دبي- سامي عبدالرؤوف:
أكد الأنبا داميانوس مطران دير وكنيسة سانت كاترين، في تصريحات لـ ''الاتحاد'' أن دولة الإمارات عامل رئيسي ومؤثر في نشر روح التسامح ليس على مستوى المنطقة فحسب ولكن على المستوى العالمي، مدللاً على ذلك بالتنوع الثقافي والديني والعرقي الموجود في الدولة، مشيراً إلى أن احتضان الإمارات لكل هذا العدد من الجنسيات - 202 جنسية - يجعلها نموذجا فريدا دولياً·
وقال: إن تجربة الإمارات في التعايش السلمي ينبغي أن يؤخذ كحالة للدراسة والاستفادة منها في تحقيق السلم الدولي، خاصة في هذه الفترة التي كثرت فيها الصراعات بين الأمم والشعوب، مؤكداً أن الحالة الإماراتية يمكن أن تضيء جوانب كثيرة في الحوار مع الآخر واحترام الأديان، داعياً المؤسسات المختصة إلى دراسة والاستفادة من الوسائل التي طبقتها الإمارات في مجالات التعايش الحضاري والفكري·
وأشار مطران دير وكنيسة سانت كاترين إلى أن أهم ما يميز الإمارات أنها مجتمع منفتح - بشكل عام - على الآخر وأيضاً يحترم الإنسان، وهو ما جعل الدولة محل احترام وتقدير من مختلف الشعوب·
وعن افتتاح أكبر كنيسة في الخليج مؤخراً في أبو ظبي، أكد مطران دير وكنيسة سانت كاترين، أن هذا جاء من محبة الإمارات للآخرين واحترامها لأي دين، منوهاً إلى أن هذه الخطوة دليل آخر على الفلسفة الفريدة التي تنتهجها القيادة السياسية في الدولة·
وذكر الانبا داميانوس أنه يسمع منذ زمن بعيد عن التعايش في دولة الإمارات، حتى أنه كان حريصاً على الوقوف بنفسه على حقيقة ما سمع، مشيراً إلى أن زيارته تلك هي الأولى له للإمارات، مؤكداً أنه رأى شيئاً عجيباً لا يصدق ويصعب تكراره في أي مكان آخر في العالم، منوهاً إلى أنه رأى الناس في الإمارات يحترم كل منهم الآخر بدون تكلف أو إجبار، مرجعاً ذلك إلى الثقافة التي بثتها الدولة في نفوس قاطنيها، منوهاً إلى أن أرقى أنماط التعايش أن يجد الناس لديهم استعدادا تلقائيا لاحترام الآخرين، وهو ما يوجد في هذا البلد·
وعن رؤيته بشأن صراع الحضارات واتجاه العالم لمزيد من الحروب، قال: إن العلاقات بين الشعوب سوف تتحسن والمجتمعات البشرية لن تقبل على صدام الحضارات، لأن العالم يعيش حالة يحتاج فيها إلى الإصلاح، ولن يتم ذلك إلا أن يحترم كل طرف الآخر، وهذا ما يتنافى مع من يروج لنظرية صراع الحضارات·
وأوضح أن من يروج للتصادم هم قلة، مؤكداً أن أغلبية الأفراد في كل مجتمع تفضل التعايش وتؤمن به بل وتسعى إليه، وهو ما يضمن أن الصراع الحضاري لن يكون واقعاً فعلياً على الأرض·
وشدد الانبا داميانوس على أن الحوار هو الحل الوحيد ولا غيره يمكن أن يسود بين الشعوب، مؤكداً أنه بالحوار فقط نستطيع التخلص من كثير من المشكلات التي بسببها تنشب بؤر التوتر في العالم·
وعن أسباب زيارته للإمارات، أوضح مطران دير وكنيسة سانت كاترين أن زيارته أخوية تهدف إلى بحث آفاق التعاون المشترك في المجالات الثقافية بين دير وكنيسة سانت كاترين بمصر والمؤسسات الثقافية في الإمارات، وعلى رأسها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، منوهاً إلى أنه ناقش مع مسؤولي المركز التعاون في مجال حفظ وترميم المخطوطات والتراث الثقافي والإنساني، وأشار إلى أنه اطلع على تجربة مركز جمعة الماجد للثقافة، مشيداً بحجم المخطوطات والوثائق الإنسانية التي يمتلكها المركز·
وضم الوفد المرافق لمطران دير وكنيسة سانت كاترين، نيكولاس باديس وكيل دير سانت كاترين والدكتور ديمانتيس فورياس مستشار رئيس الدير، وسالم مسعود مسؤول القسم العربي في دير سانت كاترين·
دير سانت كاترين
يعتبر دير سانت كاترين الذي بني في القرن الرابع الميلادي والذي يقع في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى جبال مصر هو أقدم دير في العالم، ويعد مزاراً سياحياً كبيراً، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، يحتوي على مكتبة مخطوطات يقال إنها ثاني أكبر مكتبة للمخطوطات المسيحية في العالم بعد الفاتيكان، وتضم حوالي 3 آلاف مخطوط باليونانية والعربية والقبطية، من بينها نسخة نادرة للكتاب المقدس ترجع إلى القرن السادس الميلادي·
عدد اليوم
