عصام أبوالقاسم (الاتحاد)- تواصلت مساء أمس الأول فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه جمعية المسرحيين في قصر الثقافة بالشارقة، حيث قدمت فرقة مسرح خورفكان مسرحية “مدينة الثلج” من تأليف عبدالله مسعود وإخراج عبدالله زيد.
وتناول العرض الذي تميز بديكور صُمم ليماثل في شكله تلك الصورة التي اخترعتها أفلام الرسوم المتحركة لمدينة الثلج، صراعا ضارياً بين رجل الثلج “قام بالدور عادل سبيت” و”البركان” علي الشحي، حول الطفلين الصغيرين “سالم” أحمد الجرن و”خالد” عبدالله نبيل و”والدهما” علي القحطاني. إلا أن الصراع الذي احتدم كثيراً مع نهاية العرض وبدا كما لو أنه استعارة لمغالبة الإنسان قوى الطبيعة لم يكن سوى خدعة تلفزيونية نفذها برنامج “مقالب”.
وطرح المسرحي حميد سمبيج الذي أدار الندوة التطبيقية بعد العرض، العديد من الأسئلة حول العرض ومنها أن الديكور الضخم الذي صممه المخرج ذاته طغى على بقية العناصر وتسبب في إعاقة حركة الممثلين وغيّب الجماليات التي شاءها المخرج لتكوينات الفرقة الاستعراضية التي شاركت في العرض، كما تساءل سمبيج عن المبرر الفني الذي حمل عبدالله زيد على المزج بين العامية والفصحى، وذكر سمبيج أن زيد نجح في طور مشروعه الإخراجي والتمثيلي في مسرح الكبار سنة وراء سنة وانه اظهر دائما شغفا ملحوظا بالمسرح ومن هنا يستحق جهده كل التقدير. وبدت وجهات نظر المتحدثين في الندوة متشابهة بخاصة في الجانب الإخراجي للعرض الذي حظي بحضور جماهيري هو الأعلى خلال أيام المهرجان الماضية. من جانبه، تحدث عبدالله زيد الذي لم يكتف بالإخراج فحسب، إنما صمم الأزياء، وقد جاءت موحية فعلاً، وكذلك صمم الديكور ورسم مواقع الإضاءة على الخشبة، تحدث عن الظروف المبدعة التي عمل بها مع مجموعة العرض الكبيرة التي شاركته التجربة، وقال المخرج والممثل المعروف باشتغالاته الإخراجية المثيرة للجدل أن مسرحية “مدينة الثلج” هي أولى تجاربه في مسرح الطفل، مشيراً إلى أنه يعمل ليتعلم ولا يحسب نفسه من العارفين ولكن من المتعلمين، وقال إن كل تجربة مشروطة بظروفها وأن المرء ينجز عمله في وقت طويل ودائما يسعى إلى تخليصه من الإشكاليات والأخطاء ولكن هذا لا يعني أنه قد يسلم تماماً من الخطأ. وذكر زيد أنه يشعر بالكثير من الفخر لأن هذا العمل جمع كل هؤلاء الشباب الذين شاركوا به لأيام من دون أي عائد سوى المزيد من محبة المسرح.
عدد اليوم
