاز الفني الذي يتشكل من البرازيلي ليوناردو مديراً عاماً والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرباً لتنزيل رهانات المشروع الكروي فنياً بكل ضخامته وبكل السيولة المالية التي جاء بها لاستقدام لاعبين بمقاسات عالمية، ما جعل من النادي يشكل في سوق الانتدابات أوروبياً استثناء كبيراً إذا ما تجاوزنا حالة الهذيان التي تعيشها الأندية الروسية. لا تسأل إدارة سان جيرمان عن أي شيء في حالة فقدان التوازن، فقد مولت المشروع بما يتطابق مع الإستراتيجية الفنية المتوافق عليها لتفعيله ومن يسأل بطبيعة الحال هو المدرب أنشيلوتي . يسأل عن حالة الشتات الموجودة، ويسأل عن الارتباك في القبض على النواة الصلبة، ويسأل عن عدم الاستقرار على نهج تكتيكي واضح أو لنقل عن ثوابت ملحوظة في البناء التكتيكي، كما يسأل أخيرا عن هذا الانزعاج الذي يبديه مع أي إخفاق حتى أنه يرمي بكل المسؤولية على لاعبيه، مع أن الفروسية التي يتمتع بها المدربون الكبار تقتضي أن يحمي أنشيلوتي لاعبيه. وإذا كان سؤال اللحظة يتوجه بكل شحنات الاستفهام إلى قدرة أنشيلوتي على القيام بدور دور المهندس الفني للمشروع الكبير، فإن السؤال الإستراتيجي الذي ينفذ إلى عمق المشروع وإلى أساساته، الجواب عنه جاء من ميشال أولاس رئيس نادي أولمبيك ليون الذي قال: «إذا كانت لي نصيحة أوجهها لإدارة سان جيرمان، فسأطلب ألا يتغير أي شيء في تقدير كفاءة اللاعبين وفي الاستثمارات المنجزة، المشروع بحاجة إلى الوقت ليكبر وينمو ويتطور، إنه من الصعب دائماً أن تحقق النجاح عندما تريد السير سريعاً». النجاح الرياضي مثله مثل النجاح المقاولاتي يبنى على الأمدين المتوسط والبعيد، وسان جيرمان قرر السير بسرعة مذهلة نحو الأمد، فلا ينبغي أن ينفذ عنده الصبر. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©