الحكومة اللبنانية ترفض تسلم دعوة القمة عبر الجامعة العربية

اتهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس الولايات المتحدة بنسف الجهود الرامية إلى حل الأزمة في لبنان· وكان البيت الأبيض وصف الإرجاء المتكرر لانتخاب رئيس جديد في لبنان بأنه ''غير مقبول''، مجددا التنديد بالتدخلات الأجنبية· وقال بري في بيان ردا على البيت الابيض، ''من لا يؤيد المبادرة العربية، ومن عرقل أكثر من مشروع حل للأزمة اللبنانية بما في ذلك المبادرة الفرنسية، ومن لا يدين الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية حتى في مشاورات مجلس الأمن ، إلى متى يريدنا أن نصدق أنه متمسك أكثر من أهل البيت بانتخاب رئيس لجمهورية لبنان؟''· من جانبه أكد وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة أمس أنه لا مجال لقبول دعوة سوريا للبنان لحضور القمة العربية التي تستضيفها دمشق أواخر الشهر الجاري عبر جامعة الدول العربية· وقال حمادة انه ''لم يتم التوصل الى قرار بشأن المشاركة في القمة العربية طالما أن الدعوة لم تصلنا والتقويم النهائي لأهمية الحضور أو امكانية الاستغناء عن هذا الحضور لا تزال قيد التقييم''· وأضاف حمادة أن ''للبنان سلطة معترفا بها دستوريا تتولى وكالة صلاحيات رئيس الدولة وهي مجلس الوزراء وبالتالي لا مجال لقبول دعوات تأتي عبر الدبلوماسية الخارجية أو أمانة الجامعة العربية''· وقال إن ''مبدأ الحضور أو عدمه بالمطلق ومستوى الحضور والخطاب اللبناني إذا تقرر الحضور فهذا كله سيكون مدار مناقشة في مجلس الوزراء الذي يتخذ في النهاية القرار بهذا الشأن''· ورأى حمادة أن تاريخ الـ25 من الشهر الجاري فرصة أخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية مشيرا الى ان ''المشكلة ليست أن لبنان لم يتلق دعوة للحضور الى القمة وقد يتلقاها في الوقت الضائع ولكن المشكلة هي في التعطيل المستمر لانتخاب الرئيس''· يذكر أن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي لم تتلق حتى الآن الدعوة لحضور القمة العربية· ورأت مصادر سياسية مطلعة ان دعوة لبنان لحضور القمة قد تتم عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أو عبر دبلوماسي سوري يسلمها الى وزارة الخارجية اللبنانية· كما أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي عقب اجتماع مجلس الوزراء أن الجمهورية اللبنانية لا تزال موجودة والحكومة حريصة على حمايتها وحماية سيادتها وحقوقها ودورها وتالياً التعامل معها وفق الأصول وبما يحفظ كرامتها وكرامة مواطنيها بغض النظر عن الخلافات السياسية بينهم· من جانبه اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه سيتم خلال ايام توجيه الدعوة للبنان لحضور القمة العربية المقبلة في دمشق· وقال ردا على اسئلة الصحفيين امس ان الدعوة ستوجه خلال ايام وسوف نرى الطريقة التي توجه بها· ورفضت مصادر الجامعة العربية في بيروت التعليق على ما يثار حول دور الجامعة في نقل الدعوة السورية الى لبنان او عدمه وأكدت لـ ''الاتحاد'' أن موسى سيعود الى بيروت بعد القمة الاسلامية في دكار وقبل موعد الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، في مسعى أخير لإخراج الملف اللبناني من دائرة الركود، ويأمل ان توفر له الاجواء التي ستسود خلال قمة دكار والاتصالات التي يجريها مع جميع المعنيين بالملف اللبناني الفرصة السانحة لإنجاح مهمته قبل قمة دمشق لكي يمثل لبنان فيها رئيس شرعي يعيد الوهج العربي الى القمة العربية، ويعزز التضامن بين الدول العربية· وقالت مصادر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من جانبها لـ''الاتحاد'' إن موسى أبلغ بري خلال الاتصال الاخير بينهما أنه سيزور لبنان قبل 25 الجاري لكنه لم يحدد موعداً رسمياً لهذه الزيارة وأبلغه بأنه لا بديل عن انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت ممكن ويجب إعادة النظر في التأجيل المتكرر للانتخابات· وكان مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف قد أكد بدوره ''أن لا تقدم في الأفق، ولا مقترحات أو معطيات جديدة تتعلق بالأزمة اللبنانية وقال ''إن عدم تبلور المسائل يجعل عودة موسى الى بيروت غير محددة''، واستدرك: ''ان المشاورات مستمرة مع الفرقاء اللبنانيين والوقت يمضي بسرعة شديدة بخلاف تحركنا''، لافتاً الى أن للأزمة اللبنانية بعداً لبنانياً وعربياً وإقليمياً ودولياً''·