قال نائب رئيس الوزراء الروسي ايجور شوفالوف أمس الأول إن من المرجح أن تصدق روسيا على اتفاق انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في البلاد العام المقبل. وأبلغ شوفالوف الصحفيين على هامش المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة في جنيف بعد وقت قصير من الموافقة على انضمام روسيا إلى المنظمة “أقصى موعد سيكون مايو”. وأضاف قائلا “سيكون في كل الأحوال بعد الانتخابات. انه غير مرتبط على الإطلاق بالانتخابات. نحتاج إلى وقت ونريد أن تلقى تلك العملية دعماً من الشعب”.
وافقت منظمة التجارة العالمية رسمياً على منح عضويتها لروسيا أمس الأول بعد 18 عاماً من المفاوضات بشأن بنود وشروط الانضمام إلى النادي التجاري الدولي. وكانت روسيا أكبر اقتصاد خارج المنظمة التي تضم 153 عضواً واستغرقت مفاوضات انضمامها فترة أطول مقارنة بأي دولة أخرى. وأمام روسيا الآن ستة أشهر للتصديق على اتفاق العضوية وستصبح عضوا بالمنظمة بعد 30 يوماً من التصديق. واتخذ القرار في اليوم الثاني من اجتماع وزاري للمنظمة يستمر ثلاثة أيام في جنيف. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في بيان “نتيجة هذه المحادثات الطويلة والمعقدة جيدة لكل من روسيا وشركائنا المستقبليين”.
وقالت وزيرة الاقتصاد الروسية إلفيرا نابيولينا “بالنسبة لنا فإن انتهاء هذه المفاوضات ليس النهاية بل البداية”.
وفي وقت لاحق قالت نابيولينا في مؤتمر صحفي إنها تأمل بان يؤدي انضمام روسيا إلى منظمة التجارة إلى وقف خسائر تبلغ حوالي ملياري دولار تفقدها موسكو بسبب إجراءات تمييزية ضد صادراتها. وأضافت قائلة “روسيا تخسر حاليا حوالي ملياري دولار بسبب إجراءات تمييزية متعددة ضد صادراتنا. نأمل بأن يجري إلغاؤها وان تشعر شركاتنا للكيماويات والنقل بتحسن في هذا المجال قريبا جداً”.
وقال باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية في كلمة “هذه لحظات تاريخية لروسيا الاتحادية ولنظام التجارة المتعدد الأطراف بعد محادثات ماراثونية استمرت 18 عاماً”. “انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية سيعزز تكامل روسيا الاتحادية في الاقتصاد العالمي وسيحقق قدراً أكبر من اليقين للقائمين على قطاع الأعمال والشركاء التجاريين”. ووفقا للامي فانه مع انضمام روسيا فان المنظمة ستمثل الآن 97% من التجارة العالمية.
إلى ذلك، شددت المملكة العربية السعودية على أهمية النظام التجاري متعدد الأطراف لتسهيل حركة التجارة وانعكاس ذلك على أهمية التنمية الاقتصادية، مطالبة بإدخال اللغة العربية كلغة رسمية لمنظمة التجارة العالمية. وأكد رئيس الوفد السعودي المشارك في المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التجارة العالمية الدكتور محمد بن حمد الكثيري في كلمة المملكة التي ألقيت خلال المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس في جنيف، أن الالتزام بحرية التجارة شرط أساسي للازدهار الاقتصادي وأن هذا الأمر من الأمور الأساسية التي تدركها حكومة المملكة وتعمل عليها “لذلك حرصت على الحفاظ على حرية التجارة ومحاربة الحمائية وتجنبت فرض أي قيود خلال الأزمة المالية العالمية بما ينسجم مع قواعد واتفاقيات منظمة التجارة العالمية والتزام المملكة بمواقف مجموعة العشرين”. وأشار الكثيري، في كلمته التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية(واس) أمس إلى أن المملكة أوفت بالتزاماتها تجاه منظمة التجارة العالمية “قناعة منها أن جولة الدوحة للتنمية ستسهم في إيجاد التوازن بين التزامات الدول حديثة الانضمام والدول الأعضاء في المنظمة”. وطالبت المملكة، والتي تتولى التنسيق للمجموعة العربية في المنظمة، في كلمتها بالنظر الجاد في أهمية إدخال اللغة العربية كلغة رسمية للمنظمة إضافة إلى لغات المنظمة الثلاث الإنجليزية والفرنسية والأسبانية، مؤكدة أن إدخال اللغة العربية سيساعد الحكومات والدول للتفاعل مع المنظمة وأنشطتها كما أنه سيرفع الوعي بأعمال المنظمة بين الشعوب الناطقة بهذه اللغة.
من جهة أخرى، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصل هاتفيا أمس الأول بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ليهنئه على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن اوباما أثار أيضا أثناء محادثته مع ميدفيديف مسألة المخالفات التي شابت الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا في روسيا.
عدد اليوم
