الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون يؤكدون انفتاح الشعر الخليجي المعاصر على الحراك الاجتماعي

6 ديسمبر 2012
إبراهيم الملا (الشارقة) - تواصلت صباح أمس، بقاعة أحمد راشد ثاني بمقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة، الجلسات النقاشية للدورة الثالثة من ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؛ لإثراء البحث النقدي حول الشعر الخليجي المعاصر، وتلمس جذوره، وإضاءة على تطلعاته لدى المثقفين والمبدعين في المنطقة. وشارك في الجلسة الأولى للملتقى، الذي حمل في دورته الحالية عنوان “القصيدة الحديثة في الخليج.. جذور وآفاق”، كل من الدكتور أحمد الزعبي من الأردن، والباحث جعفر حسن من البحرين، والدكتور سالم خدادة من الكويت، وترأس الجلسة محمد المزيني من السعودية. وأشار الزعبي، في الجلسة التي تناولت في إطارها العام موضوع الاستجابة والتحولات في القصيدة الخليجية الجديدة، إلى مظاهر الحداثة في الشعر الإماراتي، من خلال تحليل الأبعاد الفنية والفلسفية والجمالية لمجموعة من الشعراء الإماراتيين مثل نجوم الغانم، وحبيب الصايغ، والهنوف محمد، وخلود المعلا، وكريم معتوق، وعارف الخاجة، وغيرهم، وأوضح الزعبي أن الشعر موقف من الوجود؛ لأن الشاعر يطرح تساؤلاته الفلسفية عن الذات والعالم والمصير والزمان، من خلال قضية أو ثيمة أو حالة يجسدها في قصيدته، فقد يجسد الشاعر ـ كما قال - حالة حب أو تلمّس ثنائية الموت والحياة أو الحرب والتضحية، ثم يبث في ثنايا القصيدة رؤاه الفكرية وموقفه الفلسفي من هذه الحالات والقضايا التي يطرحها. واستشهد الزعبي بتجربة الشاعر حبيب الصايغ الذي طرح تساؤلاته الوجودية - كما أوضح - في كثير من قصائده، حسب المفهوم السارتري حيناً، وحسب المفهوم البيكيتي حيناً آخر، وقال إن أغلب هذه التساؤلات متعلقة بوجود الإنسان ومصيره، وجدوى أفعاله، في ظل مصير مأساوي محتوم هو الموت. أما الباحث البحريني جعفر حسن، فشارك بورقة حملت عنوان “كتاب التحولات - القصيدة الحديثة في الخليج”، أشار فيها إلى أن القصيدة الخليجية الحديثة لا تنفصل عن الحراك الاجتماعي، حيث تستجيب الآليات الفنية فيها للمتغيرات التي تحدث في الحياة الاجتماعية، والشاعر أيضاً - كما أشار - مسؤول عن تراث الشعرية المنجز، ومسؤول أيضاً عن تطوير هذا المنجز. ونوه جعفر حسن بأنه على صعيد تحولات القصيدة في الخليج، باعتبارها تعميقاً للهوية، فإن مظاهرها تأكدت في قصيدتي التفعيلة والنثر، منذ أواخر الستينيات تقريباً، حيث مالت قصيدة التفعيلة - كما قال - نحو تأكيد التزامها بالقضايا العامة، بينما كانت قصيدة النثر تنحو باتجاه الموضوعات الملتصقة بالذات، فغابت عنها الهموم العامة العريضة، وقامت بالتعبير عن الذات المفردة واصطدامها بالعالم، في حركة واضحة نحو الانكفاء والعودة إلى التأملات الداخلية العميقة. وتناول الدكتور سالم خدادة من الكويت تطورات القصيدة الجديدة في الكويت، وقال إن الشعر الحر بدأ في الكويت منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي على يد الشاعر علي السبتي، ثم شاركه أحمد العدواني ومحمد الفايز وآخرون، وأضاف أن وجود الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب، كان له تأثيره الكبير على هؤلاء الشعراء. وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها القاص والناقد المصري عبدالفتاح صبري، شارك كل من الدكتور إبراهيم أبوطالب من اليمن، والدكتور حسن مجاد من العراق، في تحليل وتفكيك مظاهر الانفتاح على الأجناس والفنون الأخرى في القصيدة الحديثة بالخليج. وأشار أبو طالب، في مداخلته، إلى أن الخطاب الشعري في الخليج ظل لفترة طويلة مهيمناً في إطار تعدد الخطابات الأدبية الأخرى. وأضاف أن أغلب الشعراء تصدوا إلى الأجناس الأدبية الأخرى التي تتوق للتجريب والمغامرة، وقدم الباحث نموذجاً لهذا المنحى الحداثي المستفيد من الفنون الأخرى من خلال استدلاله بتجربة الشاعرة البحرينية بروين حبيب، وقراءة هذه التجربة من جوانبها وإسقاطاتها الأسطورية والملحمية ورؤيتها الأنثوية والصوفية. وفي المداخلة الختامية للجلسة الثانية، تحدث الباحث العراقي الدكتور حسن مجّاد عن تجليات القناع في القصيدة العراقية الحديثة، مشيراً إلى أن ثمة خطاً فاصلاً بين الشعري والدرامي، بحسب قوانين النوع الأدبي في النظرية الأدبية باختلاف أسسها الفكرية وامتداد تحولاتها المنهجية من المعضلة الأفلاطونية إلى الحل الأرسطاليسي التي كونت نظريتي المثالية والمحاكاتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©